أعلن بيان للحكومة الأفغانية عن مقتل "عبد الحسيب" زعيم تنظيم داعش في افغانستان في غارة شنتها القوات الخاصة الأفغانية في شرق نانغرهار كما أكد الجيش الامريكي مقتله.
وعين عبدالحسيب خلفا لسلفه "حفيظ سعيد خان" الذي قتل في غارة لطائرة أمريكية من دون طيار العام الماضي، وجدير بالذكر ان "عبد الحسيب" هو العقل المدبر للهجوم الذي استهدف مستشفى كابل العسكري.
وكان قد اعلن في وقت سابق أن زعيم تنظيم داعش في أفغانستان، ربما قتل الأسبوع الحالي خلال عملية شرق البلاد، والتي قتل خلالها جنديان أميركيان في ظروف لا تزال قيد التحقيق، حيث قال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس إن نحو 50 جنديا أمريكيا و40 عسكريا من القوات الخاصة الأفغانية نقلوا جوا قرب مقر رئيسي لتنظيم داعش في ولاية نانغارهار يستخدم من قبل عبد الحسيب، الذي يعتبره البنتاغون زعيم التنظيم المتطرف في أفغانستان.
وجاء في البيان أن حسيب، الذي عين العام الماضي بعد مقتل سلفه حفيظ سعيد خان في غارة لطائرة أمريكية من دون طيار، يعتقد بأنه أمر بسلسلة من الهجمات البارزة منها هجوم في مارس على المستشفى العسكري الرئيسي في كابول نفذته مجموعة تنكرت في زي الأطباء.
ولم يكن هذا هو السقوط الوحيد، حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست": "حاول زعماء داعش في التقارير التي نشرت وعبر نشاطاتهم وتصرفاتهم في الفترة الأخيرة في سوريا، التلميح بأن التنظيم أخذ يفقد الأراضي على أرض المعركة وينظر في احتمال فقدان المواقع المحصنة الموجودة حاليا".
وفي الوقت نفسه، يصر داعش على أنه لن يتراجع عن أهدافه على الرغم من ان الإرهابيين باشروا بالانتقال الى العمل السري. ويرى خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين أن هجمات داعش في اسطنبول وبغداد في الأشهر الأخيرة كانت بمثابة رد على التغيرات التي جرت في الواقع العسكري في العراق وسوريا."
ونقلت الصحيفة عن محللين القول إنه من المرجح استمرار مثل هذه الهجمات الإرهابية بل وحتى أن تقوى وتزداد مع استمرار تطهير الأراضي المحتلة من الإرهابيين وأن التنظيم سيتحول إلى شبكة خفية متناثرة تتوزع على شكل وحدات وخلايا في 3 قارات على الأقل.
وفي وقت سابق أفاد محللو شركة التقييم الأمريكية IHS في تقرير لهم، بأن داعش فقد في الأشهر الأخيرة حوالي ربع الأراضي التي استولى عليها سابقا في العراق وسوريا وأن حجم الأراضي التي فقدها يعادل مساحة إيرلندا.
وفي هذا الصدد يقول منير أديب الباحث في شؤون الحركات الاسلامية، إن مقتل زعيم تنظيم "داعش" في أفغانستان يقضي على الصورة النمطية للتنظيم الذي لا يُقهر عند البعض، مضيفًا أن "أفغانستان بلد الموطن لتنظيم قاعدة الجهاد، هذا حقيقي ولكن لم يعد لهذا التنظيم أي نشاط كما كان في السابق وهو ما يؤكد التراجع في العمليات العسكرية، وتنفيذ عمليات نوعية بهذه الصورة يساعد في حسم المعركة".
وأضاف أديب، في تصريح خاص، ان مقتل عبد الحسيب زعيم "داعش" في أفغانستان من قبل القوات الخاصة الأفغانية يؤكد دخول عنصر جديد قد يكون مؤثر في القضاء على التكفيريين في جبال ترا بور التي تُصدر هؤلاء المقاتلين لجميع أنحاء العالم وهو القوات الأفغانية وقوات النخبة فيه.
وأشار أديب، إلي أن إعلان مقتل زعيم "داعش" في أفغانستان بعد عشرة أيام من تنفيذ العملية قد يعود لما يمنع الإعلان عنه فقد يكون متزامنًا مع عمليات عسكرية أخرى، فضلًا عن التأكد من مقتله بالفعل، فهناك عمليات مركبة ذات عدة أهداف متشابكة.
بينما أكَّد مرصدُ الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أنَّ هو ضربة قوية وجديدة للتنظيم الإرهابي لهزِّ صفوفه، وتضاف إلى الضربات المتلاحقة التي تم توجيهها للتنظيم مؤخرًا في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف المرصد، أن تنظيم "داعش" تهاوى في العديد من دول العالم بعد الهجمات المنظمة والتعاون الفعال في مواجهة التنظيم الإرهابي، موضحًا أن تنظيم "داعش" يستمر في تضليل أتباعه ويطرح تفسيرات واهية وسطحالة من الهرج والتشكيك التي تنتاب عناصره المقاتلة فيظل الضربات المتلاحقة والهزائم المتوالية التي تلاحق التنظيم الإرهابي، في محاولة منه للتقليل من خسائره عبر أذرعه الإعلامية التي تدعي أن الانتكاسات التي يتعرض لها التنظيم ما هي إلا خطوة للوراء يتبعها قفزة طويلة إلى الأمام.
وأشار المرصد إلى أن تنظيم داعش يوهم أتباعه أن هذا هو فقه النصر والتمكين الذي اختاره الله لعباده الصالحين، وأن دولة الخلافة المزعومة ستبقى أبدًا مهما تكالبت عليها أمم الكفر والمصائب والنكبات، وأن هذا لا يعني ألا تخسر موقعًا أو قائدًا، معللةً أن سُنَّة الله بالنصر والتمكين أن يكون هناك ابتلاء وخسارة ليبقى المسلم طوال حياته مجاهدًا قريبًا من الله.
وأكد المرصد أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول بشتى الطرق والأساليب الاستمرارَ في تضليل أتباعه وعناصره المقاتلة؛ من أجل دفعهم إلى الصمود في مواجهة الهزائم المتكررة التي لحقت بالتنظيم في الفترة الأخيرة، حيث بات التنظيم الإرهابي يبحث عن تبريرات محاولًا التغرير بأنصاره من خلال استنباط تفسيرات من التاريخ الإسلامي لتخفيف وقع الخسائر المريرة على مقاتليه.