ليلة كانت من أجمل ليالي العمر، فقد كان التنظيم خياليا وصار كل شئ كما تمنيت وأكثر، رأيت في عينى أمى وأبى الفرحة، وشاركتنى صديقات عمري السعادة، وسط أجواء مليئة بالفرحة والسرور، وتم الزفاف الحمد لله على خير.
بدأت الحياة مع زوج هادئ وراق فى كل شئ، فقد كان سليل أسرة راقية وكنت كذلك مثله فلم تقابلنا في بداية حياتنا أي منغصات الحياة، ورزقنا الله بثلاثة أبناء، هم قرة عيني واجتهدت كثيرا حتى أوفر لزوجي ولأطفالي حياة مريحة، اجتهد زوجى هو الآخر.
وبرغم ثراء عائلته الكبير إلا أنه كان مجتهدا جدا في عمله ونمى تجارة أبيه وتوسع في الشركات، حتى صار من أعلام البلد، كان الكل يحسدني على تلك الحياة المرفهة، التي كنت أحياها مع زوجي وأبنائي وبالفعل كانت كذلك.
لم يكن يؤرق حياتي مع زوجي سوى أنه كان ضعيفا أمام النساء، ولكن الأمور أبدا لم تتعد النظر لهذه أو الكلام مع تلك أو صداقة أحيانا غير بريئة ولكنه أبدا، لم يقم بما يغضب الله كما كان يقول، كانت غيرتي كأنثي لاتتحمل أن ينظر لامرأة غيري، وتجعلني أزيد في الاهتمام به وبنفسي وساعدني في ذالك ملامحي الأجنبية، التي ورثتها عن أمي.
كان كل من يعرفنى يظن أنني في الخامسة والعشرين من عمري من فرط اهتمامي بنفسي، ولكن ذلك لم يقلل من ضعف زوجى تجاه الطرف الآخر، حتى حدث ما خفت منه مرارا.
شعرت كأى امرأة تغير عليها زوجها وكذبت نفسي كثيرا، وفى اليوم المشئوم تلقيت اتصالا على هاتفي من إحدى صديقاتى القدامى تطلب منى الانتباه لزوجى وبيتى.
تأكدت شكوكي، صارحت زوجى هل تزوجت؟
انكر في البداية، ثم مع اصراري ومحاصرتي له اعترف أنه تزوج منذ شهرين وخيرنى ما بين الاستمرار معه أو الانفصال.. هكذا بمنتهى السهولة الانفصال؟
قلت له إن ننفصل عش أنت كما أردت ولكني من الآن أنا زوجة على الورق فقط، واجتمعت عائلتينا وسط استنكار من الكل لما فعله زوجى حتى أسرته، لم تجد مبررا لما فعله وكان صمتهم طول الجلسة صمت المحرج مما حدث، عاودت شرطى مرة أخرى أمام العائلتين، حتى يكونا شهود على ما اتفقنا عليه.
وافق زوجى على الفور أمام الجميع أن نبقى أخوة وبدون أى تردد وكسر قلبى أمام الكل لقد اختار وأنا كذالك سأختار.
سارت الحياة عادية جدا، لم يقصر زوجى تجاه أبنائه وتجاه بيته وتجاهى فى الاتفاق علينا جميعا والسخاء كالعادة، كنا نسافر الخارج كالعادة وابيت مع ابنتى فى الفندق ويبيت هو مع أبنائه.
كنت أراه فى البداية سعيدا مع زوجته الأخرى، مع بعض المحاولات على فترات بعيده للتقرب منى وعوده الحياة كما هى، وسط إصرار منى على أن يعيش كل بطريقته دون الإخلال بحقوق الأبناء.
لم يكن زوجى يحكى كثيرا عن حياته الأخرى ولكنه فى أخر سفرياته معنا حكى لأحمد ابننا الكبير وصديقه وحافظ أسراره أنه على خلاف دائم مع زوجته الأخرى، بسبب تصرفاتها التى لا تليق به، ومازالت تتصرف بطريقة تخجله وسط الناس، فهو سليل عائلة راقية و«شيك» فى كل تصرفاته، أنه حاول معها جاهدا أن يغير سلوكها ويجعلها راقية، ولكن لم يدرك أن هناك أشياء لا تشترى بالمال وأن تربية الإنسان وبيئته تحكمان تصرفاته.
رجعنا من السفر ولاحظت أن زوجى لم يعد كما كان ولم يعد يبيت عند زوجته الأخرى يوما بعد يوم كما كان يفعل، وأصبح أكثر تقربا مني وسط محاولات دائمة ومستميتة لإرجاع العلاقة الخاصة بيننا.
لا أستطيع أن اسامحه ولا استطيع أحصي أياما بتها وحدى، ولحظة انكساري أمام نفسي وعائلتي وصديقاتي لم تمح من ذاكرتي.
حاولت ولم أستطع ولا أدعى إنى لم أعد أحبه ولكن حقا لا استطيع.
والآن هل أطلب منه الطلاق وأضع حدا لحيرني وحزني وخاصة، أنه وعدني أن أخذ عليه كافة الضمانات، لعدم تكرار ما بدر منه، وقد علمت الآن أنه فى سبيله لتطليق زوجته الثانية.
هل أطلب منه الطلاق وأضع حد لحيرنى وحزنى وخصوصا أنه وعدنى بأن يعطيني كافة الضمانات، لعدم تكرار ما حدث منه وقد علمت الآن أنه فى سبيله لإطلاق زوجته الأخرى.
الرد
لقد تزوج الرجل على سنة الله ورسوله و ارتضيتي أن تعيشي معه رغم الإنفصال بينكما وشهدتي له أنه كان عادلا بينك و بين زوجته الأخري و سارت بينكما الحياة علي نفس الوتيرة و ها هو الآن يقر بخطئه وسوء إختياره.
أنصحك بأن تجلسي معه وتحاولي أن تصلي معه لحل وسط بأن يترك لكي بعض المساحة من الوقت لتفكري وتراجعي نفسك، هل تستطيعين معاودة الحياة معه مرة أخري دون أن يترك ما حدث رواسب في نفسك حتي تظل حياة الأبناء مستقرة كما كانت.
اتركِ لنفسك مساحة من الحرية تختاري لها الوضع الذي تريدين به إكمال حياتك، دون تسرع، لتأخذي عليه ما يضمن عدم تكرار ما حدث في حياتكما معا ولتكن هذه الفترة من حياة زوجك كأنها تجربة زادته نضوجا و معرفة بقدرك.. وفقك الله.