كشف "معهد القدس للشئون العامة والسياسية" نقلاً عن المحلل الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" أسباب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية أواخر الشهر الجاري.
واعتبر "بن مناحيم" أن هدف زيارة ترامب في المقام الأول هو إعادة "الشراكة الإستراتيجية" مع الدول السنية المعتدلة، تلك الشراكة التي أهملها سابقه أوباما.
وقال إن الهدف هو تعزيز هذه الدول في مواجهة الخطر الإيراني، وتزايد النفوذ الشيعي في الكثير من الدول العربية، وهي الرؤية التي تشاطره إياها السعودية ومعظم الدول الخليجية والعربية.
وقال أن الرئيس الأمريكي اختار بدء جولته الشرق أوسطية نهاية الشهر الجاري بالسعودية، زعيمة العالم السني والخصم الكبير لإيران الشيعية.
يأتي الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط لإعادة بناء "الشراكة الإستراتيجية" مع المحور السني المعتدل، وهو المحور الذي قرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إهماله وفضل إيران التي وقع معها الاتفاق النووي رغم اعتراض كل المعسكر السني وحكومة إسرائيل.
وصف الرئيس ترامب زيارته المتوقعة للسعودية بــ"التاريخية" كذلك استخدم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نفس الكلمة لدى تعليقه على الزيارة.
من مهد لزيارة ترامب للسعودية كان في الحقيقة وزير الدفاع محمد بن سلمان الذي زار واشنطن ونجح في إيجاد "كيمياء" ممتازة مع الرئيس ترامب، والتوصل معه لتفاهمات إستراتيجية مبدئية حول زيارته للسعودية.
بينما فضل الرئيس السابق باراك أوباما زيارة مصر كمحطته الأولى بالشرق الاوسط قبل 8 سنوات، يبدو أن مستشاري الرئيس ترامب قد وصلوا لاستنتاج أن السعودية هي أهم حليف عربي للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، ليس فقط كونها تمتلك أكبر احتياطي نفطي بالعالم، بل أيضًا بسبب مكانتها الدينية والإقليمية.
اختار ترامب السعودية أيضًا لأنها تضم الأماكن المقدسة في الإسلام في مكة والمدينة، لتبديد المزاعم بأنه يكره المسلمين، ولإظهار أن الولايات المتحدة تريد تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان.
يعد السعوديون الآن الرأي العام في العالم العربي والإسلامي استعداداً لزيارة الرئيس ترامب الذي يُنظر له في الكثير من الدول كعنصري وكعدو للإسلام. ويوضحون أن هذه الصورة قد "ألصقت" به على يد خصومه في المعركة الانتخابية.
خلال زيارة الرئيس ترامب للسعودية سوف يجري ثلاثة لقاءات قمة:
لقاء يجمعه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
لقاء يجمعه بزعماء الخليج.
لقاء يجمعه بزعماء الدول العربية والإسلامية.
ويقول أن زيارة ترامب ستشمل التصديق على صفقات سلاح كبيرة بقيمة عشرات مليارات الدولارات تضم أنظمة أسلحة متطورة للجيش السعودي.
يتصدر الزيارة الخطر الإيراني الذي يمثل مصلحة مشتركة للولايات المتحدة والسعودية.
ويتوقع أن يناقش ترامب مع مضيفيه في السعودية الوضع في سوريا، ولبنان، واليمن في ضوء التدخل الإيراني المتزايد في تلك الدول، ويعتبر الرئيس ترامب إيران الداعم الأول للإرهاب ليس فقط بالشرق الأوسط بل في العالم بأسره، لذلك هناك حاجة فورية لكبح زمامها.
هناك قضايا أخرى يتوقع طرحها خلال زيارة ترامب للسعودية، هي الحرب على إرهاب داعش واستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تحت "مظلة عربية".
و قال هل ينوي الرئيس ترامب إقناع السعودية بالموافقة على عقد مؤتمر إقليمية لإطلاق ومتابعة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟ علينا الانتظار لمعرفة ذلك.
خصصت زيارة ترامب للسعودية لتمهيد الطريق أمام محور الدول العربية المعتدلة للتصدي لإيران والحرب على الإرهاب الإسلامي.
كذلك سيحاول الرئيس ترامب استغلال هذه المنصة لإيجاد إطار معتدل للدول العربية التي تمنح رعايتها أيضا للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وتساعد في دفع "الصفقة" الكبيرة التي يريدها.