حذر تنظيم داعش الإرهابي المسلمين في مصر من الوجود في أماكن تجمعات المسيحيين وكذلك المصالح الحكومية أو في منشآت الجيش والشرطة مشيرا إلى أنه سيواصل الهجوم على مثل هذه الأهداف.
وقال (أمير جنود الخلافة في مصر) في حوار مع صحيفة النبأ الأسبوعية التي يصدرها التنظيم الإرهابي على تليجرام، دون أن يورد اسمه، "نحذركم ونشدد عليكم بأن تبتعدوا عن أماكن تجمعات ومصالح المسحيين وكذلك أماكن تجمعات الجيش والشرطة وأماكن مصالح الحكومة السياسية منها والاقتصادية وأماكن وجود رعايا دول الغرب الصليبية وانتشارهم ونحوها.. فكل هذه أهداف مشروعة لنا ويسعنا ضربها في أي وقت".
تنظيم داعش، هو تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية، ويهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا، فضلا عن وجوده في دول أخرى من بينها مصر، وجنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
كان تنظيم داعش قد تبنى تفجيري كنيسة مارجرجس بطنطا، والكنسية المرقسية بالإسكندرية، بحسب ما أعلنت وكالة "أعماق" أحد الأذرع الإعلامية للتنظيم، كاشفة عن قيام ما أسمتهم "مفرزة" من عناصر التنظيم باستهداف الكنيستين.
عودة تهديدات التنظيم، أعاد التذكير بمقطع فيديو بثه داعش 19 فبراير الماضى، وتضمن الرسالة الأخيرة للانتحاري المسئول عن تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر 2016، الذي راح ضحيته العشرات.
الفيديو المنتشر آنذاك، والذي بلغ مدته 20 دقيقة، حمل نذير شؤوم للأقباط، متوعدا بتنفيذ عمليات إرهابية متتالية تستهدفهم، بالإضافة إلى إنذار باغتيال البابا تواضروس، مظهرا رجل ملثم، يدعى "أبو عبد الله المصري"، وهو يشجع المسلحين في أنحاء العالم لتحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، الذين وصفهم بالأسرى، قائلًا "أخيرًا لإخواني الأسرى، أبشروا أيها الموحدون، لا تهنوا ولا تحزنوا، والله قريبًا سنحرر القاهرة، ونأتي لفكاك أسراكم، ونأتي بالمفخخات، والله سنأتي بالمفخخات، أبشروا عباد الله"، مستكملًا "ويا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون".
وعقب نشر مقطع الفيديو الذي جاء كرسالة صريحة تحرض على القتل، تزايدت العمليات الإرهابية ضد الأقباط بمحافظة شمال سيناء من قِبَل تنظيم داعش الإرهابي، واضطر عدد كبير من الأسر إلى مغادرة منازلهم خشية الوقوع ضحايا على يد التنظيم الذي يرتكب مجازر مروعة باسم الدين.
من جانبه يقول الخبير الأمني محمود القطري، إن تهديدات التنظيم المتتابعة لابد من الوقوف عليها كثيرا، وعدم الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى، مشيرا إلى أن الإرهاب يتخذ خططا جديدة ومنظمة لتنفيذ تلك التهديدات، مؤكدًا أن تمسك السلاح الأمني فقط لن يغير من الوضع شيء، مطالبا جميع المؤسسات بالتعاون والالتحام من أجل الوصول لنتائج إيجابية في ملف مكافحة الإرهاب.
وتابع القطري في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن التهديد الأخير لداعش، كشف كثيرا عن نوايا التنظيم، واستمرار استهدافه للأقباط، مؤكدا أن التقاعس واتخاذ الاساليب التقليدية في مكافحة الإرهاب لن يساعد كثيرا فى الحد من العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن مصر لا تتحمل حاليا أية عمليات جديدة أو احداث فتن طائفية لا يحمد عقباها.
وأكد الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، أن المشهد الخاص بالتيارات الإرهابية الآن أصبح أكثر تعقيدًا وأكثر احترافية عن ذي قبل، إذ أن الجيل الجديد الذي ظهر بعد ثورات الربيع العربي مثل داعش والنصرة وغيرهم، أكثر شراسة حيث فاق أساتذته، بعد أن رفعوا سقف التوحش والتخويف والإرهاب في الدول العربية والأوربية، فهو يعتمد منهجًا يقوم بشكل كبير على سياسة إثارة الرعب والفزع في نفوس الناس، إضافة إلى ذلك التنوع في اختيار الأهداف، وأكثر قدرة على تنفيذها.
وقال "عكاشة"، في تصريحات له، إن نظرة التنظيمات الإرهابية للأقباط على أنهم أعداء تكشفها أدبيات وخطاب هذه التنظيمات منذ سبعينيات القرن الماضي، ويصل الأمر لاستحلال أموالهم وأرواحهم، مشيرًا إلى أن هذه التنظيمات تكفر بعض المسلمين، ومن ثم ترى أن أتباع الديانات الأخرى أشد كفرًا، فضلا عن تكفيرها للمجتمع وعودته للجاهلية كما يقولون.