صورة سيناء بالقرآن الكريم في بحث علمي بكلية الآداب

قدم أحمد عزيز باحث دكتوراه بكلية الآداب جامعة عين شمس صورة سيناء في القرآن الكريم في بحث علمي سينشر قريبا في إحدى المجلات العلمية.

وأوضح عزيز في بحثه أنه مما لا شك فيه أن ذكر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها ومما يزيدها تشريفاً أكثر أن الله كلم سيدنا موسى عليه السلام على هذه الأرض وهي في سيناء ولقد وصفها المولى عز وجل بالبقعة المباركة مما جعل لسيناء مكانة كبيرة فى الإسلام.

وأكد أن سيناء ذكرت أيضًا في التوراة والمصادر المسيحية عن سيناء ولكن مع أهمية ذلك الذكر لكنه لا يعادل مكانة سيناء في القرآن الكريم، وتتجلى هذه الأهمية في قصة موسى عليه السلام وانعكاساتها على نزول القرآن الكريم مرة واحدة على قلب خاتم المرسلين فى جبل الطور حيث كان المسجد الأقصى.

وأشار أحمد عزيز أن سيناء في اللغة هو سيناء: اسم موضع أو جبل يقع بالشام و يتبع لمصر، فيه الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام. و معنى سيناء بالحبشية حَسَنٌ مبارك.

وتطرق الباحث في بحثه أن سيناء جغرافيًا تقع في قارة أسيا تحديدا الجزء الشرقي من مصر الكنانة ومن المعروف أنها شهدت مرور الكثير من الأنبيياء من فلسطين إلى مصر، وذلك واضح جلي في القرآن الكريم، كما ورد أيضًا في الأناجيل والكتب السماوية الأخرى انتقال النبي خليل الله إبراهيم من بلاد الشام إلى مصر عبر سيناء، ويذكر القرآن الكريم رحلة يوسف وهو طفل اشترته قافلة وسارت به إلى مصر، كما يذكر استقبال يوسف لأبيه يعقوب عند الحدود الشرقية أي سيناء وقوله لأبويه وأهله : ( وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ.)( يوسف – 99).

وسيناء من الأماكن التى تحدث عنها القرآن الكريم عنها كثيرا، فسيناء أرض مصرية بها جبل الطور وهو جبل مذكور فى القرآن يقول المولى عز جل فى كتابه العزيز:(والتين والزيتون ، وطور سينين)،[التين 1-2]، وهو الجبل الذى كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام ،وقد كلم الله موسى كلاما حقيقيًا بصوت يسمعه موسى عليه السلام وذلك لقوله تعالى: (وكلم الله موسى تكليماً)،[ النساء: 164].

وقد أورد الطبري في تفسيره قال حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد، قوله ( إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) قال: قُدِّس بُورك مرّتين.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قوله ( إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) قال: بالوادي المبارك. واختلف أهل التأويل في تأويل قوله (طُوًى) فقال بعضهم: معناه: إنك بالوادي المقدس طويته، فعلى هذا القول من قولهم طوى مصدر خرج من غير لفظه، كأنه قال: طويت الوادي المقدس طوى.

أما المراد من "المقدس" فهو المبارك ، وقوله " طُوًى " قال علي بن أبي طلْحة عن ابن عباس هو اسم للْوادي.

والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها " بقعة مباركة " وذلك اقوله تعالى {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ }..[القصص:30].

وقد ذكر الله سيناء فى سورة المؤمنون حين قال المولى تعالى :{وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين}..[المؤمنون: 20] فإن من نعم الله علينا أنه أخرج للعباد ما يأكلون، وأخرج لهم طعامهم وأقواتهم، وأخرج لهم فاكهتهم، ومن ضمن ما أخرج الله عز وجل للعباد: {شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} أي أصلها من هذا المكان فى سيناء وقوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ المقصود بها: شجرة الزيتون، وهي شجرة لا تكلف الإنسان ولا يعاني في زرعها، ولكن الله عز وجل يزرعها للإنسان فتخرج سريعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً