تحتفل مدينة القصير السبت القادم، بليلة النصف من شعبان من خلال طقوس وفقرات التراث الشعبى المعهود لأهلها ويتجمع الأهالى من كافة الأعمار من شباب وشيوخ ونساء وأطفال للمشاركة ومشاهدة تلك الاحتفالات، حيث تخرج الجمال ويلتف الأهالى يجوبون ميادين المدينة، بالمزمار البلدي واللعب بالتحطيب ويعد هذا الاحتفال من عادات أهالي المدينة، فالمحامل هى طابع خاص تتميز به مدينة القصير عن باقى مدن محافظة البحر الأحمر.
و صرح " عبد السلام البيجاوى "، مسؤول إحتفالات مدينة القصير بليلة النصف من شعبان خلفًا للشيخ صديق أبو ريالات رحمه الله، أنه تقرر إطلاق الجمال للإحتفال بليلة النصف من شعبان يوم السبت القادم بدلًا من يوم الجمعة الموافق 15 شعبان.
و أضاف " البيجاوى " لـ " أهل مصر "، أن مدينة القصير أقدم مدن محافظة البحر الأحمر هى المدينة الوحيدة التى تحتفل بتلك الليلة بطابع خاص جدًا متوارث عن الأجداد.
و تابع البيجاوى، أن أهالى مدينة القصير أجمعهم يشاركون فى احتفال تطوف فيه الجمال المحملة بالمحامل "الهودج" إلى مقامات الأولياء فى المدينة، وبمشاركة أيضًا المزمار البلدى، وتكون ألوان الهوادج زاهية وظاهرة، وذلك تخليدًا لمرور كسوة الكعبة إلى الحرم عن طريق ميناء القصير البحرى سابقًا.
وأستطرد البيجاوى قائلًا، ينظم تلك الاحتفالات، نقباء مقامات أولياء الله الصالحين بالمدينة، وكان من أشهرهم الشيخ صديق، أبو ريالات رحمه الله، حيث لا توجد تكلفة فى تنظيم الحفل سوى لـ المزمار البلدى، ويقوم بدفع تكلفتها المنظمون للحفل.
وتخرج الجمال تحمل "هوادج" توابيت من الألوان الزاهية تجهز وتخاط خصيصًا للمناسبة ويبدأ الموكب من أمام ساحة سيدى عبد الغفار اليمنى وسط فرحة وبهجة أطفال وشباب وشيوخ القصير.
و حول تاريخ الاحتفال يقول " وصفى تمير " مؤرخ مدينة القصير، أن هذا الاحتفال هو قديم بقدم مدينة القصير والاحتفال بالمحامل يأتى في كل المناسبات الدينية والأعياد في ليلة النصف من شعبان وعيدي الفطر والاضحي وكان يشرف علي تجهيز هذه المحامل والي القصير في وقت حكم العثمانيون والمماليك والفاطميين أو من يتولي إدارة القصير ويأتي العديد من سكان مدن المحافظة لمشاهدة هذا الاحتفال.