تحل اليوم الذكرى الـ41، على تأسيس الجيش الإماراتي، ويعتبر يوم السادس من مايو 1976 علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ صدر قرار بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد، وقيادة مركزية واحدة وشعار واحد، بعدما كان لكل إمارة جيش يحميها.
وتربعت مصر على مرتبة أقوى جيش عربي عام 2016، وفقا لتقرير مؤسسة "جلوبال فاير باور" للتصنيف العالمي للجيوش، وحلت الإمارات في المركز السادس، متفوقة على جيوش "العراق، اليمن، الأردن، السودان، ليبيا، تونس، عُمان، الكويت، البحرين، قطر، لبنان، جنوب السودان، الصومال".
- كم ينفق العرب على التسليح؟
بلغ إجمالى الإنفاق العسكرى للدول العربية أكثر من 800 مليار دولار فى الفترة ما بين عامى 2010 و2015، ما يعادل متوسطًا سنويًا بـ133. 33 مليار دولار، وفقًا لبيانات صندوق النقد العربى، الذى يقع مقره فى أبو ظبى.
وأظهر التقرير، أن نسبة الإنفاق الدفاعى والأمنى فى العالم العربى بلغت نحو 21% من النفقات الجارية خلال تلك الفترة، أى أن إجمالى هذا الإنفاق وصل إلى 803 مليارات دولار.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، عن خبراء اقتصاديين فى المنطقة، أن المخصصات للقطاع العسكرى والدفاعى والأمنى فى الدول العربية تزيد عن خُمس إجمالى الإنفاق الجارى وأكثر من 8% من إجمالى الناتج المحلى، ما يعد "أعلى نسبة فى العالم".
- قدرات الجيش:
يبلغ تعداد القوات المسلحة الإماراتية -التي نسب إليها مسؤولون أميركيون توجيه ضربات جوية لمواقع مجموعات مسلحة في ليبيا- 51 ألف عنصر، منهم 4500 في سلاح الجو، وفق بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، ويُعد سلاح الجو الإماراتي من بين أكثر أسلحة المنطقة تطورا.
ويبلغ عدد القوات البرية 44 ألف عنصر، بينما لا يتجاوز تعداد القوات البحرية 2500 وفق أرقام المعهد نفسه للعام 2014، والذي يقول إن لدى الجيش الإماراتي ترسانة واسعة من المعدات العسكرية ذات الجودة العالية.
وأسوة بسياسات دول أخرى بالمنطقة العربية، عززت سلطات أبو ظبي السنوات الأخيرة صفقاتها العسكرية، لاسيما ما يخص شراء نظام بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية، كما طلبت الإمارات شراء نظام "ثاد" لاعتراض الصواريخ في الارتفاعات العالية جدا.
ويقول معهد أستوكهولم لأبحاث السلام إن حجم الإنفاق العسكري بالإمارات ناهز عام 2012 قرابة 19 مليار دولار، وهو ما جعلها تحتل الرتبة الـ15 عالميًا ضمن أكبر الدول إنفاقًا على جيوشها.
- الطائرات المقاتلة:
وتمتلك الإمارات 201 طائرة عسكرية، منها 138 طائرة مقاتلة.
وضمن هذا الصنف الأخير، نجد مقاتلات أف 16 الأميركية وميراج 2000 الفرنسية، وقد باشرت الإمارات مفاوضات حول طلبية محتملة لشراء 25 طائرة من طراز أف 16، كما طلبت تقديم عروض لاستبدال أسطولها من مقاتلات ميراج وفق ما يذكره معهد أستوكهولم لأبحاث السلام.
وتعتبر الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أهم موردي السلاح للإمارات، وتربط الأخيرة بفرنسا علاقات عسكرية وثيقة حيث يوجد لباريس قاعدة بحرية على السواحل الإماراتية، ويتفاوض الطرفان منذ مدة على شراء أبو ظبي مقاتلات رافال الفرنسية.
- المعاهد والكليات العسكرية:
كما حرصت الإمارات منذ اتخاذ هذا القرار التاريخي على أن يكون هناك معاهد متخصصة في العسكرية، تحمل الخبرات وتدفعها دفعا تجاه جنودها وقياداتها، ومن تلك المعاهد، كلية زايد الثاني العسكرية التي تأسست عام 1972، والكلية البحرية "مارس 1999"، وكلية خليفة بن زايد الجوية "أغسطس 1982"، وكلية القيادة والأركان المشتركة "سبتمبر 1991"، والمدرسة الثانوية الجوية "1992"، ومدرسة التمريض المعروفة بمديرية الخدمات الطبية "1970"، ومعهد الدراسات الفنية الذي تأسس في عام 1991، ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية التي تأسست عام 1991 بهدف إعداد كفاءات نسائية للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة.
- بطولات
ولم يقتصر الأمر على المشاركات والتدريبات، بل للإمارات دور مهم ونجاحات كبيرة من خلال جيشها، في ترسيخ أركان دولة الاتحاد وحمايتها، بل الحفاظ والاهتمام بالأمن القومي العربي، وإرساء السلم الدولي، ومساعدة الشعوب في تحقيق الأمن، ومن أبرز هذه النجاحات، مشاركتها عام 1976 في لبنان ضمن قوات الردع العربية، فيما شاركت ضمن قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت، في عام 1991.
وفي عام 1992 انضمت مع قوات الأمم المتحدة في عملية إعادة الأمل للصومال، فيما قدمت كثيرًا من المساعدات للمشرّدين والمحتاجين في إقليم كوسوفا عام 1999.
كما شاركت عام 2001 في تطهير الجنوب اللبناني من الألغام، بينما شاركت عام 2003 في أفغانستان ضمن قوات "إيساف"، ولعبت دورًا حيويًا في تأمين المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، وإعادة الإعمار والحفاظ على الأمن.
وخلال عام 2003 شاركت ضمن قوات درع الجزيرة للدفاع عن الكويت وشعبها الشقيق، فيما لعبت دورا كبيرا في إطار عمليات الإغاثة الكبرى بمد يد العون للشعب الباكستاني عام 2005.
وفي عام 2008 لعبت دورًا فاعلًا في إغاثة المنكوبين في اليمن، نتيجة الظروف الطبيعية العنيفة، بينما تشارك الإمارات منذ عام 2015 في عملية "إعادة الأمل"، تحت مظلة التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي بدأتها مع عملية "عاصفة الحزم" ضد الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران.