قال الدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس المصري السابق، إن قضيتنا أو تحدينا هو أن نعرف في أي عالم نحيا وأي انسانية نخاطب ومن أجل أي بشر نصلح وننهض.
وأضاف حجازي في كلمته بالجلسة الثالثة لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام تحت عنوان "الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلم الاجتماعي، "نحن على موعد مع نسق جديد تتحول فيه مهمة قادة الرأي من المهمة الإصلاحية إلى مهمة التأويل؛ أي فهم ما يحدث حوله وتأويله".
وشدد على أنه علينا أن نعرف عن أي فقر نتحدث، مفرقا بين واقع الفقر المادي الاقتصادي، وحقيقته التي هي فقر الخيال والوعي والأهلية، مؤكدا أن "أصل داء الفقر هو الجهل".
وقال إن "الفقر باق في واقعنا ما دمنا نتعامل مع قشور الواقع لا نثبر غوره، كذلك سيبقى الفقر مهددا لمسيرة الحضارة الإنسانية مادام العقل الانساني بعيد عن التفكير الحر".
وأوضح أن هناك فرقا بين التنمية والإغاثة، وأن العالم الآن يتحرك نحو إغاثة الدول المنكوبة والفقيرة، لا أن يصلحها من اجل التنمية ويضعها على طريق النمو.
كما شدد على ضرورة التخلي عن أوهام أن الاقتصاد هو الموارد المادية فقط، معرفا الاقتصاد بأنه "عدل الإتاحة والثواب قبل أن يكون عدل العقاب والملاحقة".
وتابع حجازي "سيبقى الفقر مادام وجداننا حبيس الخوف من الحرية".
وأشار إلى ان الإسلام هو الحق والحرية والعدل في أنقى صوره.
وأكد أنه على المعنيين بأمر معالجة الفقر ونشر السلام والأمن الدوليين أن يعوا أن الإنسان الذي نعامله كفرد من الشعب هو إنسان مكرم، وأن وجود الإنسان يتأكد بالإبداع والإعمار أي بقدر بقاء الإنسانية بداخله. لافتا إلى أن هذا هو سبب محاربة الفقر والمرض.
واختتم حجازي بأنه، لا نجاة من الفقر طالما يريد البعض من الجهل طريقا لعلاج الفقر".