في حلقة جديدة من مسلسل الإهمال الطبي الذي تتصدر به عدد من المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية في وجه المرضي المصريين بمختلف أعمارهم، يفقد أطفال كثيرة أرواحهم وبراءتهم داخل جدران هذه المستشفيات التي من المفترض أن تكون المأوى الوحيد لتخلصهم من صرخات الآلم التي تبتر أجسادهم، ولكن على أرض الواقع هذه المستشفيات هي من تتأمر مع المرض على هولاء الأطفال الذين لم يرتكبوا ذنب في الحياة حتى يكون هذا هو جزائهم في بداية عمرهم الذي لم يبدأ بعد.
ترصد " أهل مصر" حكايات بعضًا من الأطفال الذين راحوا ضحية الإهمال الطبي في مستشفيات مصر الحكومية...
توفي طفل لم يتعد عمره الـ 3 سنوات داخل غرفة العمليات نتيجة توقف عضلة القلب، بعد 5 دقائق فقط من دخوله العمليات نتيجة الإهمال الطبي التي تمثل في جرعة زائدة من التخدير، لينتهي بها عمر الطفل بدر قبل أن تبدأ عملية اللوز التي كان يعاني منها منذ مولده.
ولم يكن ما فعله الطبيب من جريمة كافية على أسرة الطفل، بل قام الطاقم الطبي بإخفاء الطبيب عقب تبين فقدان الطفل لحياته، حتى لا يراه أهل الطفل الذي قتل نتيجة إهماله، وقاموا باخراج الطبيب من المستشفى بأكملها، بدلًا من محاسبته على خطئه الطبي الجسيم.
ولم تكن هذه أول حالة لطفل يتعرض للإهمال الطبي على يد أطباء في المستشفيات الحكومية، ففي الـ 15 من مارس الماضي تعرض الطفل محمد البالغ من العمر 9 سنوات إلى الدخول في الغيبوبة تامة لمدة شهرين نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرضه له الطفل بمستشفى جامعة المنوفية بشبين الكوم إثناء إجراء عملية بسيطة في مفصل الفخذ، ودخل على إثرها في غيبوبة وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة، وظل بها لمدة شهرين كاملين.
وأضاف والد الطفل، أنه بعد شهرين من الغيبوبة أصيب خلالهما أبنه بأمراض وفيروسات بسبب مكوثه في الرعاية، بدأ يحدث تحسن طفيف في حالته دون أن يحرك أحد أطرافه، كما أن الأطباء بالمستشفى نصحوه بإخراجه على أن يكمل علاجه في المنزل حيث يحتاج لعلاج طبيعي وتخاطب وتأهيل ومتابعة لدي طبيب مخ وأعصاب.
وقال مدير مستشفى شبين الكوم الجامعي أن الطفل دخل المستشفى لتركيب مسمار في العظام وإثناء إجراء العملية الجراحية له حدث توقف للقلب ونقص في الأكسجين مما تسبب في إصابته بغيبوبة.
وفي شهر فبراير الماضي تعرض ثلاثة أطفال إلى خسارة أرواحهم في مستشفيات مختلفة، نتيجة الإهمال الطبي، حيث لقى الطفل "آدم محمد السيد"، في الـ 5 من عمره، مصرعه بعد إجراء عملية استئصال الوزتين بمستشفى بورفؤاد العام ببورسعيد، وحرر والده محضرًا ضد المستشفى بتهمة التسبب في مقتل ابنه، نتيجة الإهمال الذي وصل إلى قيام طبيبة حديثة بقطع وريد رقبة الطفل أثناء إجراء عملية اللوز، ولم تبلغ أهله أو تنقله لمستشفى أخرى، وكانت النتيجة نزيف الطفل حتى فارق الحياة.
وكان لخطأ التخدير ضحية أخرى من الأطفال حيث شهد يوم الـ 4 من فبراير، على فقدان الطفل "محمد" 12 عامًا، زهرة شبابه داخل مستشفى أبو كبير بالشرقية، أثناء إجرائه عملية "اللوز" بعد إعطاءه جرعة تخدير زائدة، وقام جهاد بيومي محمد، والده، بتحرير بلاغًا ضد طبيبة التخدير والطبيب الذي أجرى العملية في المستشفى.
