«مغلق للتحسينات، سيتم افتتاحه قريباً».. وغيرها من العبارات المصلوبة على أبواب مراكز شباب من المفترض أن تخدم كل من طرق الباب إليها طمعاً في تنمية موهبة ما أو رياضة أو ممارسة أي نوع من أنواع الأنشطة المختلفة، ولكن هذا لا يحدث في كثير من المراكز بمحافظات مصر، بل تحولت عديد منها إلى أوكار لتعاطي المخدرات، وممارسة الرذيلة تحت جتح الظلام، بينما بعضها صار مرعى للأغنام ، ومقالب للقمامة... وإلى التفاصيل.
«الإحصائية ترجع للخلف»
بالنظر إلى الإحصائية الأخيرة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فيما يخص عدد المنشآت الرياضية يتبين أنه في عام 2013 كان عددا 5023 مقابل 4945 في عام 2014 ، لتشير الإحصائيات إلة تناقص عدد تلك المنشآت بدلا من زيادتها كأمر طبيعي، وأرجع الجهاز السبب في ذلك إلى تحويل ودمج واستبعاد بعض المنشآت الرياضية، لعدم مباشرة الأنشطة وعدم امتلاكها لمقومات الإشهار الدائم بقرار رقم (917) لسنة 2015.
مراكز شباب منشأة القناطر.. في قبضة البلطجية
تُعاني مراكز شباب محافظة الجيزة من الإهمال الجسيم، مما تعد كونها مقبرة للشباب وليست وسيلة للاستمتاع والإفادة في أوقات فراغهم.
سيد عبد الرحمن، أحد سكان مركز منشأة القناطر، يقول إن هناك ثلاثة ملاعب مهجورة وهي (عزبة شريف وكفر حجازي وأم دينار).
وأكد عبد الرحمن لـ «أهل مصر» أن الملعب الأول وهو عزبة شريف، تم تجميد العمل به بسبب عدم استكمال الأوراق، ليتم حرمان نحو 30 ألف نسمة من ممارسة الأنشطة الرياصية والترفيهية.
ومن جانبه قال شعبان عمر، منسق لجنة الشباب بمركز منشأة القناطر، إن المركز يعاني من الإهمال الجسيم وعدم اقامة أنشطة به على الإطلاق بل يستخدم كمرعى للأغنام طوال الوقت، لافتا أنه تقدم بشكاوى عديدة أكثر من مرة للمسؤلين ولكن لا حياة لمن تنادي.
وأضاف عمر لـ«أهل مصر» أن المراكز من المفترض أن تعيد إحياء الأنشطة، لدى الشباب وتعمل على إقامة الدورات التدريبية والأنشطة والعمل على نمو المواهب لدى النشأ ولكن ذلك لايحدث.
وأوضح أن معانأة مركز شباب أم دينار، الذي من المفترض أن يخدم 55 ألف نسمة في القرية، خارج الخدمة، مؤكدا أنه تحول لوكر لتعاطي المواد المخدرة والأعمال الخارجة على القانون، ما بعث الخوف في نفوس الأهالي، خشية تعرض هولاء لبناتهم خلال سيرهن ليلاً بالقري.
وناشد عمر وزير الشباب والرياضة بالتدخل وانقاذ المراكز من خطر الإهمال والبلطجة.
«مركز شباب الإمامين الخليفة والتونسي»..«مخالفات بالجملة»
«يا فرحة ما تمت». هذا هو لسان حال سكان منطقتي المقطم والخليفة، عقب افتتاح مركز شباب لخدمة المنطقتين لكن سرعان ما أوصد أبوابه، في وجوهمهم نتيجة انعدام الأنشطة والفعاليات الإجتماعية.
«أهل مصر» تجولت في داخل المركز، وتبين أنه على مسلحة 2500 مترمربع، يشمل عديد من الأنشطة من ملاعب كبيرة ، وصالة أفراح مساحتها 120 متر وصالة جيم 70 متر ولكن جميع هذه الامكانيات غير مستغلة وخفاها التراب .
وبالمرور على المرافق من حمامات وغيره، ظهر انها غير صالحة بالمرة للاستعمال على الرغم من أن المركز حديث الانشاء.
