في الذكرى الـ123 لميلاده.. زكي طليمات "أستاذ" الفن المسرحي

يحتفل الوسط الفني العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص، اليوم السبت، بمناسبة حلول الذكرى الـ123 لميلاد أحد أهم العلامات البارزة في تاريخ الفن المسرحي في الوطن العربي المخرج الكبير الراحل زكي طليمات، الذي ولد يوم 29 أبريل عام 1894 بحي عابدين في القاهرة.

نشأ طليمات في أسرة ذات شهرة في مجال التجارة وكانت تحمل العربية والشركسية حيث كان الأب من أصول سورية والأم من أصل شركسي.

يبدو أن ميول طليمات الفنية والمسرحية كانت موجودة عنده منذ الصغر حيث ما أن أتمم دراسته بالقسم الأدبي في مدرسة الخديوية الثانوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا التحق طليمات بكلية التربية حتى انضم إلى فرقة المحامي عبد الرحمن رشدي المسرحية التي استمرت حواتلي 4 سنوات منذ عام 1917 حتى عام 1921 حيث انتهى مشروع الفرقة في ذلك العام.

بالرغم من ذلك لم ييأس طليمات وبعد تلك الفترة بـ4 سنوات كانت نقطة انطلاقه حيث سافر طليمات في بعثة إلى فرنسا عام 1925 درس خلالها فنون التمثيل والإلقاء والمسرح وذلك بمسرح الكوميدي فرانسيس أحد أشهر المسارح الموجودة في العاصمة باريس ليحصل على شهادة الدبلومة التي تفيد دراسته لهذه الفنون وذلك عام 1928.

كانت لتلك الدراسة أثرا في ترشيحه لعدد من المناصب الهامة منها تعيينه معاون بدار الأوبرا الملكية في ديسمبر من عام 1929م، ثم تم تعينه مشرفا إداريا ومدرسا للإلقاء بمعهد التمثيل عقب افتتاحه في نوفمبر من عام 1930م، أيضا مديرا لاتحاد الممثلين الذي ألف بدعم من الدولة لحل أزمة المسرح وذلك عام 1934، ثم مراقب للمسرح المدرسي عام في الفترة من 1937 حتى 1952، خلال تلك الفترة تولى أيضا منصب المدير الفني للمسرح القومي وذلك منذ عام 1942 حتى 1952.

ولم يكتفي طليمات بذلك فانشأ أول فرقة مسرحية تشرف عليها الدولة عام 1935م وهي الفرقة القومية المسرحية وتولى الإشراف على الفرقة وإخراج عروضها.

لم يقتصر شعاع طليمات على مصر فقط بل امتد حتى وصل إلى أقطار الوطن العربي حيث شارك في تأسيس وتنشيط الحركة المسرحية في عدد من الدول العربية أبرزها تونس والكويت واللتان شهدتا النهضة المسرحية على يده كان ذلك في الفترة من 1954 حتى 1961 تولى خلالها منصب المشرف العام على مؤسسة المسرح والفنون بالكويت.

إلى جانب ذلك تولى طليمات منصب المستشار الفني للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقي في مصر وذلك عام 1971.

ولم يقتصر إبداع وإهتمام طليمات على المسرح فقط بل شمل السينما أيضا ومن أبرز أعماله فيها فيلم “يوم من عمري" عام 1961م مع الفنان عبد الحليم حافظ والفنانة زبيدة ثروت، وفيلم “الناصر صلاح الدين” عام 1963م مع الفنان احمد مظهر وأخرجه المخرج العالمي يوسف شاهين.

ومن أهم أعمال طليمات المسرحية مسرحيات أهل الكهف، صقر قريش، الكنز آدم وحواء والتي ثام بإخراجها.

وتم تكريم طليمات بمنحه عدد من الجوائز والأوسمة ومنها نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية وذلك عام 1950.

جائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1961.

جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وذلك عام 1975 وهي نفس السنة التي حصل فيها على الدكتوراه الفخرية.

وبعد ذلك كله نجد أن أهمية طليمات تكمن في أنه كان فنانا بدرجة أستاذ فهو من استطاع بفنه وإبداعه أن يعطي لفن المسرحي رونقه في مصر والوطن العربي.

ويأتي يوم 22 ديسمبر لعام 1982 لينطفئ ذلك النجم الذي أضاء الحركة المسرحية المصرية والعربية ليرحل الفنان والمخرج زكي طليمات عن عالمنا تاركا بصمته التي لازالت آثراها حاضرة بيننا حتى الآن وأشهرها جملته الشهيرة لأحد أدواره المعروفة لدى الجمهور وهو الدوث آرثر الذي قال "في ليلة أقل جمالا من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً