اعلان

مكاسب مصر من زيارة بابا الفاتيكان: زيادة التحالف والتعاون من أجل السلام.. ورسالة بأن "أم الدنيا" بلد الأمان

يواصل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، نشاطه في مصر، اليوم السبت، في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، وبدأت الزيارة في ظهر الأمس الجمعة، ومن المقرر أن تنتهي مساء اليوم.

وشهد الأمس على استقبال وترحيب كبير من جانب مصر لزيارة بابا الفاتيكان، حيث استقبله رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بالإضافة لعدد من رجال الكنيسة وعدد من الأطفال الذين رحبوا بقدوم البابا وقدموا له الورود، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتظار وصول بابا الفاتيكان في مقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة، حيث تم استقباله هناك وسط أمن مشدد وعزف السلام الوطني لمصر والفاتيكان.

وحضر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مؤتمرًا بالأمس مع الرئيس السيسي بفندق الماسة، وأوضح البابا خلال هذا المؤتمر أن مصر تلعب دورًا لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة، وعلى الجانب الأخر رحب الرئيس السيسي بزيارة البابا في كلمته بالمؤتمر، كما كان بابا الفاتيكان ضيفًا بالأمس في مؤتمر " السلام الدولي" الذي أقيم تحت رعاية الأزهر الشريف.

وفي سياق متصل قال النائب أحمد علي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن أهمية الزيارة تكمن في حدوث الزيارة نفسها، نظرًا لما شهدته مصر قبل الزيارة من إحداث التفجير في كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، وهذا ما جعل هناك نقاشات واسعة حول هل ستتم الزيارة بعد هذه الأحداث أم لا؟.

وأوضح أن حدوث الزيارة، في هذه التوقيت هو أكبر نجاح بعد ما حدث، بالإضافة إلى أن التسويق لزيارة بابا الفاتيكان، جرى على أكمل وجه، والاستقبال الذي شهده البابا في مصر يدل على مدى ترحيب مصر بهذه الزيارة، وبالرغم من أن الزيارة يمكن أن نقول عليها زيارة صورية أو دينية، ولكنها لها أبعاد سياسية كبيرة في مصر، من خلال أن مصر التي مرت بحوادث التفجير نتيجة محاربتها للإرهاب، جاءت زيارة بابا الفاتيكان لها في هذا التوقيت لتمثل دعم كبير فيما تشنه مصر من حرب على الإرهاب الغادر، لأن العالم المسيحي "الكاثوليكي" يتجاوز المليار نسبة، مما يمثل دعم قوي لمصر.

وأشار إلى أن الزيارة أكدت أن مصر مازالت بلد الأمن والأمان وهي كنانة الله في الأرض، وهي أرض السلام، والدولة المصرية هي الدولة التي يمكنها أن تستوعب كل أطياف العالم، والدليل على ذلك أن الزيارة لم يتم تأجيلها بعد ما شهدته مصر في الآونة الأخيرة.

وأوضح أن هذه الزيارة لها دلالات سياسية، أولها الدعم الكامل للدولة المصرية في هذا التوقيت، والأهم هو التأكيد على أن مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط، ودورها ضروري في عملية نشر السلام، وهذا ما قاله بابا الفاتيكان "أهمية مصر ليست بمكانتها فقط، ولكنها لها دور في عملية نشر السلام"، مشيرًا إلى أن آى تسوية تمر في الشرق الأوسط أو العالم فأن دور مصر بها مهم جدًا، والدلالة الأخيرة تتمثل في الدعم الواضح للقيادة السياسية وتشجيعها على مواجهة الإرهاب.

وأكد أن العالم في الوقت الحالي، يعيش جزئين هما صراع الحضارات وحوار الثقافات، وصراع الحضارات موجود من قديم الأزل، بينما حوار الثقافات قائم على فكرة التعايش السلمي وتقريب وجهات النظر وفكرة تقبل الأخر، موضحًا أن هناك إرهاب يجتاح كل دول العالم تحت مسمي "الإرهاب الدولي"، وهذا ما جعل هناك حاجة إلى حوار الثقافات ومعرفة مصدر خطابات العنف، وهذا ما جعل هناك حاجة إلى موتمر الأزهر الدولي للسلام، لتقريب وجهات النظر وتقبل دين الأخر والتفاهم بين مختلف الأديان.

