محمد مهنا: تجديد الخطاب الديني غير مفهوم لدى الخطباء

صورة ارشيفية

تحدث الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر والمشرف العام علي الرواق الأزهري خلال كلمته "الخطاب الديني بين ضرورات التجديد والحفاظ علي الثوابت" والذي عقد صباح اليوم الأربعاء بكلية الإعلام جامعة القاهرة بحضور الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة والدكتورة جيهان يسري عميد كلية الإعلام والأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي والدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر والداعية إسلام النواوي.

وأضاف مهنا، خلال كلمته، أن أول ما تثيره قضية تجديد الخطاب الديني هو دلالة المفهوم تلك الدلالة التي تعرضت لتعسف كبير من قبل الكثير، فمنهم من تصور أن تجديد الخطاب الديني هو ما يتبادر إلي الذهن من معناه اللغوي فاختزلوا الخطاب الديني إلي مجرد خطبة جمعة تلقي مرة واحدة أسبوعيًا مكتوبة أو غير مكتوبة وأثاروا بشأنها جدالًا وخلافًا ملأ الدنيا ضجيجًا وصراخًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهم بذلك إنما يعكسون واقعًا أليمًا لمفهوم الدين في حياة الأمة حتي أصبح الدين مجرد كلامًا علي الألسنة بعيدًا عن واقع الحياة، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الدين قد أضحي في حياتنا المعاصرة ممسوخًا لا روح فيه ولا قلب لا حقيقة له ولا أصل لا واقع ولا حضارة.

وأوضح مهنا: "بينما البعض الآخر يري أن الخطاب الديني هو تلك المعلومات المسجلة سواءً في كتب التراث أو مقررات الدراسة دون إدراك أن هناك فرق بين علم ومعلومات، وفرق بين المقررات الدراسية والمناهج العلمية، كما أن هناك ثمة فارق بين المنهجية التراثية،في التأصيل والفهم والنزعة الحداثية، في التحليل والجدل، فراحوا عبر شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد يمزقون تراث الأمة ويشككون في مناهجها العلمية وفي مقررات أزهرها الشريف.

وتابع: تعسف البعض الآخر في تحديد مفهوم الخطاب الديني فقصره علي الأحكام الشرعية مختزلا ً بذلك الشريعة الإسلامية إلي مجرد أوامر ونواهي وأحكام وزواجر،ناسيًا أن تلك الشريعة إنماهي صياغة للحياة بكافة مظاهرها السياسية والإجتماعية والإقتصادية، فالشريعة الاسلامية حكمة قبل أن تكون حكم، روح قبل أن تكون أمر، أخلاق قبل أن تكون قانون.

واختتم: هكذا تعددت الرؤي والأطروحات دون إدراك حقيقي لمفهوم الخطاب الديني بمعناه الشامل باعتباره مرجعية للعلم ومنهجية في التفكير وأساس للحياة وطريقة في التعبير، فغاب عنهم البعد العلمي المعرفي للدين الشامل لعالم الشهادة والغيب متضمنًا لأدوات المعرفة القادرة علي ادراك الغيب والايمان به بنفس القدرة علي ادراك العالم الحسي والبرهان عليه، كما غاب عنهم وظيفة الدين في ضبط حركة الحياة ودفعها للتقدم والنمو.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً