طلبت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر من آئمة المساجد تخصيص خطبة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 4 مايو المقبل.
وورد في التعليمات بأن الأئمة مطالبون بالدعوة إلى الوقوف ضد الأطراف المشبوهة التي تهدف إلى تعطيل المسار الانتخابي وحث الشعب الجزائري على المشاركة الإيجابية في هذا المسار الوطني.
انطلاق الحملة الانتخابية
وانطلقت رسميًا الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية الجزائرية يوم الأحد 9 أبريل والتي يشارك فيها 35 حزبًا سياسيًا وعشرات القوائم المستقلة التي تتنافس على 462 مقعدًا في المجلس الشعبي الوطني.
وتستمر الحملة الانتخابية 3 أسابيع لكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، وهذه هي سادس انتخابات نيابية تعددية في البلاد منذ إقرار دستور الانفتاح السياسي في فبراير العام 1989.
وسجلت آخر انتخابات نيابية جرت العام 2012 نسبة عزوف غير مسبوقة عن صناديق الاقتراع، حيث لم تتعد نسبة المشاركة 43% من مجموع أعداد الناخبين.
واتهم معارضون جزائريون ومقاطعون للانتخابات وزارة الشؤون الدينية بخرق قانون الانتخابات وإقحام المسجد في عملية سياسية مكتملة الأركان.
ونشر المعارض الجزائري وأحد أبرز دعاة مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة سمير بن العربي على صفحته بفيسبوك نص المادة 184 من قانون الانتخابات الجزائري وعلق قائلًا "خطب الجمعة تحث على التصويت وعبد الوهاب دربال (رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات) يقول إن الانتخابات نزيهة.
وتنص المادة 184 من الانتخابات الجزائرية المعدلة في سنة 2012 على أنه، "يمنع استعمال أماكن العبادة والمؤسسات والإدارات العمومية ومؤسسات التربية والتعليم مهما كان نوعها وانتماؤها، لأغراض الدعاية الانتخابية، بأي شكل من الأشكال".
خطب الجمعة
نقلت مختلف وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية من إذاعات وتلفزيونات خطبة الجمعة وحديث الأئمة عن ضرورة التصويت في اقتراع 4 مايو المقبل، وحتى قنوات تلفزيونية خاصة قامت بنقل الخطبة من مساجد متفرقة بالعاصمة الجزائر.
وقال جلول حجيمي الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف (موالية) إن المسجد لا بد أن يقوم بجميع الأدوار الكبرى التي تمس مصلحة الأمة.
وذكر جلول حجيمي الذي يرأس نقابة الأئمة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين (موالي) وهو أكبر تكتل نقابي بالجزائر في حديث مع الأناضول، بأن النقابة قارنت بين المصلحة والمفسدة في هذه المسألة وقررت أن تكون في صالح دعوة الناس للتصويت.
وقال "من حقنا كنقابة ذات تمثيل وطني أن نقول للمجتمع سواء بتعليمات أو توجيهات أو غيرها، رجاء توجهوا للانتخابات واختاروا من تريدون ولو بورقة بيضاء".
ووفقه فإن خطبة الجمعة أيضًا لم تستعمل لا لصالح السلطة ولا لصالح المعارضة بل لصالح الوطن والمشاركة في التصويت وللمواطن حق الاختيار لمن يشاء.
وأضاف جلول حجيمي أن الانتخابات قضية وطنية والجزائر أمة مسلمة تدعو للخير وتنهى عن المنكر ولذلك النقابة رأت الخير في الانتخابات ومن المصلحة الشرعية أن يتوجه المواطنون للتصويت.
وأشار المتحدث إلى أن دور المسجد في خطبة الجمعة اقتصر على الدور التحسيسي نظرًا لأن عددًا كبيرًا من الجزائريين يعمرون المساجد كل جمعة، حيث يصل عددهم ما بين 17 إلى 23 مليون مصليًا كل جمعة.
وعن سؤال حول تعارض التعليمات مع محتوى قانون الانتخابات في مادته 184 أكد المتحدث على أن هذه المادة تتحدث عن استعمال المساجد للحملة الانتخابية لصالح حزب أو تشكيلة ما، أما نحن فقد دعونا المواطنين للمشاركة والتصويت فقط ولو وبورقة بيضاء.