كشفت صحيفة فورين بوليسي التفاصيل الكاملة للجلسة الساخنة التي عقدت عن مصر في "مجلس الشيوخ" اﻷمريكي حول الاعتمادات الخارجية.
و قالت الصحيفة أن الجلسة تضمن ثلاث شهادات، وأسف من الخارجية، وردود فعل من قبل مشاهير التواصل الاجتماعي.
و قال خبراء أمريكيون متخصصين في الشأن المصري أدلوا بشهادتهم خلالة الجلسة، أبرزهم كانت ميشيل دن، خبيرة الشرق الأوسط السابقة بالخارجية الأمريكية والباحثة الحالية بمعهد كارنيجي للسلام الدولي، وإليوت أبرامز الذي خدم في إدارة جورج بوش، والباحث الحالي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
أما الشهادة الثالثة فكانت لتوم مالينوسكي، مساعد الخارجية السابق في إدارة أوباما لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال.
وتركزت الجلسة حول المعونة اﻷمريكية المقدمة إلى مصر وتصدي مصر بمفردها للإرهاب.
التقرير المذكور جاء تحت عنوان "لقد حان الوقت لإعادة التفكير في العلاقات الأمريكية المصرية، وفقا لما قاله به خبراء لمجلس الشيوخ".
السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ قال خلال الجلسة "من المهم بالنسبة لي أن نرى مصر ناجحة".
لكن جراهام ذكر أن "الدعم الأمريكي غير المشروط للسيسي في ظل السجل الحقوقي المثير للجدل قد يجعل مسألة مساعدة مصر على إصلاح أوجه العلل أكثر صعوبة".
وذكر أبرامز أنه في سبعينيات القرن الماضي، عندما ساعدت واشنطن في إبعاد موسكو عن الدولة العربية وبناء علاقات وطيدة مع القاهرة، كانت مصر حينها أكثر الدول العربية تأثيرا في المنطقة لكنها لم تعد كذلك على حد قوله.
ووفقاً للمجلة رأت ميشيل دن أن واشنطن تستطيع أن تشجع مصر ضد محاربة الإرهاب ، خاصة وأنها ثاني أكبر مستقبل للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل.
وللمساعدة في ذلك، أقترحت دن أن تتركز المساعدات الأمريكية على جوانب التنمية الإنسانية والتعليم بدلا من التحويلات النقدية الضخمة.
وكشفت وثائق داخلية للخارجية الأمريكية، نشرها موقع مجلة "فورين بوليسي" عن سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب تقليص المساعدات لمصر بنحو 50% ، مقابل زيادة المساعدات للضفة وغزة بـ 4.6%.
لكن الوثائق لم تقدم توضيحات لتلك التغيرات المقترحة، المرهونة بتصديق الكونجرس، غير أن زيادة المساعدة للضفة والقطاع، تمثل بحسب خبراء، دافعا للفلسطينيين لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وبحسب المجلة اﻷمريكية، شعار "أمريكا أولا" الذي يتنباه ترامب يتضمن خطة جذرية لقطع مساعدات اقتصادية وتنموية عن دول نامية عديدة بينها مصر، لكن الكونجرس قد يرفض التصديق عليها.
وتعهدت إدارة ترامب في مارس الماضي بتخفيض المساعدت للدول النامية بما يزيد عن الثلث، لكنها لم تكشف إلا القليل من التفاصيل.
رد مصر جاء سريعاً على جلسة "الشيوخ اﻷمريكي" حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، عن "الأسف الشديد للمنهجية والأسلوب الذي تم به تنظيم جلسة الاستماع التي نظمتها اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن مصر مؤخراً.
وكذلك ما تضمنته من مطالبات من جانب الشهود الذين استمعت إليهم اللجنة بضرورة إعادة تقييم برنامج المساعدات الأمريكى لمصر على ضوء وجود انتهاكات لحقوق الإنسان.
واعتبر أن "النقاش حاد بشكل فج عن النمط المعتاد لتنظيم مثل تلك الجلسات على مدار سنوات طويلة، الأمر الذى أدى إلى خروجها بمثل هذا القدر من عدم الحيادية وتعمد القراءة السلبية للأوضاع في مصر".
مشاهير السوشيال ميديا تفاعلوا مع الجلسة، منتقدين غياب تغطية هذه الجلسة الهامة من قبل وسائل الإعلام المصرية.
وأوضحوا أن مصر مهمة جدًا لأمريكا ومن مصلحتها استقرارها، لكن ما يحدث جعلها تفقد وزنها السياسي في المنطقة، وأن دور مصر لم يبق بنفس القوة التي كان كان عليها أيام السادات ومبارك وبالتالي أصبحت مهمشة وليس لها أي دور فاعل في اليمن أو سوريا.