لم يتوقف الأمر على دعم اللجنة الدينية بمجلس النواب، للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حتى شكل البرلمان وفدا مكونا من أعضائه لزيارة فضيلة الإمام الأكبر، اليوم.
وكان النائب مصطفى بكرى حرص على حشد عدد من أعضاء المجلس لزيارة فضيلة الإمام، وإعلان دعمه المستمر والمواتصل للأزهر الشريف في وجه الانتقادات والهجوم الشرس الذي تعرض له الأخير بشدة الفترة الماضية.
كما أن اللجنة الدينية بمجلس النواب، شنت هجوما صارما على النائب محمد أبو حامد، بسبب إصرار الأخير على طرح مشروع قانونه المنوط به تعديل قانون الأزهر وتنظيم آلية اختيار شيخه، كما يحدد مدة بقاء شيخ الأزهر في منصبه.
جاء رد دينية النواب للمرة الثانية، حيث أعقب مقترح النائب محمد أبو حامد في المرة الأولى رد حاسم من اللجنة الدينية، وكشفت في بيان لها، على لسان عبدالكريم زكريا، عضو مجلس النواب، والذي أبرزته "أهل مصر" في تحقيقها المنشور منذ شهر، لرفض القانون أبو حامد، لافتة إلى أن اللوائح الداخلية في مؤسسة الأزهر ونصوص الدستور، تؤكد أنه غير قابل للعزل، وأن الحديث في هذا التوقيت عن تحديد مدة لشيخ الأزهر غير مقبول.
وتابع، أن شيخ الأزهر يقوم بدوره واختياره جاء من هيئة كبار العلماء، وأن الحديث حول تحديد مدة له أمر سيتسبب فى أزمة وجدل كبير غير مرغوب فيه فى الفترة الحالية.
لم يهتم أبو حامد برفض اللجنة الدينية، وعاود في تقديم مشروع قانونه مرة ثانية، وقال في تصريحات صحفية له، إنه يسعى لضبط صياغة مواد مشروع القانون بما لا يتعارض مع نص المادة السابعة من الدستور، وإثبات أن عدم جواز عزل شيخ الأزهر من منصبه، لا يعنى أبدية المنصب.
وتابع أبو حامد، في تصريحات صحفية له، إنه التقى بعض الكتل البرلمانية وأزهريين بحثا عن توافق واسع قبل التقدم بمشروع القانون الأربعاء المقبل، مشيرا إلى أن موقف الأزهريين يتباين من مشروع القانون ما بين مؤيد أو متحفظ أو رافض لفكرة المشروع من الأساس.
وأكد أبو حامد، أنه يراجع جميع القوانين والقرارات المتعلقة بالأزهر، ويسعى وبقوة إلى تدشين قانون جديد يتضمن طرق مغايرة لما هو متبع في طريقة اختيار وتعيين شيخ الأزهر، واختيار أعضاء "كبار العلماء"، وأن مشروع القانون ينال توافق نواب كثيرين.
وأشار أبو حامد إلى أنه لا يليق أن تنفرد مؤسسة واحدة بآليات اختيار شيخ الأزهر، فضلا عن اختيار أعضاء هيئة كبار العلماء، مؤكدًا أن الهيئة هي من تختار شيخ الأزهر، والأخير يُعيين أعضاء المشيخة، موضحًا أن البرلمان سيعمل للتصدي لهيمنة مشيخة الأزهر على القرار.
واستقبل فضيلة الإمام الأكبر أعضاء مجلس النواب في مشيخة الأزهر الشريف، مؤكدًا أن التجربة البرلمانية المصرية قدمت نموذجًا مميزًا بين برلمانات العالم في إرساء دعائم الحياة النيابية السليمة، معربًا عن تقديره لمجلس النواب: رئيسًا وأعضاء، وعن دعم الأزهر الشريف الكامل للمجلس لأداء رسالته الوطنية.
من جانبهم، أعرب النواب عن تقديرهم للأزهر الشريف وإمامه الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورفضهم أي إساءة لهذه المؤسسة العريقة ولرموزها، مؤكدين أن الأزهر هو منارة الإسلام والمظلة الجامعة لكل المصريين على مر العصور، معلنين أن مجلس النواب عن اقتناع كامل لا يقبل أي مشروع قانون يمس استقلالية الأزهر أو ينال من رموزه.
وأعرب النواب عن تقديرهم لاختيارات فضيلة الإمام الأكبر لقيادات الأزهر بكافة هيئاته، مشيدين بما يقوم به الأزهر من جهود في مكافحة الفكر التطرف، وبمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الذي عقد مؤخرًا في حضور بابا الفاتيكان؛ مما مَثَّل دعمًا كبيرًا لمصر على المستوى الإقليمي والدولي.
ومن جانبه قال الشيخ أحمد مصطفى محرم، ممثلا عن الأزهر الشريف وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن العلاقة بين الدكتور أحمد الطيب والحكومة والمؤسسات المصرية، لم ولن تتأثر بالأزمات الماضية، كونها خلاف في وجهات النظر، دون التعرض الشخصي للطرفين، مشيرا إلى أنه كان متأكدًا من رفض اللجنة الدينية بالبرلمان، مشروع قانون النائب محمد أبو حامد، فلايعقل أن يدخل البرلمان في صراع مع الأزهر، إحدى المؤسسات العريقة داخل وخارج مصر، مؤكدا أن مواقف الطيب واضحة منذ بداية توليه منصب شيخ الأزهر، ولا يمكن المزايدة في ذلك.