في عيد العمال.. ماكينات الغزل والنسيج بدمياط خارج الخدمة (فيديو وصور)

"ماكينات معطلة، وأقطان سودانية، مساحات شاسعة غير مستغلة، وعمال على حافة الهاوية"، بهذه الحالة يستقبل عمال مصانع الغزل والنسيج بدمياط عيدهم.

تجولت عدسة  "أهل مصر" بين أروقة مصنع الغزل والنسيج بمحافظة دمياط، والذى فتك به الإهمال وسوء الإدارة ليودي بمستقبل واحدة من أهم الصناعات التى اشتهرت بها مصر لفترة من الزمن.

أزمات عديدة تحيط بصناعة الغزل والنسيج بمحافظة دمياط، فتارة نجد غلق منافذ المصنع بسبب مخالفات مالية، وعدم تطوير أداء الماكينات تارة أخرى، ناهيك عن الأقطان غير المؤهلة لتلك الصناعة، ليقع مصنع الغزل والنسيج بدمياط فى براثن المستفيدين، فبسبب سوء الإدارة تهدر يوميًا فرص كبيرة لتطوير المصنع، آخرها تعطيل ماكينات بقيمة 30 مليون جنيه بسبب عدم وجود الخامات بالقدر الكافى لتشغيلها.

"الأقطان السودانية رديئة وياريت بيتم توريدها فى مواعيدها" بهذه الكلمات بدأ أحد العاملين بمصنع الغزل والنسيج بدمياط حديثة، مؤكدًا أن المصنع يقوم على الأقطان السودانية رديئة الجودة والتي لم تكن مؤهلة للتصنيع، مما يؤثر على المنتج وجودته، موضحًا أنه بالرغم من تلك الخامات ردئية الجودة إلا أن القابضة للغزل والنسيج غير ملتزمة بتوريد الأقطان بالكميات الكافية لتشغيل الماكينات، فالعديد منها متوقفة عن العمل بسبب عدم وجود أقطان.

بينما أكد آخر، أن العمال يومياُ ينتظرون عودة المصنع لسابق عهده، ولكن الواقع مغاير فقال أعمل هنا منذ 45 سنة وكنا بنحس اننا أصحاب المصنع، لكن دلوقتي حسينا إننا مالناش قيمة بعد اللي بنشوفه بيحصل للمصنع".

وأثناء استكمال الجولة اصطدمنا بأحد أقدم العمال داخل المصنع ليفتح لنا جعبتهه والتى كشفت أسرار وراء انهيار تلك الصناعة بدأء س. ع، حديثه قائلًا: "أكثر من 30 مليون جنية تم إهدارهم بسبب عدم تشغيل ماكينات، مؤكدا أن المصنع يواجه تعنت منذ عام 2005، لافتا إلى أن الإدارات المتعاقبة لم تلتفت إلى التطوير بقدر "السرقة والنهب".

وسرد العامل والذى رفض ذكر اسمه، أن المصنع قادر على منافسة السوق، إذا حد إهتم بيه، لكن لصالح القطاع الخاص، لينهى حديثه بعبارة "طول مانت بتقبض ما تتكلمش" قائلا دى الجملة دايما بنسمعها من أى مدير يجى، مؤكدا أن تدبير المرتبات أهم من الشغل وده هيأثر كتير أكتر من كده خلال السنوات.

ويقول المهندس أشرف شطا، عضو مجلس نقابة المهندسين بدمياط، إن النقابة أعدت لجنة لمعاينة المصنع على أرض الواقع، وكذلك الوقوف على المشكلات عن قرب، لافتًا إلى أن اللجنة بالفعل قدمت عددًا من التوصيات لتطوير الأداء بالمصنع وكذلك استغلال المساحات الكبيرة التى يمتلكها فى تحقيق هذا الهدف.

فيما أكد النائب محمد الزينى عضو مجلس النواب، عن محافظة دمياط بقائمة في حب مصر، ورئيس الغرفة التجارية، أن أزمة مصنع الغزل والنسيج معقدة بعض الشئ، فهناك إجراءات يجب اتخاذها أولًا قبل الحديث عن التطوير، وعلى القابضة تقديم حلول خارج الصندوق للخروج من تلك الأزمة.

وفى سياق متصل أكد ناجح فايد، رئيس مجلس إدارة مصنع الغزل والنسيج بدمياط، ان هناك العديد من التحديات التى يجب مواجهتها أولًا لتطوير الأداء بالشكل المرضي، موضحًا أنه يتم حاليًا تكثيف الجهد للدفع بقاطرة الصناعة، وكذلك التغلب على أزمة الخامات.

وأضاف فايد، أنه يتابع بشكل مستمر ما توصلت إليه المحافظة لإعادة فتح منافذ الشركة مرة أخرى عقب الانتهاء من التحقيقات التى تجرى حالياُ، مشيرًا إلى أن تلك المنافذ دون شك تعد أحد العوامل التى تسهم فى توقف حركة التصنيع.

فيما أكد اللواء سامى حمودة سكرتير عام محافظة دمياط، أن المحافظة تسعى إلى الانتهاء من تحقيقات مخالفات منافذ الشركة، لافتًا إلى أنه قد تم افتتاح منفذ الشركة برأس البر منذ أيام، مؤكدًا أن هناك جلسات عمل مكثفة للانتهاء من هذا الأمر.

وأكد حمودة، أن المحافظة لا تدخر جهدًا فى محاولة انقاذ تلك الصناعة، مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع من أجل الخروج من أزمات صناعة الغزل والنسيج بالمحافظة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً