يعيش الاقتصاد المصري حالة من التدهور وعدم الاستقرار، في ظل اضطراب الأوضاع الأمنية، وحالة التخبط الإداري في اتخاذ القرار، والاجراءات الاقتصادية الأخيرة التي ترتب عليها غلاء أسعار كافة السلع؛ متأثرة بارتفاع معدل التضخم، وانخفاض الجنيه أمام العملات الأجنبية، بعد اتخاذ قرار التعويم.
ونتيجة لكل هذه الأسباب سالفة الذكر؛ ارتفع الدين العام من 600 مليار جنيه فى 2011 إلى أكثر من 3.4 تريليون جنيه حاليًا، أى تقريبًا 4 أضعاف فى 6 سنوات، فيما وصلت خدمة الدين إلى 350 مليار جنيه.
هذا وانتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتجاه الدولة إلى الاقتراض بصورة كبيرة، قائلًا" معدل زيادة مواردنا لا يتناسب مع معدل صرفنا، مردفًا: "احنا بنستلف ودا معناه أن مصروفنا مش زى مواردنا، واحنا بنكمل مصروفنا بالسلف، ولما نستلف – وكل ربة بيت ومسئول فى البيت بيعرف الكلام ده كويس – طالما استلفت بتحمل نفسك أعباء مالية كبيرة، وكلما تحمل نفسك أعباء تستلف أكتر وده خطير على أى وضع لأى دولة لو استمرت فى ذلك".
فاتورة الدعم
وأشار الرئيس إلى أن الدعم فى حدود 350 مليار جنيه، مردفًا:" منقدرش مندفعهمش لأن الناس زى ما هم بيشتكوا باللى بندفعه ده هل هيتحمل القيمة الحقيقية للأسعار، والحاجات اللى مش مدعمة، حتى الكهرباء والطاقة والخبز والسلع التموينية، رغم هشاشة اللى الناس بتاخده.
البعض اعتبر كلام الرئيس تلميحًا لمزيد من الإجراءات الاقتصادية الصعبة، والبعض اعتبرها دعوة ضمنية للتقشف، ولكن الجميع يستقر على أن الوضع الاقتصادي الحالى غاية في الصعودية ولا يتحمل مزيد من الأعباء.
الاقتراض خطر كبير
عادل عامر الخبير الاقتصادي، يقول إن حديث الرئيس عن زيادة معدلات الاقتراض مؤشر على احتمالية تفاقم الوضع الحالي، قائلًا" الاقتراض خطر كبير على اقتصادت الدول وخاصة إذا كانت الدولة تعاني من ضعف مواردها مثل مصر".
وحذر "عامر" في تصريحات لـ"أهل مصر"، من توابع هذه الديون خاصة في ظل عدم وجود خطة واضحة لسدادها، متابعًا" نحن إلى الآن لم نرى سلبيات واضحة وإنما ذلك سيشهده الأجيال القادمة.
حالة التقشف
من جانبه علق مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، على حديث الرئيس السيسي عن الديون خلال مؤتمر الشباب، قائلًا "الحكومة تعرف حق المعرفة ما هي خطورة هذه الديون ولكنها اختارات الطريق السهل لسد احتياجاتها التمويلية".
وقال "نافع" في تصريحات خاصة، إننا بالفعل في حالة من التقشف، فما يعيشه المواطن المصري البسيط الآن فاق بمراحل ما عايشه قبل سنوات طويلة.