في محاولة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي لاستهداف الكنائس القبطية بمصر، مطالبًا أنصاره بشن حرب شاملة على المسيحيين، وأطلق أحكامًا بتكفيرهم، وشنت المنصات الإعلامية التابعة لداعش، حملة إعلامية استهدفت الأقباط، معتبرة أنه يجب قتلهم وتفجير كنائسهم.
البداية كانت الخميس الماضي، مع نشر صحيفة النبأ الداعشية التي يصدرها التنظيم في مناطق سيطرته، أمس، حوارًا مطولًا مع من وصفته بـ"أمير جنود الخلافة فى مصر"، دعا فيه لحرب شاملة على الأقباط.
وتعد هذه المرة الأولى التى يعلن فيها داعش عما يسمى بـتنظيم جند الخلافة في مصر، وهو تنظيم آخر بخلاف، ما يسمى بـ"ولاية سيناء"، الذى أعلن مبايعته لأبوبكر البغدادي، في نوفمبر ٢٠١٤.
- استهداف الكنائس واستراتيجية داعش:
كما نشرت مجلة رومية التي يصدرها التنظيم بست لغات من بينها الإنجليزية، أمس، تقارير أخرى عما وصفته بالتأصيل الشرعي لاستهداف الأقباط، في الوقت الذى أطلق فيه عناصر التنظيم، ومستخدمو منتديات "المنبر الإعلامي الجهادي، وشبكة شموخ الإسلام، وحق، ووكالة أعماق"، التابعة للإرهابيين، عددًا من الفتاوى المحرضة بكثرة منذ يوم الخميس الماضي، على قتل الأقباط المصريين.
وقال قيادى داعشى لم تنشر مجلة النبأ اسمه، أن استهداف الكنائس يأتي كجزء من مخطط واستراتيجية تنظيم جنود الخلافة في مصر، متوعدًا بشن حرب شاملة على المسيحيين فى الفترة المقبلة، داعين الأقباط لدفع الجزية لداعش إذا أرادوا أن يتوقف التنظيم عن استهدافهم خلال الفترة المقبلة.
- التنظيم يشعر بالخطر:
بينما أكد مرصد الفتاوى التكفيرية لدار الإفتاء المصرية، أن هذا تحول كبير للتنظيم، بعد استشعاره بالخطر الذي يهدد فكره المنحرف، قام تنظيم "داعش" الإرهابية بالتحول إلى موقف الدفاع ليخصص عدده الجديد من مجلة "رومية" الذي أصدره التنظيم الإرهابي قبل يومين للرد على العدد الخاص الأخير لمجلة "Insight" التي يصدرها عقب التفجير الإرهابي في محيط كنيستَي طنطا والإسكندرية، وراح ضحيتها العشرات من المصريين.
جاء غلاف العدد التاسع من مجلة التنظيم الإرهابي بعنوان "حكم المسيحيين المحاربين"، ليتحدث في العدد عما يعتبره التنظيم "انتصارات" على المسيحيين بعد الهجمات الإرهابية الأخير على الكنائس في مصر، متهمًا "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" التابع لدار الإفتاء المصرية بتضليل الناس لأنه قدم الأدلة في العدد الأخير من مجلة"Insight" على حرمة الاعتداء على الكنائس والمسيحيين.
وقدم "داعش" في أول مقالات العدد ما يدعي أنه أدلة تؤيد تدمير الكنائس وقتل المسيحيين ونهب أموالهم، قائلة: "لنتبين من يسير على الصراط المستقيم"، في إشارة إلى عدد مجلة "دار الإفتاء".
ولم يكتف التنظيم الإرهابي بذلك بل قدم في عدد مجلته اقتراحات متنوعة لاتباع التنظيم الذين يعيشون في الغرب والمتعاطفين معه لكيفيه أخذ أكبر عدد من الرهائن الغربيين وقتله ملبث الرعب، في محاولة منه لتجنيد أعضاء جدد يقومون بأعمال عنف وقتل في الغرب نيابة عنهم.
- جيل جديد من الإرهابيين:
وأكد الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، أن المشهد الخاص بالتيارات الإرهابية الآن أصبح أكثر تعقيدًا وأكثر احترافية عن ذي قبل، إذ أن الجيل الجديد الذي ظهر بعد ثورات الربيع العربي مثل داعش والنصرة وغيرهم، أكثر شراسة حيث فاق أساتذته، بعد أن رفعوا سقف التوحش والتخويف والإرهاب في الدول العربية والأوربية، فهو يعتمد منهجًا يقوم بشكل كبير على سياسة إثارة الرعب والفزع في نفوس الناس، إضافة إلى ذلك التنوع في اختيار الأهداف، وأكثر قدرة على تنفيذها.
وقال "عكاشة"، في تصريحات له، إن نظرة التنظيمات الإرهابية للأقباط على أنهم أعداء تكشفها أدبيات وخطاب هذه التنظيمات منذ سبعينيات القرن الماضي، ويصل الأمر لاستحلال أموالهم وأرواحهم، مشيرًا إلى أن هذه التنظيمات تكفر بعض المسلمين، ومن ثم ترى أن أتباع الديانات الأخرى أشد كفرًا، فضلا عن تكفيرها للمجتمع وعودته للجاهلية كما يقولون.
ورأى عكاشة، أن الغرض من استهداف الأقباط، هو إنهاك الدولة المصرية، وتجييش الرأي العام ضدها، وتعطيل أي مسار سياسي أو اجتماعي ناجح سياسي، ومن ثم فإن شريحة المسيحيين حاضرة بقوة في اللحظة الراهنة لدي هذه الجماعات.