النائب هاني الحناوي مؤسس"من أجل مصر": قمنا بتدشين مصنع عملاق لتدوير القمامة يمتلكه الشباب (حوار)

حوار أهل مصر مع النائب هاني الحناوي
حوار أهل مصر مع النائب هاني الحناوي

عندما دكت الولايات المتحدة اليابان بالقنابل النووية فى نهاية الحرب العالمية الثانية، ظن الجميع أنها لن تقوم لها قائمة ثانية، لكنّ اليابانيين نهضوا من بين الركام ليصنعوا أسطورتهم الخاصة فى كل شىء. ويتفق الجميع على أن سر نهضة اليابان هو شىء واحد، ألا وهو تفكيرهم خارج الصندوق، وابتعادهم عن التقليدية، وتبنى المبادرات الشخصية والتجارب المبتكرة، وإصرارهم على النجاح.. النائب البرلمانى محمد هانى الحناوى، عضو مجلس النواب عن دائرة إيتاى البارود و شبراخيت، سلك طريق اليابانيين فى ابتكار طرق لمساعدة أبناء دائرته، من خلال أفكار رائدة ومستحدثة، ونجح فى طرح فكرة مشروع لتشغيل العاطلين، وتوفير حياة كريمة لهم، وفى الوقت نفسه توفير منتجات مميزة، والقضاء على تلال القمامة.. نواة مشروع «الحناوى» كانت مصنعًا لتدوير القمامة، لكن هذه المرة يديره ويمتلكه الشباب أنفسهم، ليصبحوا ملاكًا عن طريق الاكتتاب.. ولقى المشروع مساندة شعبية كبيرة بمحافظة البحيرة، وسار الحلم واقعًا يكبر على الأرض، لتتسع الفكرة لإنشاء مصنع آخر عملاق لمنتجات الألبان، قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتى للبحيرة، وباقى المحافظات المجاورة، ليصل الطموح مداه فى تصدير الفائض.. «الحناوى» لم يجد دعمًا من مجلس النواب، الذى هو عضو فيه، وكذلك الوزراء الذين يتشدقون بالقضاء على البطالة، وظلوا أسرى الأفكار البالية، وفى الوقت الذى تجاهله المسؤولون، شد الشباب من أزر نائبهم ليكملوا الإنجاز.. «أهل مصر» كانت هناك شاهدةً على حجم الأمل، والتقت الأب الروحى للمبادرة، النائب هانى الحناوى، أحد مؤسسى جمعية «من أجل مصر»..وإلى نص الحوار..

-بداية حدثنا عن مصنع تدوير القمامة؟

مصنع تدوير القمامة سيتم إنشاؤه بمدينة حوش عيسى بمحافظة البحيرة، وهو أول شركة مساهمة يتم إنشاؤها، يمتلكها الشباب بالكامل من خلال طرح أسهم مصنع تدوير القمامة على شباب الخريجين، حيث إن إدارة المصنع حصلت عليه من خلال مزاد علنى، أقيم بمحافظة البحيرة، شارك فيه عدد كبير من المستثمرين، مقابل 2 مليون و250 ألف جنيه فى العام، حيث الهدف من إقامة مصنع تدوير القمامة وتمكينه بالكامل للشباب، هو تفكير خارج الصندوق، والعمل على توفير فرص عمل للشباب، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتى تعد أول فكرة من نوعها تطبق فى مصر، ستوفر أكثر من 2500 فرصة عمل لشباب مركزى إيتاى البارود وشبراخيت.

-كيف ستتم إدارة مصنع تدوير القمامة؟

من خلال شركة «المصريين قادمون»، التى ستقوم بإنشاء 3 شركات مرتبطة بنشاط مصنع تدوير القمامة، وسوف يتم توزيع الأسهم بالكامل على الشباب، بالتساوى بين جميع المؤهلات، دون تحملهم أى أعباء مالية، وسيتم توزيع الأرباح المالية على الشباب مقابل عملهم، وسوف تتحمل الشركة جميع الأعباء المالية.. وبالمناسبة أطالب المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بتنفيذ الاتفاق مع الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة السابق، بحصول «المصريين قادمون»، التى ستدير مصنع تدوير القمامة، على حق نظافة مركزى إيتاى البارود و شبراخيت مقابل تحصيل اشتراكات النظافة التى يتم دفعها على فاتورة الكهرباء، والتى تبلغ 17 مليون جنيه.

-ماذا عن مشروع تصنيع منتجات الألبان الذى سيتم تنفيذه أيضًا؟

مشروع تصنيع منتجات الألبان هو أحد المشاريع التى سيتم تنفيذها على أرض الواقع بمحافظة البحيرة، حيث يعد هذا المشروع ضمن المشروعات الكثيفة العمالة، التى تخلق فرص عمل للشباب، كما أنه يناسب البيئة المكانية والجغرافية لمحافظة البحيرة، فضلًا عن أنه يتماشى مع طبيعة عمل السكان فى مركزى إيتاى البارود و شبراخيت والقرى المجاورة، وسوف يسهم المشروع فى دعم الاقتصاد الوطنى، ورفع دخل الأسرة فى القرى، و تشجيع الاستثمارات الصغيرة لرؤوس الأموال، كذلك يعمل على تنمية المهارات والخبرات الفنية والتكنولوجية لشباب مجتمع الريف، ويهدف المشروع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى، وزيادة إنتاج الألبان، التى تدخل فى صناعات غذائية كثيرة، مثل صناعة الجبن والزبد والمسلى.

-إذًا الشباب سيتملكون مشروعاتهم؟

نعم، وفلسفة المشروع جاءت من خلال إنشاء وحدات صغيرة، يمتلكها الشباب فى القرى، والتى تسهم فى تربية أنواع من الماشية المنتجة والمدرّة للألبان، إذ من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعًا فى حجم الطلب على منتجات الألبان، وسوف يوفر هذا المشروع فرصًا استثمارية عديدة للمساهمة فى الاكتفاء الغذائى من منتجات الألبان.

-ماذا عن آلية العمل داخل مصنع تدوير القمامة؟

يتم العمل داخل مصنع تدوير القمامة على مراحل، حيث تنقسم أنواع المخلفات إلى أجسام عضوية وصلبة، وأجسام ومخلفات زراعية، وصناعية، حيث تنتج محافظة البحيرة من هذه المخلفات نحو 30 مليون طن مخلفات متنوعة يوميًا، وهذه القمامة قابلة للتدوير بنسبة 100%، حيث تبدأ بتجميع القمامة من المنبع من خلال الشباب، و فرزها واستخراج ما يمكن تدويره منها مرة أخرى، وتحويلها للاستخدام المباشر، أو تحويلها إلى أسمدة عضوية، أو حتى استخراج الطاقة منها، وبذلك نكون قد قدمنا خدمة جليلة للوطن.

-هل لاقت هذة المبادرة صدى لدى الشباب؟

لاقى مشروع مصنع تدوير القمامة، ومشروع تصنيع منتجات الألبان إقبالًا متزايدًا من الشباب بمحافظة البحيرة، حيث تقدم نحو ما يزيد على 8500 شاب وشابة من الخريجين بطلبات انضمام للتوظيف فى المشاريع.

-هل يوجد تعاون من الجهات التنفيذية لإنجاح المبادرة؟

الحقيقة أن المبادرة لاقت استحسان الجميع، ولاقت تعاونًا كبيرًا من الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة السابق، وأنتظر استكمال هذا الدعم من المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة الحالى، خاصة أن المبادرة تعمل على حل مشكلات الفلاحين، وزيادة دخول الشباب، فضلًا عن توفير منتجات صناعية مصرية بالأسواق.

-ما حجم الاستثمارات فى المصنع وكم تكلفتها؟

حجم الاستثمارات «رأس مال المشروع» 6 ملايين جنيه، ويقدر المصنع بقميته السوقية، وأخذت المصنع بحق انتفاع من محافظة البحيرة بقيمة 2 مليون و500 ألف جنيه، ويقدر حجم الاستثمارات داخل المشروع بما يتجاوز 50 مليون جنيه، وهذا بالنسبة لمصنع تدوير القمامة فقط، فهناك 12 نشاطًا آخر دون المخلفات، وهناك دراسات حالية سوف تحدد قيمة كل مرحلة من مراحل المشروع، وبعد ذلك نجمل القيمة العامة للمشاريع.

-من يمول هذه المشروعات؟

التمويل فى المشروع تمويل ذاتى، ولا يوجد تمويل من جهات حكومية أو مساعدات.

-كم فرصة عمل يوفرها المصنع؟ وكيف يتم الالتحاق به؟

المصنع نظرًا لتعدد الأنشطة داخله، فهو قادر على استيعاب 2500 فرصة عمل من الشباب، ويستوعب حاليًا نشاط تدوير القمامة 1500 فرصة عمل، ويوجد شباب فعليًا فى المصنع يصل عددهم إلى 350 عاملًا، بدأوا العمل فعلًا، وبالنسبة لنشاط المقالات فيستوعب من 500 إلى 600 فرصة عمل من الشباب، وطالبت الحكومة بأن تعهد بمشاريع عملاقة لشركة «المصريين قادمون»، لكى تستوعب أكبر عدد من الشباب.

-كيفية الالتحاق بالعمل فى تلك المشروعات؟

أولًا لابد أن نفرق بين كيفية الالتحاق بالعمل، والمشاركة فى الشركة، وهذا هو الجديد فى المشروع، فكما أشرنا فى المؤتمر فإن الشاب الذى يلتحق فى الشركة ليس عاملًا بل هو شريك بالأسهم، ويتم الالتحاق بالعمل بمسوغات التعيين «شهادة الميلاد، المؤهل، الموقف من التجنيد، الحالة من التأمين، صحيفة الحالة الجنائية»، وتقدم الأوراق لكل مجلس قرية، وتتم مراجعتها بالإدارة المركزية بمقر الشركة، أما المشاركة فى الأسهم ورأس مال الشركة فتتم بمجرد تقديم الشباب بمسوغات التعيين، ويأخذ الشاب صورة توكيل لكى نوقع عنه، ليتم نقل السهم إليه تلقائيًا باسمه داخل الشركة، فلكل شاب سهم يمتلكه داخل المشروع، وكل شخص يتقدم بأوراق الالتحاق قد تكون الحالة العامة للمشروع لا تستوعب جميع المتقدمين، ولكن تستوعب مشاركتهم فى الأسهم، فالشاب الذى سجل فى الشركة، ولم يحصل على فرصة عمل، سوف يحصل على سهم حاليًا، ولو له أرباح داخل الشركة تصرف آخر العام.

-هل فرص العمل ستكون لأبناء المحافظة فقط؟

سوف نبدأ بمركزى إيتاى البارود وشبراخيت أولًا، وذلك للحد من فكرة هجرة العمالة، وأيضًا مكافحة الوسطاء التجاريين الذين يشعلون أسعار السلع الغذائية، وأيضًا مكافحة البطالة فى المركز.

-كيف ستقوم بتسويق منتجات المصنع؟

أولا سيتم عمل كفاية ذاتية لدائرة مركزى إيتاى البارود و شبراخيت، بعد ذلك سوف يتم عمل كفاية ذاتية للمحافظة، وبعد ذلك المحافظات المجاورة حتى نصل للمرحلة الأخيرة، وهى تصدير منتجاتنا للخارج.

-إذًا لديكم خطة مستقبلية طموحة فى تسويق المنتجات؟

بالتأكيد، وفى حالة تحقيق الاكتفاء الذاتى للدائرة والمحافظة والجمهورية، سوف نتجه للتصدير للخارج، الفكرة يمكن أن تتطور وستنجح مادام هناك إصرار وعزيمة.

-هل فكرتم فى تكرار التجربة فى محافظات أخرى؟

إذا تم تنفيذ هذه المرحلة بنجاح فى محافظة البحيرة، ووجدت الدعم السياسى والاقتصادى من الدولة، يمكننا أن ننفذ التجربة فى كل محافظات الجمهورية، كما يمكن أن ينفذها كل نائب فى دائرته.

-بصفتك نائب شعب، هل ناقشت هذا المقترح فى مجلس النواب أو مع الوزراء المختصين؟

نعم تمت مناقشة المشروع فى البيان العاجل لمجلس النواب، وفى بيان الحكومة، وتم طرحه للمناقشة مع الوزراء المختصين، ولم أجد تعاونًا منهم، وأخذت المشروع على عاتقى ماديًا ومعنويًا.

-بالنسبة للشركات الأجنبية هل أسهمت أى منها فى المشروع؟

لا توجد شركات أجنبية، أو شركات أو جهات حكومية أسهمت فى المشروع، فالتمويل بالكامل ذاتيًا.

-هل لجأت لدراسة تجارب دول أخرى فى مجال تدوير القمامة؟

نعم تمت دراسة تجارب العديد من الدول، منها اليابان وألمانيا، والاطلاع على دراسات علمية، فنحن نعتمد فى مصنع تدوير القمامة على البحث العلمى لكى نستخرج منتجات صديقة للبيئة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً