محطات في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان

وصل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، إلى القاهرة، اليوم الجمعة، فى جولة تستغرق يومين يلتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالإضافة لممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي سيستضيف البابا في مؤتمر "السلام الدولي".

واستضاف الأزهر الشريف برئاسة الدكتور أحمد الطيب، البابا فرانيس الثاني، بابا الفاتيكان في المؤتمر الذي يقيمه الأزهر الشريف تحت عنوان " مؤتمر الأزهر العالمي للسلام"، واليوم هو اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر.

وشهدت العلاقة بين مؤسسة الأزهر والفاتيكان، على مدار السنوات الماضية، حالات مختلفة اتصفت بعضها بالتعاون والأخرى بالتنافر، حيث شهد العام الماضي على علاقة ود وتعاون بين بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطبيب، شيخ الأزهر، حيث قام شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بعما زيارة إلى الفاتيكان والتقي حينها البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وجرت خلال هذه الزيارة جلسة مغلقة بين الجانبين، تناولت سبل تقريب وجهات النظر، لدفع مبادرات السلام إلى الأمام، ورفض الجماعات الإرهابية وأعمالها، وأحلال السلام على الأرض.

ودار اللقاء حول جهود نشر الإسلام والتعايش المشترك، وثقافة الحوار بين الشعوب والمجتمعات، وأعقب القمة بين فضيلة الإمام وبابا الفاتيكان حوار بين مسئولي الفاتيكان يترأسهم الكاردينال جان لوي توارن، رئيس المجلس البابوس للحوار، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف.

ويعتبر هذا القاء هو أول لقاء بين الجانبين، بعد 5 سنوات من انعدام الزيارات، بسبب بعض تصريحات غير مسئولة، ومع تولي البابا فرانسيس منصبه بالفاتيكان، امتد الحوار مرة أخرى بين الجانبين. 

وقال الطيب خلال هذا اللقاء إن الأزهر كان على تواصل حواري مع الفاتيكان، عبر لجنة مشتركة من الأزهر ومن رجال الفاتيكان، وتنعقد هذه اللجنة بالتوالي، سنة في مصر وسنة في الفاتيكان، إلى أن حدثت أزمة تمثلت في الإساءة إلى الإسلام، بالإضافة إلى الادعاء بأن مسيحي الشرق مضطهدين والأزهر لا يتحرك.

وأوضح أن الجانب المصري حاول تصحيح هذه الإساءة، ولكن هذا لم يحدث، لذا تم تجميد العلاقات مع الفاتيكان، إلى أن سمحت الظروف مرة أخرى بعد تولي بابا فرانسيس للفاتيكان، وما تم تداوله عنه من علاقاته الطيبة وحرصه على العلاقات بين الأديان، متابعًا: "وجدنا فيه أنه يحترم الأديان الأخرى احتراما شديدا، كما وجدناه يعطف على الفقراء المسلمين والمسيحيين في أفريقيا"، وهذا ما أقنع الأزهر بوجود جوانب مشتركة بين البابا فرانسيس والأزهر الشريف مما يمكن الاتفاق من خلالها، والعمل سويًا لأكبر مؤسستي دين في العالم.

وكان تجميد العلاقات بين الجانبين في عام 2011، حيث قرر مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب تجميد الحوار مع الفاتيكان، إلى "أجل غير مسمى"، عقب حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ بسبب اعتبار البابا أن التفجير اضطهاد للمسيحيين في الشرق الأوسط، فيما اعتبره الأزهر والحكومة المصرية تدخلًا غير مقبول في شئونها الداخلية.

وفي سبتمبر 2006 قرر شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوي تجميد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان إثر اقتباس البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان الأسبق في جامعة ألمانية لمقولة لأحد الفلاسفة يربط فيه بين الإسلام والعنف، مما أثار استياء الأزهر، في ذلك الوقت، إلا أن طنطاوي ألغى قراره في فبراير 2008.

وفي شهر أكتوبر من عام 2000، طالبت لجنة حوار الأديان بالأزهر، بابا الفاتيكان، بإصدار إدانة واضحة للمذابح التي تشهدها مدينة القدس الفلسطينية آنذاك على يد الجيش الإسرائيلي، وكانت هذه أول وثيقة رسمية تصدر عن الأزهر للفاتيكان، إضافة إلى مطالبة اللجنة بتقديم اعتذار عن الحروب الصليبية، بينما رفض الفاتيكان المطالب مجملة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً