في مفاجأة أثارها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، حيث أعلن خلال لقاء أذاعه التليفزيون السعودي، مساء اليوم، قائلًا "إن جزيرتي تيران وصنافير سعودية.. ولا يوجد مشكلة بشأنهما مع مصر".
وتابع ولي ولي العهد السعودي، أن الجزر مسجلة لدى مصر والسعودية ومراكز دولية بأنها سعودية، لافتًا إلى أن ما حدث بين مصر والسعودية بشأن الجزيرتين "ترسيم للحدود البحرية وليس تنازلًا".
تصريحات بن سلمان، جاءت بعد هدوء نسبي شهدته مصر الفترة الماضية، بخصوص قضية الجزيرتن، إلى جانب انتظار البت فيها من جانب البرلمان، بعدما قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بعابدين، بقبول دعوى التنفيذ الموضوعي التي تطالب بإسقاط أسباب حكم المحكمة الإدارية العليا القاضى ببطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتى انتقلت بموجبها تبعية جزيرتى "تيران وصنافير" للمملكة، واستمرار تنفيذ حكم الأمور المستعجلة بسريان الاتفاقية.
وفي يناير الماضي قضت محكمة مصرية، في حكم نهائي، ببطلان اتفاقية بين مصر والسعودية تقضي بتبعية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر للمملكة، ويؤكد حكم المحكمة الإدارية العليا "استمرار السيادة المصرية" على الجزيرتين الواقعتين بمدخل خليج العقبة بالبحر الأحمر.
"تيران وصنافير" اسم حمل طابع الشهرة بعد أول زيارة رسمية للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، لمصر في 7 أبريل الماضي حيث وقع خلال الزيارة 17 اتفاقية بين البلدين، منها اتفاقية جامعة الملك سلمان في سيناء، اتفاقية تطوير مستشفى قصر العيني، اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين مصر والسعودية، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، إلى جانب عدد آخر من الاتفاقيات.
أثارت اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية جدلًا واسعًا مابين مؤيد ومعارض لها بسبب ما تضمنته من انتقال تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" إلى المملكة العربية السعودية، وانتقل هذا الجدل إلى أروقة مجلس الدولة.
وفي سياق متصل يقول السفير سيد قاسم، مستشار أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي لشئون الأقليات، ومساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إن تصريحات ولي العهد السعودي عفوية ولايمكن التعقيب عليها، مشيرا إلى أن قضية تيران وصنافير لايمكن حلها بالإطار القانوني، وستسبب ألم وجرح غائر لدى الطرفين على فترات طويلة، مؤكدا أن الحل هو التوسية، والعمل على الاستفادة الاقتصادية من الجزيرتين لكلا الدولتين.
وتابع قاسم في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن موقف مصر من تبعية الجزيتين أقوى من موقف السعودية بنسبة تفوق 100%، ولا شك في ذلك، لكن في حالة الجوء للتحكيم الدولي، فإن موقف الحكومة التي لطالما دافعت عن حق السعودية في الجزيتين، يظل نقطة الضعف الوحيدة في الملف المصري، وربما ينصف السعودية في دفاعها عن ملكية الجزيرتين.
يذكر أن وافق الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، على بث اجتماعات وجلسات مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تنازلت فيها مصر عن جزيرتي “تيران وصنافير” للمملكة، مباشرة على التليفزيون، وذلك في إطار الشفافية والاستماع لجميع وجهات النظر.