«الشيخ الطيب خط أحمر، والأزهر حصن المصريين في وجه التطرف».. ما سبق كان مضمون تقارير عدة خرجت من البرلمان، وأخرى وضعت على مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ظل قراءة متأنية لحملة الهجوم التي حاولت النيل من شخصه والكيان، والتي أثبتت وجود جبهة عريضة وقوية ضد كل ما يسيء لشخص "الطيب" ومكانته.
وفي البرلمان كشف مصدر رفيع المستوى أن تقارير لجهات مختلفة، رُفعت إلى مكتب الرئيس السيسي ومكتب رئيس الوزراء، أكد مضمونها أن الأزهر أحد أهم الأعمدة المهمة لمكافحة الاٍرهاب والفكر المتطرف بالدولة، وضرورة وجوده دون أَي تغيير، حفاظًا على استقرارها خلال الفترة المقبلة.
التقارير نفسها أكدت أن الحرب على الإرهاب ليست فقط بالسلاح، بل يجب أن تكون من خلال المواجهة الفكرية للنهج المتطرف باستراتيجية متكاملة، وهو ما لن يتحقق إلا بوجود الأزهر.
مصادر كشفت في الوقت نفسه عن خلافات نشبت داخل البرلمان، بشأن الأزهر وشيخه، إذ طالب عدد من نواب "دعم مصر" بالتهدئة خلال الفترة الحالية مع الأزهر، لمنع اشتعال الموقف، كما طالب أعضاء "المصريين الأحرار"، وعدد من نواب "الوفد" بوقف الهجوم الإعلامي علي الأزهر خلال هذه الفترة، بالإضافة إلي منع التصعيد الإعلامي علي الشيخ "الطيب"، فيما طالب آخرون بوضع تصور كامل لتطهير المؤسسة من أي أشخاص لديهم أفكار متطرفة.
وفي المقابل، هناك مجموعة نواب تتبني التهدئة مع جميع مؤسسات الدولة خلال هذه الفترة، خاصة بعد تمرير قانون الهيئات القضائية، ومنع إثارة اللغط في الشارع، وهجوم المواطنين على البرلمان.
وأشارت المصادر إلى أن هناك اتجاهًا لتأجيل عرض مشروع قانون تغيير شيخ الأزهر، لحين استقرار الأمر، في الوقت الذي يقود فيه النائب محمد أبوحامد حملة توقيعات لمحاولة تمرير القانون.
في السياق ذاته، رفض شيخ الأزهر الضغوط التي مورست عليه الفترة الماضية، وقال المقربون منه إنه ثابت، ولن يستقيل عن مسؤولياته، وإنه لم يهرب أبدًا، ومستمر في رسالته.
وأضاف المصدر أن رسالة وجهت لشيخ الأزهر للتأكيد علي دعمه خلال الفترة الماضية، واحترامهم له، وتثمين دوره بشكل كبير للغاية.
ثمة وجه آخر في الأزمة يظهر حكمة الإمام الأكبر، بمنعه قيادات الأزهر من التراشق الإعلامي في الوقت الحالي، وطلب وضع تصور متكامل خلال الفترة المقبلة لتجديد وتطوير الخطاب الديني، من خلال لجنة من كبار علماء الأزهر، تعمل في صمت علي تطوير منظومة الخطاب الديني، من خلال محتوى الأفكار، بداية من الطفل الصغير، وصولًا لتطوير الفكر من خلال إنتاج برامج دينية متكاملة، لبث استراتيجية لمواجهة الأفكار المتطرفة.
ولفت المصدر إلى أنه تتم حاليًا دراسة حول الاستفادة من وجود قناة الأزهر خلال الفترة المقبلة، لطرح أفكار المؤسسة بأكثر من لغة، ومواجهة الأفكار المتطرفة من خلال شباب الأزهر.
وقال المصدر إنه سيتم إبرام بروتوكول تعاون بين الأزهر ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والشباب والرياضة لوضع خطة عمل متكاملة، تهدف لتطوير الخطاب الديني، كما كشف المصدر أن شيخ الأزهر كلف بضرورة متابعة جميع العاملين بالمؤسسة، واستبعاد من يثبت انتماؤه لأي فكر متطرف على الفور.
نقلا عن العدد الورقي.