قتلت قنابل "الزرنيخ"( السيانيد)، التي تعد من الأسلحة التي تستخدمها الحكومة الأمريكية لتسميم الحيوانات البرية المفترسة، كلبا أليفا من نوع "لابرادور" في ولاية ايداهو، مما أثار دعوات جديدة لحظر استخدام تلك القنابل.
فقد خرج كانيون مانسفيلد، البالغ من العمر 14 عاما، ليتنزه مع كلب الأسرة في المراعي العامة، إلا أن القنبلة انفجرت فجأة، مما أفقده توازنه وانبعثت منها مادة كالمسحوق، دخلت بعض من حبيباتها في عينيه، فأسرع بتنظيفها بالثلج الرطب.. ولكن الجزء الأكبر من القنبلة انفجر في اتجاه وجه الكلب "كيسى".. وفي غضون لحظات كان الكلب يعاني من التشنجات، وخروج رغوة حمراء من فمه، وبعد ثواني أصدر الكلب اللابرادو أصواتا من حلقه ثم مات على الفور من السم.
ويعد سم "سيانيد الصوديوم"، من السموم المصنفة فيدراليا من الفئة الأولى في الولايات المتحدة، ويعد واحدا من أكثر المواد الدموية على كوكب الأرض.. وتعتبر مادة سيانيد الصوديوم العنصر الرئيسي في "قنابل السيانيد" (إم-44 إس)، والتي تستخدمها وكالة خدمات الحياة البرية، وهي وكالة تابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، لقتل الحيوانات البرية المفترسة في المراعي العامة والخاصة في غرب البلاد.
ووفقا "لوكالة حماية البيئة" الأمريكية، قامت الحكومة الاتحادية بالتنسيق مع الولايات والمقاطعات الغربية بإلقاء 30 ألف قنبلة سيانيد إم -44 إس، في المتوسط كل عام.. وتستخدم وكالة حماية البيئة الأمريكية إلقاء قنابل السيانيد كفخ للإيقاع بالحيوانات المفترسة بشكل عشوائي وبدون تفكير دقيق.. وحتى الآن، لم يلق أحد من البشر حتفه بقنابل إم – 44، لكن وفقا لتحقيق أجرته شركة "ساسكرامنتو بي"، تعرض 18 موظفا من موظفي خدمات الحياة البرية وعدة أشخاص آخرين للسيانيد المنبعث من قنابل إم -44 إس، في الفترة بين عامي 1987 و2012.
وقد أفادت منظمة خدمات الحياة البرية في بياناتها الأخيرة أنه من أصل 76 ألفا و963 ذئبا تم قتلهم في عام 2016 من أجل حماية الماشية، تم إسقاط 12 ألفا و511 منه بقنابل إم-44 إس.. ويقول جون بيفي، وهو مربي ماشية بولاية ايداهو، "تشكل الحيوانات المفترسة، كالذئاب والقيوطي، مشكلة بالنسبة لمربي الماشية، ولبعض حيوانات الصيد مثل الأوز والأرانب.
وعلى الرغم من أن هذه الأسلحة مثل قنابل إم -44 إس (قنابل السيانيد)، شيء قبيح إلا أنها مهمة.. لكن يجب أن يخضع استخدامها لإشراف كبير ودقيق.. ولا ينبغي استخدامها بالقرب من أماكن الترفيه والاستجمام التي يرتادها السكان".