وقدم أعضاء الجمعية العمومية عدة شكاوي لمديرية الشباب والرياضة ويرأسها محمد سويلم ولكن دون جدوى.
كما تم الحصول على تقرير فحص شكاوى المركز من جانب إدارة التفتيش ولمتابعة المالية والإدارية ، التي أكدت على صحة كافة الشكاوي ولكن لم يتم العمل على تصحيح ما تم افساده .
وكشف أحد أعضاء الجمعية العمومية بالمركز عن وجود اعضاء مجلس الادارة منذ أكثر من 4 دورات متتالية ولم يتغير أحد منهم رغم صدور قرار بحل المجلس، مضيفاً أنه صدر قرار بتعيين مجلس جديد ولكن يشمل على الأعضاء القدامى، الأمر الذي يحتاج إلى المساءلة.
وأشار إلى أن المركز يخدم أكثر من 15 ألف أسرة بالمنطقة ويدفعون اشتراكات 15 جنيه في السنة عضوية المركز ، وحتى الرحلات لا يستفاد منها اعضاء المركز ولكن اعضاء مجلس الادارة وأسرتهم.
وأضاف أحد الأعضاء لـ «أهل مصر» أن الأنشطة الخاصة بالمركز مقتصرة فقط على الأقارب والموظفين فقط لا غير ولا يستفد أحد من الأعضاء بها، كما يوجد حوالي 26 موظفا داخل المركز لا يحضر منهم سوى 6 موظفين على الأكثر،
وجاء بتقرير فحص الشكاوي أن المركز به عديد من المخالفات المالية والإدارية والتى جاء على رأسها غياب معظم موظفين المركز ولكن يتم تحضيرهم بالكشوفات، مشيرا على سبيل المثال أن "ه.س"، مسؤلة العضوية بالمركز، تم تعينها منذ 10 سنوات ولكن لا تحضر للمركز، مما يتسبب في عرقلة عمل العضوية بالمركز.
ومن بين المخالفات، التي كشفها عضو مجلس المركز، تعيين "م. ع." رئيسا لمجلس إدارة المركز، على الرغم من تكرار مخالفاته، ومنها عدم تسوية المديونات الخاصة بشيكات الأنشطة الخاصة بالخطة لأشهر عديدة وصلت إلى أحد عشر شيك لم يتم تسويتها، كما يتم إصدار شيكات بأسماء موظفين بالمركز، يتم تعينهم من قبل مجلس الإدارة السابق وهو وضع غير قانوني، هذا جاء بناء على شكوى مقدمة من رئيس مجلس الإدارة السابق ضده.
وقدم أعضاء الجمعية العمومية شكوى مقدمة لرئيس الرقابة الإدارية حصلنا على نسخة منها تفيد أن هناك 5 شيكات بمبالغ مختلفة في الفترة بين 19/1/2016 حتى 15/6/2016 ، تم صرفها باسم موظفة بالمركز، دون علمها مما يعد مخالفة جملة وتفصيلاً.
وناشد أعضاء المركز المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، بضرورة انقاذ مركز الشباب والعمل على عدم ضياع حق الأهالي بضرورة النظر اليهم وإلى المتنفس الوحيد لهم بالمنطقة ، كما ايضا هناك مركز شباب مبارك بالمواصلة يُعاني من الإهمال وعدم النظر إليه.
من جهتها قالت الدكتورة منى عثمان، وكيل مديرية الشباب والرياضة بالقاهرة، إنه تم العمل على تطوير عدد 45 ملعبا بالمحافظة، كما أنه تم تدعيم 30 مركز شباب على مستوى المحافظة بـ 60 قاعة للحاسب الآلي، وجار استكمال باقي المراكز حتى يتم تطويرها.
ونفت عثمان حدوث أيا أعمال منافية لآداب داخل مراكز الشباب، مؤكداً على دعمها طوال الوقت للتطوير من جانب ميزانية الشباب والرياضة ، ويشمل النطوير ملاعب خماسية وقانونية تشمل 22 ملعبا.
نقلا عن العدد الورقي