في ذكرى تحرير سيناء عيد وكل يوم نصر، ففيه استردت قواتنا المسلحة أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وتم استرداد كامل أرض سيناء عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م، وتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فى عام 1982 م، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية فى عام 1989.
عدونا يعرف مدى قيمة وقدر سيناء الحبيبة في قلوب المصريين لذا يوجه إرهابه تجاهها، لكن يأبى كل جندى يقف حارسا لها أن يفرط فى شبر منها، فيوما بعد يوما يوجه الإرهاب سلاحه تجاه قواتنا الباسلة ويقع شهداء على ترابها دون خوف على الرغم من غدر الإرهابيين بقواتنا، إلا أن جنودنا يجسدون ملحمة الفداء والحب والتضحية ليس لسيناء فقط بكل لكل بقاع الوطن، حيث يشارك الجيش والشرطة والشعب "إيد واحدة" ضد عدو لعين يكره وحدة مصر.
"يد تبني ويد تحمل السلاح" مقولة جسدت أجمل صور تحقيق التنمية ومواجهة الإرهاب، فالعديد من مناطق سيناء شمالا وجنوبا ارتوت بدماء الشهداء من أبناء الوطن ورغم مرور35 عام على تحرير أرض سيناء الطاهرة، إلا أنها ما زالت راسخة فى أذهاننا كأنها اليوم.
معركة السادس من أكتوبر وصولا إلي تحرير اخر نقطة فيها في ال25 من إبريل،معجزة حقيقية بأى مقياس عسكرى كما أكدها الرئيس الراحل أنور السادات فى إحدى تصريحاته، وها هى اليوم تثبت أنها معجزة بما تشهده مناطق معارك أكتوبر من تنمية حقيقية على كافة الأصعدة لربط وسط سيناء بشمالها وجنوبها ومدن الدلتا لتنشيط حركة الاستثمار.
"خير أجناد الأرض" مقولة أثبت رجال القوات المسلحة صدقها،في طريقك إلي سيناء شمالا وجنوبا تري التأمين العالي لرجال الجيش والسيطرة علي الطرق المؤدية لسيناء لردع أي عدائيات تهدد أمن واستقرار مصر،وما أن تقترب من الدخول لوسط سيناء تري رجال يواصلون الليل بالنهار لحمايتنا شعارهم "الإيمان – الصمود- التحدي"،مفرح جدا أن تري السيطرة الكاملة للقوات المسلحة علي شمالها وجنوبها ووسطها وصولا إلي جبل الحلال الذي أنهى الجيش الثالث الميدانى أسطورته.
يسطر رجال القوات المسلحة يوما بعد يوم أروع ملاحم البطولة والتضحية فداء لمصر وشعبها العظيم، لا يهابون الموت ويواصلون الليل بالنهار يدافعون عن أرضها ويبذلون أرواحهم فداء لثراها المقدس، في ارض سيناء المقدسة يسطر هذا الجيل من ابناء الشعب المصري قادة وضباط وصف وجنود ملحمة وطنية جديدة من البناء والتعمير والتنمية، والتصدي بكل حزم لقوي الشر والغدر والارهاب عازمين علي دحره واقتلاع جذورة من تلك الارض الغالية التي ارتوت بدماء الشهداء، يملئهم اليقين انهم علي الحق المبين وان الله ناصرهم علي هؤلاء الضالين ممن استباحوا الحرمات وسعوا بالافساد والتخريب والتطرف.
وامتدادا لجهود القوات المسلحة في تطهير سيناء من العناصر التكفيرية والاجرامية يقف ابطال ومقاتلوا الجيشين الثاني والثالث الميداني بالتعاون مع الشرطة المدنية حائطا قويا صامدا لدحر الارهاب محققين العديد من الانجازات والنجاحات المتلاحقة خلال العمليات الامنية الشاملة بمناطق مكافحة النشاط الارهابي بالخرم والعنقابية وجبل الراحة بوسط سيناء والتى تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات الشاسعة والتضاريس الوعره التى تتخذها العناصر التكفيرية كملجأ حصين يفرون اليه، من بين تلك المناطق واكثرها خطورة منطقة جبل الحلال التي استطاع ابطال ومقاتلوا الجيش الثالث الميدانى تحطيم اسطورته الاجرامية وفرض السيطرة الكاملة عليه وتطهيره من الارهاب في ملحمة بطولية جديدة.
ما قام به رجال قوات الجيش الثالث الميداني ما هو إلا عمل بطولى،وهو ما أكده قادة القوات المسلحة قائلين:"أن ما قامت به قوات إنفاذ القانون من أبطال الجيشين الثاني والثالث الميداني، في تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والتكفيرية، بالإضافة إلي تطهير جبل الحلال من العناصر الإجرامية الخطرة، «هو عمل بطولي»، سبقه إعداد جيد وعلي مستوى عالي، لقوات الاقتحام، سواء كان الإعداد «بدنيا – وقتاليًا»، نظرا لطبيعة تضاريس الجبل الوعرة والبالغة الصعوبة، كما أن عنصُر جمع معلومات حول سيناء والعناصر التي تختبئ به من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة، كان له أثر هام في عملية الاقتحام وتطهير سيناء وجبل الحلال.
وكشفوا: «نتيجة العلميات العسكرية التي قام بها أبطال قوات إنفاذ القانون، في اقتحام سيناء وجبل الحلال، لتطهيره من البؤر الإرهابية، والعناصر التكفيرية والإجرامية والخارجة عن القانون، تم قتل أرقام كبيرة من العناصر الخطرة.
وفي إطار جهود الدولة، لتحقيق التنمية الشاملة بسيناء، وبتوجيهات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الاعلي للقوات المسلحة بتضافر جهود الدولة لتنمية واعمار سيناء بالتزامن مع الجهود التي تنفذها قوات انفاذ القانون لتطهيرها من البؤر الإرهابية.
حرصت القوات المسلحة علي المشاركة بفاعلية ضمن هذه الجهود واضعة هدفها الاساسي هو المواطن المصري بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، وخاصة في المناطق الاكثر احتياجا والعمل على تحسين الظروف المعيشية من خلال حزمة من المشروعات التنموية والخدمية ومشروعات البنية التحتية وفقا لاستراتيجية شاملة تحقق الارتقاء بالقوى البشرية واستغلال الموارد المتاحة، وبما ينعكس على القضاء على الإرهاب والتطرف الفكري كنتيجة حتمية للبناء والتعمير.
وشملت المشروعات تحديث البنية التحتية وخلق مجتمعات تنموية حضارية لتوفير فرص عمل لقاطني سيناء ومدن القناة المتاخمة من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقيادة شرق القناة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة.
وقامت الهيئة الهندسية بتنفيذ العديد من المشروعات في شمال سيناء،ففي مجال الاسكان تم الانتهاء من انشاء 5 عمارات بإجمالى 120 وحدة سكنية بمنطقة المساعيد بالعريش لصالح الأسر التى تم إخلاؤها من المنطقة العازلة طبقا لرغبتهم بنسبة تنفيذ 100 %، وإنشاء 2136 وحدة سكنية اخري، تم الانتهاء من تنفيذ 1200 وحدة سكنية منها كمرحلة أولى، وجار تنفيذ المرحلة الثانية وتشمل إنشاء 936 بنسبة تنفيذ 28 %.
كما تنفذ الهيئة الهندسية مدينة رفح الجديدة والمتألفة من 10016 وحدة سكنية و400 منزل بدوى ومنطقة خدمات، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع المساحى والتصميمات، وإزالة المنشآت وتجهيز الأرض ودفع التعويضات للاهالي والبدء في اعمال التنفيذ.
وقامت الهيئة الهندسية بالانتهاء من حفر 18 بئر سطحى وعميق بمناطق الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة، بالإضافة إلى رفع كفاءة 27 بئر بمناطق رفح والشيخ زويد، بنسبة تنفيذ 100 %، وجاري تنفيذ محطتين لتحلية مياه البحر بكل من العريش والشيخ زويد بطاقة انتاجية 5 الاف و10 الاف متر مكعب في اليوم، بنسبة تنفيذ بلغت 75 %، كما يجري حاليا التخطيط لتنفيذ محطة اخري بمنطقة شرق بورسعيد بطاقة 150 الف متر مكعب في اليوم.
وفي مجال الموارد المائية والري تم الانتهاء من انشاء سحارة سرابيوم، وتجهيز بئر المنبطح بشمال سيناء بنسبة تنفيذ 100 % لتوفير المياه اللازمة للزراعة والتجمعات التنموية.
وفي مجال التعليم أنهت الهيئة الهندسية بالتعاون مع محافظتي شمال وجنوب سيناء، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إنشاء 12 مدرسة و4 إدارات تعليمية بمناطق العريش ونخل وبئر العبد والحسنة، ورفع كفاءة 9 مدارس ومعهد أزهري بالشيخ زويد ورفح والعريش بنسبة تنفيذ 100 %.
وفي مجال الرعاية الصحية يجرى حاليا إنشاء 3 مستشفيات مركزى متكامل وتدبير الاجهزة الطبية بكل من ببئر العبد ورفح ونخل، تم الانتهاء منها بنسبة 95%، كما تم الانتهاء من رفع كفاءة وتطوير 8 وحدات صحية بنسبة تنفيذ 100 %، وجاري تطوير ورفع كفاءة عدد 2 مستشفي عام بالعريش والشيخ زويد بنسبة تنفيذ 90 %، وتطوير ورفع كفاءة 10 نقاط اسعاف وانشاء 4 نقاط اسعاف جديدة ومخازن للادوية بالعريش بنسبة تنفيذ 100 %.
وفى مجال الزراعة واستصلاح الأراضى تم الانتهاء استصلاح وتنفيذ أعمال البنية الأساسية لمساحة 13 ألف و680 فدان ببئر العبد بنسبة تنفيذ 95 %، بالإضافة إلى الانتهاء من إنشاء 350 صوبة زراعية وتوزيعها على ابناء البدو محافظة شمال سيناء بنسبة تنفيذ 100 %.
وفى مجال النقل والمواصلات، تم الانتهاء من المرحلة الأولى لتوسعة وتطوير طريق عرضى 1 الرابط بين كوبرى السلام ومنطقة سرابيوم بطول 42.5 كم وعرض 24 متر بمعدل 3 حارات لكل اتجاه بنسبة تنفيذ 100 %، كما أنه جار تنفيذ المرحلة الثانية من جنوب بورسعيد وحتى كوبرى السلام بطول 50 كم وعرض 24 متر، ومن المخطط تنفيذ المرحلة الثالثة من منطقة سرابيوم حتى نفق الشهيد أحمد حمدى بطول 52 كم بنسبة تنفيذ 64 %، كما تم الانتهاء من تنفيذ أعمال تركيب حواجز وإنارة للطريق الدائري بالعريش بنسبة تنفيذ 100 %، وتطوير وتوسعة طريق "الإسماعيلية - العوجة" بطول 211 كم وعرض 24 متر بمعدل 3 حارات لكل اتجاه بنسبة تنفيذ 86 %، كما يجرى أعمال تطوير وتوسعة طريق ميناء العريش بطول 1.1 كم بنسبة تنفيذ 88 %، وجاري رفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية المؤدية للمدارس والمستشفيات بمدن العريش والشيخ زويد ورفح، وطريق "العريش - رفح " بطول 42 كم وعرض 17 متر المخطط رفع كفاءتها بالتزامن مع الجهود الامنية في تلك المناطق، ومن المخطط تطوير وتوسعة 8 طرق أخرى بإجمالى أطوال 825 كم بمناطق العريش الميدان وشعير وأم عدام والجدى وعرضى 3 ومتلا سحابة وأم مخصة، وعرضى 4 وبغداد بئر لحفن العريش.
كما أنه جار تطوير مطار المليز المدنى بنسبة تنفيذ 80 %، وتنفيذ 3 مجموعات أنفاق جنوب بورسعيد وشمال الإسماعيلية وشمال السويس.
وفى مجال الشباب والرياضة، تقوم الهيئة الهندسية حاليًا بانشاء الصالة المغطاة بالعريش بنسبة تنفيذ 75 %، كما من المخطط انشاء وتطوير ورفع كفاءة 35 مركز شباب بشمال سيناء، تم الانتهاء من 26 منها وجاري تنفيذ 9 مراكز.
وفي مجال التنمية الصناعية تم الانتهاء من اعمال البنية الاساسية ( المياه والصرف الصحي والكهرباء والانارة والطرق ) للمناطق الصناعية الجديدة ( ببئر العبد - وسط سيناء ) بنسبة تنفيذ 100 %، ومن المخطط انشاء 10 مصانع رخام بمناطق صدر الحيطان وأبو زنيمة بالتعاون مع عدد من المستثمرين.