اعلان

سوق "الجمال" جبر.. اتاوات الحكومة والدولار يقتل حركة تجارة الإبل بين مصر والسودان (صور)

سوق "الجمال"
سوق "الجمال"

مدينة دراو بمحافظة أسوان تشتهر بتجارة الجمال التي تعد مصر الرزق الرئيسي لأهالي المنطقة، ويقع سوق الجمال بالمدينة علي بعد 40 كيلو مترا شمالا شرق السكة الحديد حيث أن الغالبية العظمي من سكان المدينة ومركز دراو يتاجرون في الجمال أو يقومون بتربيتها وكانت تجارة الجمال في السابق تجارة مربحة ولكن أصبح تاجر الجمال اليوم يعاني الأمرين بسبب ارتفاع سعر الدولار، الذي أثر علي تجارتهم الرئيسية، مما ترتب عليه قلة الاستيراد والذي أدى بدوره إلي ارتفاع أثمان الجمال علي التاجر وسعر اللحوم الجملي علي المواطن.

«أهل مصر» رصدت بوادر أسواق الجمال في الجنوب، يقول ياسر دياب، موظف بشركة النصر للتصدير والاستيراد والوكيل عن التاجر السوداني بأن ارتفاع سعر الدولار أثر بشكل كبير علي تجارة الجمال، لافتا أن تجار الجمال كانوا يستلمون من منفذ ارقين 4 آلاف جمل كل أسبوع قبل ارتفاع سعر الدولار، أما الآن فقد قلت كمية الجمال التي يستلمها التجار واصبحت 3 الاف جمل فقط، مشيرا إلي ارتفاع سعر الجمل الصغير من 5 الاف جنيه إلى نحو 10 ألاف جنيه، أما جمل الذبح فقد ارتفع من 10 آلاف جنيه، إلى 19 ألف جنيه، وبالتالي أدى ذلك الي ارتفاع سعر كيلو اللحم الجملي من 55 إلي 110 جنيه.

وتابع دياب أن تجار الجمال يعانون الأمرين عندما يقوم معهد بحوث صحة الحيوان باخذ عينات الدم من الجمال حيث يتم أخذ عينة عشوائية من 10% من كمية الجمال التي دخلت من منفذ ارقين ويتم ارسال العينة إلي القاهرة ولو حدثت أي مشكلة يضطر المعهد باخذ العينة مرة آخرى، لافتا بأن هذا يمثل عبئا على التجار لأن الاستلام يكون من منفذ ارقين يوم الاثنين وتقطع الجمال مسافة 80 كيلو مشيا علي الأقدام لتصل إلي محجر ابو سمبل يوم الثلاثاء صباحا ويتم اخذ العينة وترسل إلي القاهرة لتصل العينة القاهرة يوم الاربعاء وبعد استلام نتائج العينة واجراءات التحصين الجمركية الخاصة بها يتم الافراج عنها الاربعاء مساءا.

ـــ رحلة الجمال

يستكمل أنه بعد الافراج عن الجمال من محجر ابو سمبلـ تتجه إلى سوق "الكورتينا" بدراو والذي خصص لبيع الجمال يومي السبت والأحد فقط وجزء منها يسافر إلى القاهرة حيث يتعاقد السودانيين مع تجار سوق امبابة يوم الجمعة، أما إذا تأخر التاجر عن موعد سوق امبابة بسبب روتين أخذ العينة فانه يتكبد تكلفة أكل ورعاية الجمال .

ـــ الدولار يتحكم

يقول الشيخ عثمان النعيم، سودانى الجنسية، إن تجارة الجمال تجارة قديمة بقدم شعبى مصر والسودان، لأن الجمال تأتى عن طريق السودان وتدخل مصر عبر الحدود المصرية السودانية، ويستنفع منها أهالى الشعبين فى الربح المادى والتجارى والسفر وغيرها"، مؤكداً أن تجارة الجمال تغيرت عن السابق ولم تعد تجدي ربحا على التاجر السودانى والمصرى بسبب زيادة الإجراءات الجمركية وزيادة الرسوم المفروضة وتحكم الدولار فى سعر السوق بين السودان ومصر، مؤكداً أن الدولار أصبح خسارة على التاجر السودانى والمصرى أيضاً.

ويقول الحاج عياد أبو عمار، تاجر جمال "نستلم كميات الجمال القادمة من الحدود السودانية صباح يوم الاثنين من كل أسبوع ثم ندخل بها عقب ذلك إلى محجر أبوسمبل الثلاثاء صباحاً، ونعانى خلال هذه الفترة من تأخر العينة التى تسحب من الجمال وتسافر القاهرة لتحليلها فى المعامل المركزية ويتم الرد علينا عقب ذلك، فلو كانت العينة سليمة بتمشى، ولكن أحياناً يتم حجز الشحنات بالكامل لمدة 15 يوماً فى حالة الاشتباه فى جمل أو اثنين"، مشيراً إلى أنه خلال هذه الفترة تحتاج الجمال إلى مرعى وأكل وهو غير متوافر لكل كميات الجمال المحتجزة، بجانب معاناة شرب الجمال من المياه الموجودة فى مدينة أبوسمبل باعتبارها مياه غير صالحة للشرب لأنها مياه آبار، لافتاً إلى أنه كل أسبوع يتفاجئون بفرض رسوم جديدة تصل أحياناً 25 وأحياناً أخرى 50 جنيهاً عن كل رأس من الجمال.

ويقول عدلان عبد العزيز، تاجر جمال سودانى الجنسية، "أنا بتاجر فى الجمال من عام 1987، ولكن تجارة الجمال أصبحت متعبة عن السابق وغير مجدية، وذلك لأن المصروفات على الجمال وتجارتها ازدادت سواء من الجانب السودانى والمصرى عبر الحدود"، موضحاً أن الرسوم الجمركية تصل إلى 298 جنيهاً على الرأس الواحدة، وهناك رسوم أخرى تسمى برسوم "عبور" أثناء مرور الجمال عبر منفذ أرقين الحدودى الشرقى، وتسدد خلالها مبلغ 70 جنيهاً على الرأس الواحدة، بجانب دفع رسوم فى المحاجر البيطرية خلال فترة تواجدها لفحصها طبياً"، مؤكداً أن الرسوم والإجراءات ازدادت تعقيداً عن سابقها مما دفع عدد كبير من التجار إلى العزوف عن التجارة فى الجمال بسبب الأضرار التى لحقت بها، ويتبقى البعض الآخر الذى يحرص على استمرار تجارة الجمال حتى لو ربح 100 جنيه فقط على الجمل."

وأضاف عبد العزيز، أن سعر الجمل يحدد حسب سعر السوق وحجم الجمل، فأسعار الجمال تتراوح من 8 إلى 10 وتصل إلي 15 ألف جنيهاً، موضحاً أن التاجر يجلب تجارته من السودان بالجنيه السودانى، ويبيع جماله داخل مصر بالجنيه المصرى، إلا أن الدولار هو من يتحكم فى فرق السعر بين العملتين المصرية والسودانية، ومع ارتفاع الدولار ارتفعت أسعار الجمال الواردة من السودان.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً