في الوقت الذي تسعي فيه الحكومة لزيادة الحركة الصناعية، بجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية، وإعلانها وتبانيها عن إنشاء مدن صناعية كمدينة الأثاث بدمياط، ومدينة الرويبيكي لصناعة الجلود ورغم لصناعة البلاستيك، وإنشاء أول مدينة لصناعة الأجهزة المنزلية، تعاني الأسواق المصرية من شلل تام، وحالة من الركود تكاد تعصف بأي صناعة مهما كانت قوتها.
فمع اقتراب تسليم الوحدات الأولى لمدينة الرويبيكي، يعاني قطاع الجلود من أزمة طاحنة، وهو خروج عدد ليس قليلا من الصناعة، يمثلون نسبة 40% من حجم الصناعة ما يكون له تأثير كبير على مستقبل صناعة الجلود في مصر، من جانبه قال محمد مهران، رئيس شعبة مدابغ الجلود بالغرف التجارية، خلال أسبوعين يتم تسليم العشرة وحدات الأولي من المرحلة الأولى لمدينة الرويبيكي.
وأضاف مهران على صناعة الجلود، تعاني نتيجة لحالة الركود التي تصيب القطاع، نظرا لارتفاع الأسعار والتي تخطت نحو ١٠٠% عقب تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ما يهدد من صناعة الجلود، وما تبعه من ارتفاع من تصدير الجلود في الفترة الأخيرة، واستيراد جلود صينية رديئة الجودة وتتسبب في إحداث سرطان للمواطنين.
وأوضح رئيس شعبة الجلود علي أن حالة السوق المحلي باتت تهدد صناعة الجلود وإنتاج المنتجات الجلدية المحلية، ما يجعل صناعة الجلود المحلية علي وشك الهاوية، مطالب المسئولين بمساوة صغار الصناع، بكبار رجال الصناعة الذي يقدم لهم التسهيلات، علي حساب صغار رجال الصناعة، علي الرغم من أن صغار الصناعة والمشروعات الصغيرة هي العصب القوى لأي دولة متقدمة.
وليست صناعة الجلود وحدها هي من تعاني من الركود ولكن صناعة الاجهزة المنزلية، والتي تمثل أحد الصناعات الهامة للمواطنين، حيث فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الادوات المنزلية إن صناعة الأجهزة المنزلية تعد من أهم الصناعات التي لا تسطيع أي أسرة، أو أي منزل الاستغناء عنها، ونتيجة لحالة الركود التي تعيشها الصناعة في الفترة الأخيرة، أعلنا عن إنشاء اول مدينة صناعية لصناعة الاجهزة المنزلية في الصعيد، بهدف تقليل التكلفة الانتاجية، وخفض الأسعار، حتي يتم القضاء علي حالة الركود التي يشهدها السوق المحلي، والتي ارتفعت بنسبة 60% في الفترة الأخيرة، ما تسبب في تراجع الأسعار وحاله الركود التي تشهدها الأسواق، ما يهدد وينذر بكارثة اقتصادية تهدد العقد الإجتماعي.
وأضاف الطحاوي، أن السياسات الاقتصادية الخاطئة هي من تسبب في انهيار الإقتصاد المصري، مطالبا بضرورة اتخاذ الإجراءات التسهيلية، للمستثمرين لصناعة محلية تخرج القطاعات الصناعية الأسواق المحلية من عثرتها.
وأكد الطحاوي، أن المدينة الصناعية الجديدة التي تم الاعلان عنها من قبل الشعبة، لو تم تقديم التسهيلات تسطيع، الاكتفاء المحلي بعد ١٠ سنوات فقط.
وفي سياق آخر قال يحيي زنانيري رئيس شعبة الملابس الجاهزة ان السوق المحلي يشهد حالة من الركود الغير طبيعية نتيجة لارتفاع الأسعار التي شهدها السوق المحلي في الفترة الاخيرة، ما يهدد بانهيار قطاع حيوى هام، حيث يصل بإجمالي الاستثمارات السنوية لقطاع الملابس الجاهزه نحو ١٢مليار جنية سنويا، وحركة المبيعات تراجعت بنحو ٥٠%نتيجة لاتجاه المواطنين بعد إرتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، لمحاولة الاكتفاء اول من السلع الاستيراتيجة نظرا لارتفاع الأسعار التي شهدتها جميع السلع عقب تحرير سعر صرف الجنيه، والذي أصاب الأسواق بحالة من الركود والشلل.
وأضاف زنانيرى علي أن الصناعة المحلية تعاني نتيجة لتوقف أكثر من اربعة ألف مصنع لتعثرهم وعدم قدرتهم علي العودة لتراكم الديون، ما يتطلب من الدولة سرعة التدخل لإنهاء وجدولة ديونهم، للمساهمة في الانتاج المحلي.
من جانبه قال منير راغب رئيس شعبة الاخشاب إن ارتفاع أسعار الاخشاب يعود لارتفاع الدولار وتحرير سعر الصرف، ما أدى لارتفاع حالة الركود والتي وصلت لنحو ٦٥%، ما يهدد المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في ظل عدم قدرة أصحاب الورش الصغيرة علي اكتفاء والقيام وتغطية مشروعات نتيجة للضغوط التي تؤثر علي طبيعة أعمالهم.
وأضاف رئيس العبة إنشاء مدينة صناعية لصناعة الأثاث ليس له أهمية في ظل معاناة أصحاب المشروعات الصغيرة، ما يهدد الصناعة، خاصة في ظل اغلاق البعض لورشهم بنسبة تصل لنحو ٢٠% من حجم العاملين بها.