تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات التي تهم المواطن من بينها إصلاح العملية التعليمية، وتواصل الأجيال درس من الجيش الثاني.
ففي عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار"، أكد الكاتب محمد بركات أنه لا يستطيع أحد إنكار أننا نعاني ومنذ فترة طويلة من مرض عضال أصاب مصر كلها، وتفشي فيها طوال السنوات الماضية وهو ذلك التدهور بل الانهيار التام والفشل الواضح في المنظومة التعليمية في جميع مراحلها، سواء ما قبل الجامعي أو ما بعد ذلك، والذي أدي إلي ما نحن فيه الآن من حال بالغ السوء علي كافة المستويات، بالإضافة إلى ما وصلنا إليه من تخلف تقني وتكنولوجي وإنتاجي أيضا.. بالنسبة لدول وشعوب عديدة.
ورأى الكاتب أنه لحل مشاكل التعليم وأزماته جذريا، ووضعه على الطريق الصحيح لابد من تطوير وإصلاح المنظومة التعليمية، بحيث يصبح لدينا بالفعل قاعدة قوية وصلبة لبناء الإنسان المصري، تقوم أساسا على نظام تعليمي عصري ومتطور وكفء ومتاح للجميع بعدالة وشفافية ويضمن البناء السليم لعقول أبنائنا ويفتح أمامهم آفاق العلم والمعرفة والتقدم التكنولوجي ويلبي في ذات الوقت حاجة الإنتاج وسوق العمل.
وأشار بركات إلي أن "أخبار اليوم" بادرت بالتعاون مع جامعة القاهرة لتنظيم المؤتمر الهام الذي عقد بالأمس تحت رعاية رئيس الوزراء وبمشاركة مجموعة كبيرة من المختصين والخبراء والمهتمين بقضايا التعليم وذلك للبحث عن "رؤى وأفكار إبداعية جديدة لحل مشكلات التعليم في مصر".. مشيرا إلى أن المؤتمر شهد استعراضا متعمقا لابعاد القضية وتبادلا ايجابيا للافكار والرؤي الخلاقة والمبدعة لحلها.
وأكد أن هذا مثال جيد وإيجابي لما يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية والتعليمية الكبري من إسهام فعال في التصدي للقضايا والمشاكل الهامة التي تواجه المجتمع في اطار دورها التنويري والحضاري.
وتحت عنوان "تواصل الأجيال.. درس من الجيش الثاني"، قال فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، في عموده "على بركة الله" إن التبديل والتغيير من السنن الكونية التي كتبها اللَّه سبحانه وتعالي علي خلقه.. حيث لا يوجد خلود في الحياة ولا في المناصب ومن الطبيعي أن تتعاقب الأجيال.. ويتم تسليم الرايات من قيادة لأخري.. في مختلف المواقع والمجالات... فكل شخص عليه تأدية واجبه علي أكمل وجه. والعمل بشرف وإخلاص. ثم يترك مكانه لمن يكمل المسيرة بعد أن يعطيه خبرته. بدلًا من أن يبدأ الآخر من الصفر.
وأكد عنبه أن تواصل الأجيال.. وتداول السلطة.. وتسليم القيادة. يتم بصورة نموذجية وبشكل حضاري في المؤسسة العسكرية. فهي مدرسة عريقة لها تقاليدها التي تتسم بأخلاق النبلاء والفرسان.. تعترف بالجميل للسابقين الذين أدوا واجبهم.. وتجعلهم قدوة لمن يتولون المسئولية بعدهم.. من يترك موقعه لآخر. وتنتهي مدة خدمته. يكون له كل الاحترام. ويظل موضع تقدير من القيادة الجديدة ومن كل الجنود والضباط الذين عملوا معه.. ولا يمكن التجاوز في حقه أو إشعاره بأنه أصبح علي "المعاش" مثلما يحدث في الحياة المدنية.
وقال إنه في يوم أشبه بالعيد أو الاحتفالية التي تجمع بين قادة القوات المسلحة والضباط والجنود الحاليين مع عدد من القادة السابقين الذين تركوا بصماتهم وأعطوا الجيش والوطن.. تمت أمس عملية تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني بحضور الفريق أول صدقي صبحي. وزير الدفاع. والفريق محمود حجازي. رئيس الأركان.. وأقيمت المراسم المعتادة. حيث قام اللواء ناصر عاصي. القائد الذي انتقل ليشغل مهمة رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة.. بإعطاء الراية إلي اللواء خالد مجاور. ليتولي قيادة الجيش الثاني الذي أنشئ بعد حرب يونيه 1967 مع الجيش الثالث. حينما تم تحديث وإعادة هيكلة القوات المسلحة استعدادًا لعبور القناة وتحرير سيناء. والنصر علي الأعداء.. وهو ما تحقق في أكتوبر.1973
وأعرب عنبه عن أسفه، قائلا "افتقدنا تلك المثُل والقيم والتقاليد الأصيلة في حياتنا.. فلم يعد الصغير يحترم الكبير. وتجرأ المرؤوس علي رئيسه.. وضاعت الأخلاق الجميلة التي كان يتميز بها المصريون. فأصبحنا لا نجدها سوي في الجيش والشرطة. حيث يتم احترام السابقين والاستعانة بخبراتهم. أو علي الأقل الاعتراف بجميلهم. وبما أدوه من خدمات للوطن.. وكانت لفتة كريمة من الفريق أول صدقي صبحي. وزير الدفاع. حينما قام بالنزول من المنصة لاصطحاب المشير حسين طنطاوي والصعود به ليجلس في المقدمة. كما أثني عليه في كلمته".
وفي سياق آخر، وتحت عنوان "قرار للأزهر يؤكد ثوابت سياساته ومواقفه" أكد الكاتب جلال دويدار في عموده "خواطر" أن القرار الذي أصدره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف بإعفاء الدكتورأحمد حسني رئيس جامعة الأزهر من منصبه لقي القبول والترحيب وفقا لتطورات الأحداث فقد اتخذ الدكتور الطيب هذا القرار علي خلفية إقدام الدكتور أحمد حسني علي تكفير الكاتب إسلام بحيري ووصفه بأنه مرتد عن الاسلام ردًا علي ما يبديه من آراء يراها تتسم بالتجاوز تجاه هذا الدين العظيم.
وأوضح دويدار أن قرار شيخ الأزهر المستمد من مسئولياته والتزامه بمبدأ حظر تكفير أي مسلم إن دل علي شيء فإنه يدل علي مصداقية وثبات المؤسسة العريقة فيما يتعلق بمواقفها وتوجهاتها دون تفرقة أنه يعكس توافقًا مع ما توصلت إليه هيئة العلماء المنبثقة عن الأزهر بأنه ليس في تعاليم أونصوص الدين ما يقضي بتكفير المسلم حيث أن ذلك يخضع لشروط وقواعد محددة لا يمكن الخروج عنها أو تجاوزها.
وأشار إلى أنه لا جدال أن هذا الموقف الواضح تجاه أي خروج عن ثوابت وفكر الأزهر الشريف يعد دعوة إلي كل أصحاب الفكر المتطرف والمخالف والمتناقض مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي لمراجعة أنفسهم وفكرهم وما يصدر عنهم من اراء. أنهم مطالبون بتصحيح أي تجاوز أو خروج يمس قدسية الدين ويسمح لجماعات الخوارج التي أصبحت عبئا علي الدين ما يمكن استخدامه لممارسة الجرائم التي ليس من عائد لها سوي الإضرار بالمسلمين وتشويه الدين.
وتمنى الكاتب، في ختام مقاله، أن تكون محصلة هذا القرار مزيدا من الفهم العاقل للدور البناء الذي قام ويجب أن يقوم به الأزهر الشريف وعلماؤه الأفاضل، مشددا على ضرورة أن يعمل الجميع على دعم ومساندة ومساعدة الأزهر في القيام بمسئولياته بما يتفق ويتوافق مع صالح الدين والمجتمع.