مشوار فنى طويل شهد عشرات الأدوار الهامة والمؤثرة، التى تعتبر ضمن البصمات فى تاريخ السينما والدراما المصرية، هى من الأشخاص القادرين على منحك طاقة إيجابية من خلال حديث قصير معها أو لقاء يمتد لدقائق قليلة، تم تكريمها مرات عديدة، وشاركت فى تحكيم مهرجانات دولية كثيرة، ثم أخيراً توجت سفيرة للنوايا الحسنة، لتكمل مشوار الألف ميل الذى بدأته -على حد قولها- بين الناس وستكمله مع الناس ومن أجلهم.
ـــ لماذا لم تهربى من الزحام مثل كثير من الفنانات؟
انا أعشق منطقة الزمالك وأحب الناس, لأنى زى ما بيقولو "أنا عشرية" ,وفعلاً كثير من زمايلى وزميلاتى فى الوسط الفنى هربوا من زحام وصخب منطقة وسط المدينة للمدن الجديدة التى تتمتع برفاهية مختلفة وهدوء كبير، لكنى لم أفكر فى ترك منزلى بالزمالك، لأنها المنطقة التى عاشت وشهدت مواقف ومحطات هامة فى حياتى الخاصة والفنية أيضاً، والزمالك، منطقة لها تاريخ ومميزات لا وجود لها فى أية منطقة أخرى، ولم ولن أفكر يوماً فى أن أتركها، فكل ما ترغب به تجده هنا، ولا تهتم بالزحام أو الضوضاء بل اعتبرها مشاركة من نوع خاص.
ـــ سمعنا أنك تحتفظين بمقتنيات خاصة فى منزلك؟
بالفعل أنا احتفظ بمجموعة من المقتنيات الخاصة بجدتى وهدايا من والدتى، وكثير من البورتريهات التى رسمها عشاق الرسم حول المنزل، وهى مقتنيات لا تقدر بثمن، ولا يعرف قيمتها سواى، وأنا لا استقبل زواراً كثيرين فى منزلى بسبب انشغالى الدائم، و لكل جزء من مقتنياتى قصة وحكاية أرويها مع نفسى فى أوقات فراغى.
ـــ نجمة الدراما والسينما تولد أم تصنع؟
النجومية هبة من الله لا يمنحها للإنسان لمنحه الراحة، بل هى اختبار دنيوى يحتمل أن تنجح فيه أو ترسب، وأنا فى الحقيقة أتعجب من هؤلاء الذين يعتبرون النجومية عبء والتزام، بينما أنا أراها التزاماً بالشعور بالرضا، والتزاماً بتقديم ما يفيد المجتمع، والتزاماً بتقديم كل مجهود تستطيع للإيفاء بالثقة التى منحك إياها الجمهور، والفن رسالة سامية يحمل بين طياته الكثير من المنح والعطاء، ولا يوجد الفن فى العالم لتحقيق الشهرة لأشخاص فقط، بل كان وجوده بغرض أكبر، غرض يفيد المجتمع، ويقدم لهم حلولاً ويطرح مشكلات تحتاج لإلقاء الضوء، وأنا على ثقة أن كل فنان منحه الله الشهرة وحب الناس لغرض ما واختبار لمقدار الرضا والعطاء الذى سيكون فى إمكانه تقديمه فى خطواته القادمة.
ــ ماذا عن الشائعات؟
تعلمت أن الشائعات حلها الأمثل ألا تلتفت إليها، لأن الرد عليها كمن يزيد النار اشتعالاً، والأفضل أن نتركها تأكل نفسها، ويشعر كل من يروج الشائعات باليأس فى مرحلة ما من التجاهل وعدم التجاوب، ولكن من يستطيع الصمود فى وسط العاصفة، أو السباحة والموج عال، هكذا تكون الشائعات فى حياتنا، وعلينا علاجها بالشكل المناسب مع التحلى بكثير من الصبر.
ـــ التمرد ماذا يمثل لك ؟
أنا أحب التمرد على كل شئ، خاصة التمرد على أعمالى وأدوارى التى قدمتها فى أعمال سابقة، وذلك لتقديم الأفضل دائماً، وأنا دائماً أحاسب نفسي وأقومها، وأجعل بينها وبين الله باباً مفتوحاً حتى لا أغفل عن ذكره، لا أخشى تقديم أى دور من صميم مشكلات ومعاناة المجتمع المصرى، ولم أخف من تقديم شخصية مريضة مصابة بالانفصام فى آخر أعمالى الدرامية، لأننى أشعر أنها حالة يعانى منها أشخاص كثيرون ويحتاجون حقيقى للعلاج، ولكن لا يعلمون بمرضهم ولا يملكون العلاج، كما أن التمرد على العادات والتقاليد البالية لا مانع منه إن كانت تخالف الشرع أو لا نقوى على تأدية بعضها، والتمرد على حياة خاطئة أو زيجة فاشلة لا يعنى سوى تصحيح مسار، ولا يمكن أن نطلق عليه تمرداً، لأن التصحيح يحتاج ثورة، والثورة تحتاج غيمان بمبادئ، وضرورة ملحة فى التغيير.
ـــ ماذا تقولين للمرأة المصرية؟
هى عظيمة ولا تمثل نصف المجتمع فقط، بل تعتبر أكثر من النصف ولنقل أربعة أخماس المجتمع، فهى الأم والزوجة والأخت والمعلمة والطبيبة والممرضة والطباخة والسائق من أجل كل أفراد الأسرة وخدماتهم، وطلبات الأسرة المصرية لا تنتهى بنهاية اليوم أو الأسبوع أو السنة الدراسية من المرأة، سواء كانت فتاة صغيرة أو امرأة ناضجة أو زوجة أو أم أو حتى جدة، حيث تظل رسالتها مستمرة إلى آخر أيام حياتها وحتى آخر نفس فى صدرها.
ـــ وعن المشكلات التى تواجه المرأة؟
إنها قائمة طويلة بلا نهاية ,تبدأ بالفقر والأمية ,العدوان اللدودان لأى مجتمع، حيث يمنعا التقدم والرقى، ويسلبا المرأة على التحديد الكثير من حقوقها فى الحياة، فغياب العيشة المستورة والتعليم ,من ضمن كوابيس أى مجتمع، وهى أول شئ يحاربه الباحثون عن الرقى والتقدم ومواكبة العصر الحديث، والمرأة تحتاج ليد تحنو عليها، وقانون ينصفها، ورجل يشاطرها المسئوليات، وأطفال يشعرونها بالشكر، وهى طلبات ليست مستحيلة ولا مكلفة، ولكنها تحتاج لمجتمع راشد واع يعرف أهمية المرأة فيه ويساندها على أداء رسالتها ببساطة، ويكفيها ما تحمله من أعباء وهموم طوال الوقت.
ـــ كيف تواجه المرأة الضعيفة بطبعها صعاب الدنيا؟
المرأة المصرية قادرة ,وأحياناً تجبرك الظروف على مواجهة ضعفك، مهما كانت درجة الضعف فى شخصيتك، والمرأة المصرية قوية ولا يوجد أقوى منها فى الدنيا، وإن كانت المرأة تمثل نصف المجتمع فى الخارج فهى كل المجتمع فى مصر، ولكن على السيدات أن يحترمن ضعفهن أحياناً، ويقمن بمواجهته للخروج أقوى لمواجهة الحياة، وعليها أن تعرف متى تظهر ضعفها ومع من، ومتى تخفيه عن من حولها.
ـــ عينت سفيرة للنوايا الحسنة ,كيف استقبلت الأمر؟
القضية ليست مجرد لقب شرفى تحصل عليه فنانة مشهورة، ولكن الأمر يتعلق بمعاناة أسر ونساء يبحثون عن الأمان، الأمر ليس سهلاً على الإطلاق والمسئولية فوق التحمل، واختيارى لهذا المنصب الشرفى اعتبره رسالة لا تقل أهمية عن رسالتى الفنية التى وهبتها حياتى ومجهودى الماضى والآتى أيضاً، وأسمى شىء يمكن أن تقدمه فى حياتك للآخرين هو مساعدتهم لنيل حياة أفضل.
نقلا عن العدد الورقي.