ومن جانبها قالت النائبة نادية هنري، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب، أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان يمثل رجل الدين والسلام الجامع الشامل، الذي يتمثل بشخصيته المتفهمة والواعية والمدركة لكل ما يحدث، والبابا فرانسيس هو رجل عاشق للإنسانية، وهذا ما رصدناه عندما تكلم باللغة العربية في مؤتمر فندق الماسة " السلام عليكم..مصر أم الدنيا..شكرًا وتحيا مصر..الدين لله والوطن للجميع"، كدليل واضح لرغبته لمحاولة مخاطبة كل انسان بثقافته.

وأوضحت أن البابا فرانسيس هو الذي يمثل تعاليم الدين المسيحي الحقيقي، والرائع في الزيارة التي قام لها لمصر هو أن رجل السلام جاء إلى مصر أرض السلام، مؤكدة على أن أرض مصر بالنسبة للعالم هي مهد الأديان وأرض السلام، وزيارة البابا في هذا الوقت التي تمر به مصر هي ترتيب الهي، وكما قال البابا اننا بحاجة إلى انقاذ الشعوب من مجاعة المحبة.

وقال الأستاذ مهدى النمر، الكاتب الصحفي بروما، أن هناك اجماع على أن الزيارة تعتبر حدث تاريخي لمصر، وهي زيارة للتحالف والتعاون من أجل السلام وإعادة فتح صفحة ود وتعاون جديدة مع مؤسسة الأزهر الشريف، وذلك كما قال البابا فرانسيس قبل قدموه" أن الزيارة تهدف للتقارب ونشر السلام"، موضحًا أن الزيارة هدفها الانفتاح على الحوار حول الإسلام والمسلمين، ولم شمل الكنائس الشرقية وهي من المهام التي يحملها البابا فرانسيس منذ توليه الفاتيكان.

وأوضح أن هذه الزيارة لها اعتراف بدور مصر القوي والرئيسي في التصدي للهجمة التي تديرها قوي مصالح كبري، وصفها البعض بإنها حرب عالمية ثالثة، والحرب على الذين يستخدمون الدين من أجل خدمة المصالح السياسية، بالإضافة إلى أن البابا فرانسيس تحدث عن دور مصر في إعادة السلام مرة أخرى للشرق الأوسط، واقرار بالدور الذي يبذله الشعب المصري للتصدي لمحاولات التفرقة، في الوقت ذاته مواصلة مسيرة البناء والنهضة.

وأشار إلى أن رغبة البابا فرانسيس في التنقل داخل مصر بسيارة مكشوفة، دليل على اطمئنانه على ما تسود البلاد من حالة الأمنية، وعلى صعيد أخر، هي فرصة رائعة لتسليط الضوء على مصر والدور الذي تبذله في عملية إعادة الأمان في أرضها وعلى مستوي المنطقة العربية.

وأكد أن الصور التي تتصدر معظم وسائل الإعلام الايطالية والمصرية، تدل على عودة العلاقات مرة أخرى بين الفاتيكان والأزهر الشريف، وبابا الفاتيكان منذ توليه الفاتيكان يحاصر دعاة التطرف، ويدعو إلى ضرورة تقبل الأخر، والبابا فرانسيس يدعو إلى الانفتاح على الدين الإسلامي، وهذا سيساعد في نشر التسامح بين الأديان ونبد العنف، لأن البابا له شهرة كبيرة ومصداقية وقبول لدي شرائح عريضة لدي الرأى العام العالمي، وهذا يدعم مهمته في الحوار مع الإسلام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
النواب ينتصر للأطقم الطبية المصرية ويقرر تخفيض نسبة الأجانب بالمنشآت الصحية