كشفت وكالة الأنباء الألمانية عن رسم المشهد الجزائري مساء الانتخابات البرلمانية و الذي قام به الفنان الجزائري علي ديلام الأبلغ في رسم، عندما رسم صورة شاب جزائري يرفع علم بلاده أمام بوتفليقة المقعد ويحمل الشاب صورة المرشح الفرنسي مانويل ماكرون.
1-بوتفليقة ومستقبل الجزائر
يهمين على المشهد حزبان قريبان من أجهزة الدولة، وبفضل شبكة ولاءات ومحسوبية مع فئات من المجتمع فيما يعرف بسياسة "شراء السلم الإجتماعي" أي توزيع أرباح البترول والغاز، يتداول حزبان صدارة المشهد،ولم تخرج نتائج الإنتخابات منذ وصول الرئيس بوتفليقة في أبريل 1999 للحكم، عن فوز أحدهما، ثم شريكين معًا في الحكومة وبأغلبية كبيرة.
وفيما يهيمن حزبا "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي"، تراجع دور أحزاب المعارضة الليبرالية واليسارية وحتى الوطنية ذات النزعة القبائلية التي لعبت دورًا تاريخيًا في تحرير الجزائر من الإستعمار الفرنسي مثل حزب جبهة القوى الإشتراكية.
كما تراجع دور الأحزاب الإسلامية رغم تعددها، بسبب ارتباط النظرة إليها عند الجزائريين بسنوات "العشرية السوداء" والخوف من أن يُعيد إنتخابها إلى البلاد كابوس العنف.
بوتفليقة الذي يرأس البلاد في ولايته الرابعة، تولى الوزارة منذ عام 1962، تاريخ إستقلال الجزائر عن فرنسا، وهو عضو في حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم حاليا، وتولى في أول حكومة لدولة الجزائر المستقلة، منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة.
وما يزال بوتفليقة على رأس الدولة، في بلد يتجاوز عدد سكانه 41 مليون نسمة وأكثر من 60 منهم شباب، وبإستثناء عشر سنوات قضاها في شبه منفى بالإمارات العربية المتحدة، ظل بوتفليقة طيلة العقود الستة الماضية في صدارة الصف الأول للنظام، وهو في نظر قطاع واسع من الجزائريين، حبلَ نجاة للخروج من الحرب الأهلية أو"العشرية السوداء" التي خلفت المواجهات فيها بين الدولة وإسلاميي جبهة الإنقاذ ، مقتل 150 ألف شخص.
2-ظروف صعبة
وتأتي الإنتخابات الحالية في ظروف صعبة بالنسبة للدولة، في ظل تراجع عائدات الطاقة بنسبة 70 في المائة خلال العام الحالي، وتشكل مواد الطاقة من البترول والغاز حوالي 95 في المائة من صادرات الجزائر وتساهم بنسبة 60 في المائة من ميزانية الدولة، وذلك بحسب معطيات ميزانية الدولة لعام 2017.
وبحسب خبراء فإن عزوف الشباب عن المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الحالية قد يكون أكبر وفي حوار لموقع TSA الجزائري، توقعت السياسية اليسارية لويزة حنون أمين عام حزب العمال (معارضة) أن تكون نسبة الامتناع عن التصويت هذه المرة "قياسية".
3-ماكرون "مرشح الشباب الجزائري"
وأثارت زيارة مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية مانويل ماكرون إلى الجزائر إهتمامًا كبيرًا لدى الشباب ، فقد بدت عليه ملامح الشباب التي تفتقدها الجزائر في قمة هرم الدولة ومؤسساتها وفي الأحزاب الرئيسية.
وكان لافتًا إطراء رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك السلال على المرشح ماكرون، خصوصا بعد أن صدرت عنه تصريحات وصف فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962) بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
وقال المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، الفرنسي باسكال لامي، الذي يرأس مجموعة جاك دولور للتفكير الأوروبي، والمرشح لتولي حقيبة إقتصادية لموقع TSA الجزائري، أنه في حال فوز المرشح ماكرون، "سيأتي يوم وتدخل فيه الجزائر لعالم اليوم" في إشارة نقدية منه لإنغلاق النظام السياسي الجزائري ونظام توزيع الثروات في البلاد، وعدم تكيفه مع التحولات في محيطه وفي العالم.