مؤرخ القصير يكشف لـ "أهل مصر" أسباب تدهور الميناء التجاري ومحطة نقل الحجاج (فيديو وصور)

مؤرخ القصير
مؤرخ القصير

كشف " وصفى تمير" مؤرخ مدينة القصير لـ " أهل مصر" الأسباب التى جعلت تدهور مدينة القصير ميناء تجارى ومحطة لنقل الحجاج إلى الحجاز قديمًا.

ففى البداية قال "تمير"، اكتسب ميناء القصير أهمية كبيرة بالنسبة للتجار والحجاج خاصة على نهاية القرن السادس عشر فكانت المراكب العملاقة والتى تسمى بـ (القطاير) أو الجاريات أو الساعيات تصل من الموانى العربية وتحديدًا مينائى جدة وينبع على الساحل الشرقى للبحر الأحمر وهى محملة بالقهوة والتمور من الجزيرة العربية والنسيج الرائع وهناك قماش المدراسى نسبة لمدينة مدراس بالهند وخالى بوش أشبه بما يسمى الخام والتوابل وجوز الهند من الهند وأطباق البورسلين والحرير من الصين وتلك نماذج من الواردات عبر ميناء القصير أما الصادرات فكانت الجمال تحمل البضائع من وادى النيل وكان التجار المصريون ينقلون الحبوب والزبد والمنتجات الغذائية إلى شبه الجزيرة العربية عبرميناء القصير.

واستطرد مؤرخ القصير قائلًا: فى سجل محكمة القصير وثائق لتلك المراكب والسفن التى تنقل المؤن من شونة دخاير القصير إلى الموانى الحجازية جدة وينبع والوجه والمويلح مدائن صالح والعقبة والحديدة باليمن وكانت المؤن ترسل برسم العساكر إلى جميع الأماكن التى بها عساكر ثم صدقة مكة والمدينة ورسم الحج المصرى ورسم الحج الشامى وبرسم التكايا فى مكة والمدينة وغيرها من الصدقات وكذلك نقل الحجاج والعساكر والمسافرين ذهابًا وإيابًا وبلغت أقصى حمولة لتلك السفن والمراكب 2514،25 أردب وبلغت أدنى حمولة كماوثقها الدكتور محمود عبد العال فى بحثه 456 أردب وتلك السلع مكونة من القمح والشعير والفول والعدس.

وأضاف "تمير"، أنه فى فى عهد عباس باشا الأول (1848م18544م) حدث عجز ونقص فى عدد السفن الموجودة فى ميناء القصير لإرسال الحبوب إلى الحجاز فكان يستعان بالسفن الموجودة بالسويس لأجل سد هذا العجز الموجود فى سفن القصير.

و تابع مؤرخ القصير، كانت تلك السفن تجهز فى ميناء السويس ثم يتوجهون إلى القصير كى تحمل بالغلال ثم ترسل للحجاز ويبدو أنه كان من أصحاب المراكب من لا يرغب فى الذهاب إلى القصير فحدث منهم هروب إلى القاهرة فاستصدر أمرًا بالقبض عليهم ثم إرسالهم إلى السويس برفقة حراس وأن سفنهم تكون جاهزة وفى حالة حضورهم السويس سوف يرسلون إلى القصير فورًا وهم " السيد راجح" والثانى يسمى "دخيل الله ".

و كذلك في عهد سعيد باشا كان يرسل إلى الحجاز صنف القمح فقط حسب ما ورد فى وثيقة حصل عليها الدكتور محمود عبد العال محرر بها نصيًا، "من حسين فؤاد إلى كاتب ديوان الحضرة الخديوية فى 20محرم 1271هــ بإحالة المكاتبة الواردة من محافظ القصير الخاصة بإرسال صنف القمح فقط إلى الحجاز على المعية لاختصاصها بها"، وقد تم رد بقية الأصناف من الفول والشعير إلى مديرية إسنا وقنا لبيعها فى الأسواق الداخلية خوفًا عليها من التلف.

وأضاف أنه فى عهد سعيد باشا تم إنشاء (الشركة المجيدية للملاحة) وقد تأسست بفرمان أواخر ربيع الأول 1273 هـ من السلطان عبدالحميد وأطلق عليها "القومبانية المجيدية "نسبة إلى السلطان عبدالمجيد والغرض منها تسيير السفن والبواخر فى البحر الأحمر والمحيط الهندى وتنقل الحجاج ذهابًا وإيابًا عبر سواحل الدولة العثمانية وكانت لحركة تلك البواخر أثرها على ميناء القصير من الرواج إلى الكساد حيث لم يستقبل ميناء القصير من هذه السفن البخارية طيلة خمس سنوات سوى 14 سفينة فقط بمعدل ثلاث سفن فى العام تقريبًا.

ولفت إلى أنه كانت أهمية الميناء تتغير تبعًا للظروف البشرية والأحداث السياسية وبتغير الظروف تهمل الميناء وقد تضمحل تمامًا بعد أن ينتقل النشاط التجارى إلى موانى أخرى.

وعن أسباب الإنهيار وازدهار السويس قال " تمير"، قد توفرت عدة أسباب فى انهيار القصير وازدهار السويس فى النصف الثانى من القرن الـ19 ومنها بعدها النسبى عن الحضر وكذلك بعد القصير عن موانئ البحر المتوسط حيث تطور السفن البخارية كبيرة الحجم سريعة التحرك.

وإضافة إلى أن السويس بدأت بها مشروعات بكر وتشهد تطورًا لم تشهده القصير وهو مد الخط الحديدى الثانى من القاهرة إلى السويس فى عهد سعيد باشا أول ديسمبر1858م.

وكذلك القرار السياسى بتحول موكب الحج للمرور عن طريق السويس عام 1859م وإن كان المرور الفعلى بدأ عام 1861م علاوة على أن الاهتمام الفعلى بالسويس بدأ بمشروع حفر قناة السويس حتى افتتاحها 19نوفمبر 1869م واتصال مينائى بورسعيد والسويس بمينائى سواكن ومصوع على البحر الأحمر كحلقة إتصال بينما نزوى ميناء القصير.

وهناك سبب آخر فمع تعبيد الحكومة للطرق البرية المواكبة للخط الحديدى للسويس أهملت الطرق التى تربط القصير بوادى النيل وبعد تنظيم الحجر الصحى بميناء الطور فى جنوب سيناء تضاءل ميناء القصير كميناء للحجاج 1858م حتى اكتشاف طبقات الفوسفات بالقصير عام 1901م واستغلاله من شركة إيطالية أصبحت القصير محطة تعدين هامة وشحنت من الميناء الفوسفات إلى الخارج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً