عقد العزم، وقرر أن ينهي حياته، بعد أن خسر حبيبته، فلم يجد المكان المناسب ليقدم على الانتحار، فقرر أن يذهب إلى المقابر وأن يقوم بشنق نفسه.
ووسط الظلام الدامس بالمقابر تراود مخيلته، صورة فتاة أحلامه المحفورة بين جفونه، والتي أحبها لدرجة العشق بجنون بعد قصة حب عنيفة، وكأن عيناها تناديه، ترتجف أنامله وتتملك جسده القشعريرة كلما ترددت همسات صوتها تطرب أذنيه، ولحظات الشوق للقاء، ورجفة الوداع، أثقلت رأسه بالتساؤلات، كم كانت تفرقهما المسافات وتجمعهما الآهات، أصابته حالة من الجنون بعد أن أسودت الدنيا في عينيه، وبخطوات مثقلة نصب لنفسه مشنقة بجوار إحدى المقابر مودعاً حبيبته، معتقداً أن في الموت طوق النجاة.
فكلما حاول الصعود لشنق نفسه، وقع على الأرض، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وشنق نفسه، على الفور فؤجي الأهالي بالعثور على جثة شاب مشنوق وسط المقابر، وقاموا بإبلاغ المباحث التي تولت التحقيق في الحادث.