اهتم كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدد من قضايا الشأن المحلي جاء في مقدمتها الأوضاع الاقتصادية والمشروعات المطلوب تنفيذها، وأهمية مواجهة الإرهاب، وإقليميا استحوذ اللقاء المرتقب في واشنطن بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ففي صحيفة "الجمهورية" وفي عموده "على بركة الله" بعنوان "تداخل الاختصاصات.. يقتل المشروعات"، قال الكاتب الصحفي فهمى عنبه "تنقصنا ثقافة العمل بروح الفريق.. لذلك لا تنجح أغلب المشروعات التي تستدعي تدخل أكثر من جهة أو تعاون عدة وزارات.. تماما مثل حالنا في الرياضة.. فجميع الميداليات التي نحصل عليها في الأوليمبياد والبطولات الدولية تكون في الألعاب الفردية وليست الجماعية".
وأضاف " يتفوق المصري غالبًا إذا تصدي وحده للمشكلة.. ويبذل عصارة فكره وجهده لأن النتيجة تنسب لشخصه.. ولا يوجد من يحب الفشل.. لذلك يحقق النجاح الذي يكتب له.. بينما الاشتراك مع الآخرين لا يرضيه لأن الأرباح ستوزع علي الجميع والثناء لن يناله وحده!!".
واستطرد الكاتب " نستثني من ذلك المشروعات القومية الكبري كبناء السد العالي.. أو أوقات الشدة والحروب مثلما حدث في أكتوبر 1973 وتحقيق ملحمة العبور والانتصار.. فالتحديات التي تمر علي الوطن توحد الشعب كله وراء هدف واحد وحلم واحد.. وهذا هو الوقت المثالي لعمل المصريين بروح الفريق حيث يتنازل كل مواطن عن ذاته ويندمج كل مسئول مع زملائه لأن مصر في خطر.. فهل يجب أن نعيش حالة الحرب والأزمات ليعمل الجميع معًا.. أياديهم متشابكة.. وعقولهم تتجه بوصلتها لوجهة واحدة.. وقلوبهم لا تعرف سوي حب البلد ومصلحة الشعب؟!.
وتابع قائلا "للأسف.. بينما يستدعي حالنا العمل بكل سرعة لتعويض ما فاتنا.. فإن المشروعات التي تحتاج إلي اشتراك عدة وزارات وهيئات لإنجازها تتعثر وتتأخر لأن كل جهة تريد أن تستحوذ علي "الشو الإعلامي" ويكتب النجاح باسمها.. مع ان العمل يتسع للجميع والنجاح ينسب للجميع. بصراحة ودون مواربة فإن عدم تحديد اختصاصات كل وزارة أو هيئة في المشروعات التي تحتاج لعمل مشترك.. هو الذي يؤدي لتأخير تنفيذ المشروع وربما لفشله.. حيث لا توجد تكليفات محددة وكل طرف يجد مبررًا سهلًا لتقصيره وهو إلقاء اللوم والمسئولية علي الطرف الآخر".
وأضاف " يستثني من هذا الفشل المشروعات المشتركة لجهات مع القوات المسلحة والهيئة الهندسية.. مثل شق الطرق وإنشاء الكباري وإقامة مشروعات الإسكان.. ولكن المشروعات التي تقيمها هيئات مدنية أغلبها تتعطل إن لم يكن من عدم تحديد الاختصاصات ومحاولة فرض كل جانب سيطرته علي الآخر.. فيكون السبب هو الروتين والبيروقراطية".
لماذا يتأخر مشروع المليون ونصف المليون فدان حتي الآن.. ما الذي أدي لتعثر البدء في تنمية محور قناة السويس.. وكيف لم تحدد الجهات العليا اختصاصات وحدود وأماكن الهيئات الإعلامية مما أدي لإحداث ما كان ينبغي أن يتم بين "الكبار" ويبدو الأمر وكأنه فشل قبل أن تبدأ المهمة الصعبة؟!.
وقال الكاتب "كانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي الغاضبة في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية أكبر دليل علي عدم توافق الوزارات والعمل بروح الفريق.. فقد ألقي باللوم علي وزارتي الزراعة والري في تأخير مشروع المليون ونصف المليون فدان.. والذي اتضح وجود اختلافات في الرؤي حول نوعية الزراعات وكيفية إنشاء المجتمعات العمرانية وكميات المياه المستخدمة ومدي الاستفادة من المياه الجوفية دون الجور علي حق الأجيال القادمة.. وكان لابد من العمل معا من البداية وتشكيل لجنة من الوزارتين لإعداد الدراسات والاتفاق علي الأساسيات والبدء في التنفيذ خاصة وان الهيئة الهندسية قامت بما عليها وحفرت الآبار وزرعت 10 آلاف فدان بالفرافرة وبنت المساكن المخصصة للمستفيدين.. ولكن باقي المشروع مازال كما كنت.. ومحلك سر!!.
واختتم عنبه مقاله قائلا " لابد من تحديد الاختصاصات بوضوح حتي تعرف كل جهة مسئوليتها وما لها وما عليها بكل دقة.. لأن مصر تواجه العديد من التحديات.. بل إنها في حالة حرب حقيقية مع الإرهاب ومع من يريدون هدم الدولة وتدمير اقتصادها.. وهذا هو الوقت الذي تتجلي فيه عظمة وعبقرية الشخصية المصرية.. حيث يصطف الشعب وأياديه متشابكة.. ولا صوت عنده يعلو علي صوت الوطن ولا يوجد لدينا ترف إضاعة أي وقت.. فهل تستوعب هذا الأمر الوزارات والهيئات والمؤسسات.. وتبدأ في التنسيق لإنهاء المشروعات المشتركة والعمل معا بروح الفريق حتي لا نتأخر أكثر من ذلك؟!".