وقال والد الطفل أن الأطباء طالبوه بعد إجراء العملية بأن يأخذ الطفل للمنزل، وسوف يزول التخدير فيما بعد، ولكن استمر الطفل على نفس الحالة من فقدان الوعي، وعند استدعاء أطباء للكشف عليه، تبين أنه توفي منذ فترة بسبب جرعة تخدير زائدة.
أما في الـ 17 من يناير الماضي دخل " إبراهيم محمد" الطفل الذي لم يتعد عمره الـ 13 عامًا في حالة من الغيبوبة أثناء إجراؤه لعملية استئصال اللوزتين بمستشفى الشيخ زايد المركزي، بعد توقف قلبه، مما أدى إلى نقله إلى العناية المركزة.
وتفاجأ والد الطفل بكل ما حدث، ومطالبة المستشفى له بنقل ابنه إلى مستشفى أخرى بها عناية مركزة جيدة، بدون أن يطلعوه على ما تعرض له نجله، وعندما تم نقل الطفل إلى مستشفى أخرى ودخوله العناية المركزة تبين أن الطفل تعرض لخطأ طبي تسبب في عدم وصول الأكسجين للمخ، مما تسبب في توقف القلب، وقد يكون ناتج عن انسداد أنبوبة الأكسجين، وهذا ما جعل والد الطفل يتقدم ببلاغ ضد المستشفى بتهمة الإهمال الطبي.
وفي ديسمبر من العام الماضي، تقدم المواطن "عزت عمر" ببلاغ لمكتب النائب العام المستشار نبيل صادق، يتهم فيه أحد أطباء مستشفى القصر العيني بالتسبب في وفاة نجله مصطفى البالغ من العمر 16 عامًا.
وكانت البداية هي تعرض الطفل للآلام بالمعدة وقامت مستشفى أم المصريين بعد الكشف عليه بتحويله إلى القصر العيني، وهناك تم تشخيصه على إنه يعاني من التهاب في "البنكرياس"، تم إجراء جراحة عاجلة في البنكرياس ولم تتحسن الحالة نهائيًا وظل يعاني أوجاعًا شديدة فضلًا عن آلام الغسيل.
وذكر الأب حينها أن بعد العملية كان هناك إهمال كبير من جانب المستشفى في متابعة حالة نجله، حيث تعرض إلى زيادة في ضربات القلب ونقص الأكسجين في الرئة، وأدعت المستشفى عدم وجود أسرة كافية في العناية المركزة لإدخال الطفل.
وشهد شهر سبتمبر الماضي على ضحية أخرى من ضحايا الأطفال، حيث دخل طفل في غيبوبة بعد دخوله لأكاديمية جراحة القلب والصدر التابعة لجامعة عين شمس، إثر توقف التنفس لديه بعد وقوف حبة "سوداني" بحلقه، ومن ثم دخلت في مجري الرئة، وتم نقله على الفور للمستشفى لإنقاذه.
وفي المستشفى تم تركيب "كانيولا" في قدم الطفل، وبدلًا من أن تكون هذه طريقة لإنقاذ حياة الطفل، تسببت في حدوث جلطة، وتصلب في الشرايين، وتم إجراء عملية توسيع للشرايين لضخ الدم، لكن بعدها دخل الطفل في غيبوبة، وتوقف الدم عن الوصول لمشط القدم.
وفي نوفمبر من العام الماضي، تعرض الطفل مروان عبد المقصود للإهمال الطبي بمستشفى حميات طنطا، بعد أن توجهت به والدته إلى هناك إثر تعرضه لارتفاع في درجة الحرارة، والتي أخدها الطبيب هناك على وجه البساطة وأعطي الطفل بعضًا من مخفضات الحرارة أدت إلى دخول الطفل في غيبوبة دون أن ينتبه الطبيب لما حدث.
وتبين بعد ذلك أن الطفل تعرض للإصابة بالحمي الشوكية تسببت في إصابته بشلل في الأطراف، وعدم انتظام حركي وصعوبة على الحركات اليدوية والطرفية السفلية.