احتفلت فرنسا الاثنين، بالذكرى الـ 72 لاستسلام القوات الألمانية ونهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، أمام قوس النصر الواقع على رأس جادة الشانزليزيه وذلك بمشاركة الرئيس فرانسوا أولاند والرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون.
بداية شرارة الحرب
اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر 1939، حيث بدأ الغزو الألماني لبولندا، تلاه إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في الثالث من سبتمبر.
وتعتبر الحرب هي حرب دولية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها الغالبية العظمى من دول العالم.
كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 دولة، وسخرت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.
وأسفرت الحرب العالمية الثانية عن مقتل الملايين، حيث تسبب القصف الاستراتيجي بسلب الحياة من حوالي مليون شخص، بالإضافة إلى القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، وأدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيلًا، لذلك تعد الحرب العالمية الثانية من أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية.
البداية الحقيقية للحرب العالمية الثانية
وكانت الإمبراطورية اليابانية قد أعلنت الحرب على جمهورية الصين في 7 يوليو 1937، حيث هدفت إلى السيطرة على آسيا والمحيط الهادي، ولكن بداية الحرب الحقيقية كانت بقيام ألمانيا باجتياح بولندا، وتوالت بعدها إعلانات الحرب على ألمانيا من قبل فرنسا والمملكة المتحدة.
وسيطرت ألمانيا النازية على مساحة واسعة من قارة أوروبا بعد سلسلة من الحملات العسكرية، من أواخر عام 1939 إلى أوائل عام 1941، وشكلت تحالف دول المحور مع إيطاليا واليابان، كما اتفقت مع الاتحاد السوفييتي على تقاسم الأراضي المجاورة لهما، وهما "بولندا، فنلندا، رومانيا، ودول البلطيق".
واستمرت المعركة الأساسية في الحرب بين دول المحور من جهة، والمملكة المتحدة إلى جانب دول الكومنولث من جهة أخرى، بالإضافة إلى حملة في شمال إفريقيا وحملة أخرى في شرق أفريقيا، ومعركة برلين الجوية وقصف لندن، وحملة البلقان، ومعركة المحيط الأطلسي.
وفي يونيو 1941، قام تحالف دول المحور بغزو الاتحاد السوفييتي فيما يعرف بعملية بارباروسا، مما أدى إلى إشعال الجبهة الشرقية، وهي أكبر مسرح للحرب في التاريخ، وقامت اليابان في ديسمبر 1941 بالهجوم على ميناء بيرل هاربر، كما هاجمت منطقة ملايا البريطانية في المحيط الهادي، فسيطرت سريعًا على جزء كبير من غرب المحيط الهادي.
وتوقف تقدم دول المحور عام 1942، عندما خسرت اليابان في معركة ميدواي بالقرب من ولاية هاواي الأمريكية، كما خسرت ألمانيا في معركة العلمين الثانية شمال أفريقيا، كما هزمها الاتحاد السوفييتي فوزًا حاسمًا في معركة ستالينغراد، وفي عام 1943، تلقت ألمانيا سلسلة هزائم على الجبهة الشرقية، كما قام الحلفاء بغزو صقلية، وغزو إيطاليا.
وفي العامين 1944 و1945 تراجعت اليابان في جنوب وسط الصين وفي حملة بورما، في حين قام الحلفاء بشل حركة البحرية الإمبراطورية اليابانية وسيطرت على الجزر الرئيسية في المحيط الهادي.
أخر مشاهد لإنتهاء الحرب
انتهت الحرب في أوروبا بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطر الاتحاد السوفييتي على برلين، واستسلمت ألمانيا في 8 مايو عام 1945، وعقد بعدها مؤتمر بوتسدام قرب برلين، الذي صدر خلاله إعلان بوتسدام في 26 يونيو 1945، وقامت الولايات المتحدة في يوم 6 و9 أغسطس من عام 1945 بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي، وتبع ذلك استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945.
أسباب الحرب
تعددت أسباب قيام الحرب العالمية الثانية، حيث كان منها فرض الحلفاء على الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى وخصوصًا ألمانيا معاهدات شديدة، حيث خسرت ألمانيا بموجب هذه المعاهدات 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد، ونصت على إلا يزيد الجيش الألماني على مئة ألف جندي.
ومحاولة هتلر التخلص من قيود معاهدة فرساي، بعد توليه الحكم، من خلال فرض التجنيد الإجباري، وتطوير الصناعة الحربية، وتسليح منطقة الراين، واسترجاع حوض سار، بالإضافة إلى الغزو الإيطالي لإثيوبيا، والتوسع الألماني على حساب النمسا وبولونيا، واحتلالها منطقة السوديت ومعظم أراضي تشيكوسلوفاكيا في إطار ما عرف باسم المجال الحيوي.
النتائج السياسية للحرب
أسفرت الحرب العالمية الثانية عن هزيمة الدكتاتوريات في إيطاليا، ألمانيا واليابان وتراجعت مكانة القارة الأوروبية فلم تعد فرنسا وبريطانيا تهيمنان على العالم بل برز قطبان جديدان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
وتغيرت أنظمة الحكم بأوروبا الوسطى والشرقية، حيث نشأت الديمقراطيات الشعبية وتطورت المستعمرات خارج أوروبا واتضحت المطالب المشروعة لحركات التحرر من الاستعمار وانقسم العالم إلى كتلتين متنافستين الكتلة الغربية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفييتي.
بالإضافة إلى تأسيس الأمم المتحدة على إثر انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 1945 وقد حضر هذا المؤتمر نواب عن خمسون دولة محبة للسلام.
النتائج البشرية والمادية للحرب
تسببت الحرب العالمية الثانية بتدمير مدنًا كاملة، وأحدثت خسائر بشرية كبرى، فقد استعملت في الحرب مدافع ثقيلة وقنابل بكثافة حيث بلغ ضحايا الحرب من قتلى، جرحى، مشردين، أكثر من 80 مليون نسمة وأدت بالتالي إلى نقص كبير في اليد العاملة وتدني الولادات وتغيير هرم الأعمار للدول. أما الآثار الاقتصادية فتتمثل في تراجع القوة الاقتصادية لأوروبا المدمرة لصالح الولايات المتحدة فكثرت مديونيتها، وانخفضت قيمة عملاتها وارتفعت أسعار السلع فيها وذلك نتيجة تحطم البنية الإنتاجية من طرق مواصلات وأراض زراعية.