وفي سياق آخر يتعلق بالعملية الإرهابية التي وقعت أمس ضد كمين شرطة في نطاق قسم مدينة نصر، جاء رأي صحيفة "الأهرام".
تحت عنوان "معركتنا مع الإرهاب"، واستهلت الصحيفة الرأي قائلة " مخطئ من يظن أن المعركة مع الإرهاب الذى لا دين له ستنتهى سريعا، بمجرد اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية أو تنفيذ الأحكام الصادرة ضد الإرهابيين، لأن الحقيقة أن المعركة طويلة وستستغرق بعض الوقت لاقتلاع جذور الإرهاب والتطرف الذى نما وترعرع فى أرضنا الطيبة على مدى سنوات طويلة، وبرعاية جماعات تسترت بالدين لتتغلغل فى أوساط اجتماعية عديدة، لتنشر أفكارها المسمومة وسلوكياتها الإرهابية".
وأضافت " إن رصاص الإرهاب الغادر الذى اخترق صدور حراس الوطن من رجال الشرطة فى الساعات الأولى من صباح أمس بالقرب من الطريق الدائرى بمدينة نصر، هو جزء من مخطط كبير وضع خلال السنوات الأخيرة بعد إسقاط الشعب حكم جماعة الإخوان الإرهابية، يستهدف تدمير الدولة، وإشاعة الفوضى قى كل مكان وتحويل مصر إلى سوريا أو ليبيا أخري، لكن يقظة الشعب المصرى وإدراكه أبعاد هذا المخطط، وتلاحمه مع قواته المسلحة وشرطته أفشلت كل أهداف الإرهابيين حتى الآن".
وتابعت الصحيفة " ورغم نزيف الدم والخسائر البشرية من رجال الجيش والشرطة والمدنيين فى العمليات الإرهابية، لم يزد ذلك الشعب المصرى بأكمله سوى قوة وصلابة وتمسك باقتلاع جذور الإرهاب، ومواجهة الأفكار المتطرفة ومعالجة البيئة المغذية للتطرف بتعاون المؤسسات الدينية والإعلام والثقافة والمنزل والمدرسة والجامعة، من أجل إيجاد بيئة جديدة تتبنى المفاهيم الصحيحة للقيم الدينية القائمة على التسامح والمحبة وقبول الآخر والإيمان بقيمة الوطن وإعمار الأرض والمساهمة فى التنمية، بدلا من نشر الخراب والدمار".
واختتمت الصحيفة قائلة " سينجح الشعب المصرى بقواته المسلحة وشرطته فى هزيمة الإرهاب والقضاء عليه نهائيا مهما يكن الثمن، ومن يعد قراءة التاريخ ويتعلم من دروسه سيتأكد أن الشعب المصرى لم يهزم قط فى أى معركة خاضها دفاعا عن وجوده وكيانه".
وفي صحيفة " الأخبار " وفي عموده " بدون تردد"، تحت عنوان " لقاء عباس وترامب وطريق السلام الصعب " قال الكاتب الصحفي محمد بركات " اليوم يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في لقاء ينظر اليه كل المتابعين والمهتمين بالقضية الفلسطينية وتطوراتها بدرجة كبيرة من الترقب والأهمية، باعتبار تأثيره المتوقع علي مسار عملية السلام في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة بالإيجاب أو السلب".
وأضاف "يري هؤلاء أن لقاء اليوم سيكون بمثابة محاولة واقعية وعملية من الجانبين الأمريكي والفلسطيني لجس النبض، وتعرف كل طرف علي موقف ورؤية الطرف الآخر، في ظل ما أعلنته الإدارة الأمريكية الجديدة من رغبتها في تحقيق تقدم في عملية السلام وكسر حالة الجمود المسيطرة عليها طوال السنوات الماضية".
واستطرد " ورغم الحماسة الأمريكية المعلنة لكسر الجمود في عملية السلام، وإحداث تقدم إيجابي بالنسبة للقضية الفلسطينية، ووضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي،...، إلا أنه من الخطأ تصور سهولة تحقيق ذلك في ظل التضارب والاختلاف الكبير في الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي من عملية السلام، والانحياز المتوقع من الجانب الأمريكي لإسرائيل".
ومضي الكاتب قائلا " ففي الوقت الذي تطالب فيه السلطة الفلسطينية بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة علي أرضه المحتلة عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس العربية،..، وهو الموقف المؤيد من الدول العربية كلها، والقائم علي حل الدولتين، والمعلن بوضوح خلال القمة العربية الأخيرة في الأردن، نري إسرائيل ترفض حل الدولتين، وتناور وترفض الانسحاب من الضفة وغزة، وتعلن القدس عاصمة أبدية لها، وتستمر في بناء المستوطنات في القدس وكل الأراضي الفلسطينية، وتعلن إسرائيل دولة يهودية،..، وهو ما يعني القضاء نهائيا علي الأمل في نيل الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة وذات السيادة".
واختتم الكاتب مقاله، قائلا "وإذا ما أضفنا إلي ذلك ما قلناه عن الانحياز الأمريكي المتوقع لإسرائيل، يصبح من الصعب الأمل في تحقيق إنفراجة حقيقية وتقدم إيجابي في عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي،...، ولكن دعونا لا نستبق الأحداث ونري ما سيحدث اليوم دون مصادرة علي ما سيكون،...، ودعونا نأمل أن تقف أمريكا موقف الحياد ولو مرة واحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".