رحلة التنقيب عن الذهب.. تضحيات بالأرواح وملاحقات أمنية لا تنتهى بالبحر الأحمر(صور)

البحث عن الذهب " الدهابة " مهنة جديدة امتهنها شباب جنوب الوادى من أبناء محافظات الصعيد خاصة محافظتى " أسوان، والبحر الأحمر"، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهنة وما تتطلبه من نفقات مالية باهظة، وأجهزة ومعدات، وتضحيات فى الأرواح، فإن بريق الذهب يهون عليهم كل ذلك، ويجعلهم يبيعون كل غال ونفيس من أجل توفير متطلبات هذه المهنة.

* 7 مناطق لإستخراج الذهب بالبحر الأحمر

وعن المناطق الجبلية التى يستخرج منها الذهب بالبحر الأحمر "عتود، والسكري، والبرامية، وأم الروس، وعطا الله، ومنطقة الفواخير، ومنطقة حمش "، وهناك أيضًا عدد من الأماكن الأخرى مثل منطقة حلايب وشلاتين، وأيضًا منطقة المثلث الذهبى التى تقع بمحافظة البحر الأحمر ما بين سفاجا والقصير على مساحة 250 ألف متر، ويظهر الذهب على هيئة حبيبات دقيقة منتشرة غالبا في عروق الكوارتز القاطعة للصخور الجرانيتية المنتشرة بطول وعرض الصحراء الشرقية.

* كيفية الحصول على الذهب

يقول أحد المنقبين عن الذهب ولم يريد ذكر أسمه، أصبحت طرق التنقيب عن الذهب بأجهزة الكشف عن المعادن شائعة، وغير مربحة للمنقبين لكثرة العمل بها من عدد كبير من الناس، ولعدم استخراجها كمية كبيرة، لا تتعدى الجرامات إلا عن طريق المصادفة، انتشرت مؤخرًا طريقة جديدة لاستخراج الذهب من الصخور والجبال عن طريق طحن الصخور بعد تكسيرها من الجبال داخل أجولة ونقلها إلى مكان "الكسارات".

و تابع، يقوم المنقبين بتكسير كمية من الصخور وتعبئتها داخل أجولة وإحضارها للمكان الذى توجد بها الكسارة، ويقوم العاملون بالكسارة بوزن كمية الصخور التى تم إحضارها وتقسيمها لأطنان، ومن ثم بدء علمية الطحن بداخل الكسارة، وأثناء عملية الطحن يتم إضافة كميات كبيرة من الماء لها لتسهيل عملية الطحن.

ولفت أن كسارة الذهب عبارة عن دائرتين حديديتين يصل وزنها إلى نصف طن، كل منهما تدور حول الأخرى داخل طبق حديدى كبير موصلتين بموتور موصل بمولد كهربائى خارجى، وتستغرق عملية طحن الطن الواحد قرابة 10 ساعات، ويقدر مبلغ الطحن للطن الواحد 1500 جنيه.

و أستطرد قائلًا، أنه عقب عملية طحن الصخور وامتزاجها بالماء داخل طبق الكسارة الكبير يتم التوقف لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ثم يتم سكب كمية من مادة كيماوية منتشرة باسم "ماء ذئبق"، تعمل تلك المادة على رفع الذهب إلى السطح ثم يتم تجميعه بـ"مصافى" وصهره لتجميعه.

و أكد أن سعر تلك الماكينة إلى 200 ألف جنيه، وأن عدد الكسارات داخل نطاق مدينتى مرسى علم وإدفو لا يتعدى 10 ماكينات، وأن عدد الزبائن الراغبين فى طحن الصخور لاستخراج الذهب يقفون فى طوابير أمام الكسارات.

* الملاحقات الأمنية للمنقبين عن الذهب

وعلى الرغم من عدم وجود قوانين تجرم عمليات البحث والتنقيب عن الذهب إلا أن الملاحقات الأمنية تطارد شباب القبائل وهو ما تكشفه عدد الضبطيات والقضايا، حيث سبق أن تمكنت مباحث البحر الأحمر بالتنسيق مع قوات حرس الحدود بمرسى علم من ضبط 6 من شباب الوادى أطلقت عليهم وصف " بالتشكيل العصابى " أثناء قيامهم بالتنقيب عن الذهب بصحراء مرسى علم بدون تحقيق شخصية أثناء تواجدهم بمنطقة صحراوية للتنقيب عن خام الذهب وتم ضبط 6 أجهزة حديثة خاصة بالبحث عن الذهب والكشف عن المعادن مستوردة من الخارج، ومهربة من الجمارك وممنوع دخولها للبلاد، تقدر قيمتها بــ 120 ألف جنيه، إضافة إلى ضبط نصف كيلو من الذهب الخام بحوزة المتهمين.

و كذلك في السادس عشر من شهر العام الماضى 2016، شنت قوات الأمن بالبحر الأحمر حملة على جبال جنوب البحر الأحمر استمرت لمدة 3 أيام، أسفرت عن تدمير نحو 35 سيارة ربع نقل كانت تستخدمها عصابات التنقيب غير الشرعى عن خام الذهب، كما أسفرت عن ضبط 60 شخصًا من المشاركين في عمليات التنقيب بمنطقة الفواخير التابعة لمدينة القصير، ومنطقة البرامية بمرسي علم.

* منجم السكرى أشهر المناجم في إستخراج الذهب

فيما يعد منجم السكرى من أشهر المناجم المتواجدة فى الوقت الحالى والذى تم اكتشافه عام 1995، وتم بدء العمل فيه عام 2009، حيث يقع فى منطقة جبل السكرى الواقعة فى الصحراء الشرقية 30 كيلو متر جنوبى مرسى علم، وتديره شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية وسنتامين مصر، الّتى يملكها الجيولوجى المصرى سامى الراجحى ومركزها أستراليا.

الراجحى مؤسس منجم السكرى بدأنا بـ 100 ألف وقية

ويقول الجيولوجى المصرى سامى الراجحى، مؤسس منجم السكرى فى حوار صحفى سابق له فى 6 فبراير الماضى أن الإنتاج فى تزايد مستمر، حيث بدأنا بـ100 ألف وقية ثم العام التالى بـأكثر من 200 ألف ثم العام التالى أكثر من 300 ألف والعام الماضى 2015 تخطى الـ400 ألف وقية ونستهدف الوصول لأكثر من 600 ألف وقية ذهب فى 2016.

* زيارة المهندس إبراهيم محلب لمناطق التنقيب غير الشرعي عن الذهب

وفي يناير الماضى من العام الحالى قام المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الكبرى والاستراتيجية، واللواء أحمد جمال الدين، مستشار الرئيس لشؤون الإرهاب والأمن، والدكتور عمر طعيمة، رئيس هيئة الثروة المعدنية بجولة تفقدية لمناطق التنقيب غير الشرعي عن الذهب، وعددا من مناجم الذهب القديمة والمتوقفة بطريق إدفو- مرسى علم، ومنطقة القصير ومنطقة المثلث الذهبي، بينها منجم الفواخير بالكيلو 90 بطريق فقط - القصير.

وأكد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الكبرى والاستراتيجية، أن أجهزة الدولة لن تتهاون في مواجهة ظاهرة التنقيب العشوائي وغير الشرعي عن خام الذهب بالصحراء الشرقية وجنوب مصر، وتقنين وضع تلك العمالة وأن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات الوطنية والاقتصادية، التي تخدم أهداف تحسين الحياة للمواطنين، ودعم الاقتصاد، وقد دعمت الدولة تلك الصناعة بإجراءات إصلاحية على رأسها تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي لقانون الثروة المعدنية الجديد، والانتهاء من لائحتيه التنفيذية.

* نائب بالبحر الأحمر يقترح تشكيل شركات صغيرة للتنقيب عن الذهب

وأقترح النائب أحمد أبو خليل عضو مجلس النواب عن القصير ومرسى علم أثناء زيارة المهندس إبراهيم محلب لمناطق جنوب البحر الأحمر، تشكيل شركات صغيرة من العاملين فى التنقيب ومنح أصحابها تراخيص، من خلال زيادة منطقة حدود امتياز شركة " شلاتين للثروة المعدنية" لتصل إلى مرسى علم لخلق إطار قانونى يحمى الشباب من الملاحقات الأمنية لهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً