سجين إخواني يطالب الجماعة بالتصالح مع الدولة

صورة تعبيرية

أشعل "عيد البنا"، أحد سجناء الإخوان، النار في ثياب جماعة الإخوان الإرهابية في مقال سربه من سجنه بعنوان "رسالة من مسجون: لو كان حسن البنا حيا لفعلها"، ونشرته قناة الجزيرة الفضائية، وذلك بسبب إصرار قيادات الإخوان الحاليين على الصدام مع الدولة والتحريض ضدها من مقرات اختبائهم بقطر وتركيا ولندن متجاهلين شباب الجماعة في السجون الذي يعاني الأمرين.

وطالب "عيد" قيادات الجماعة بضرورة الموافقة على المبادرات التي تطرح للصلح مع الدولة واتخاذ خطوة للوراء من أجل إنقاذ الوطن والجماعة على حد تعبيره، مما سيسهل عملية الإفراج عن سجناء الإخوان الذين يعانون الأمرين في سجنهم مؤكدا على أن حسن البنا مؤسس الإخوان لو كان حيا لكان فعل هذا الأمر وتراجع من أجل جماعتها وأعضائها الذين يعانون.

وقال السجين الإخواني في المقالة عن قيادات الجماعة الحاليين: "آفة الإخوان في مصر هى عدم وجود مفكر بينهم، وكأن المفكرين والمجددين هم عين الآفة والبعد عنهم ونبذهم هو عين الثقة ومناط التوثيق.. في الوقت الذي تغلغلت فيه الوهابية والقطبية في الجماعة بقيادتها الحالية التي تربت في سجون عبد الناصر، على وجوب الانغلاق التنظيمي وجاهلية المجتمع، ثم أثقلتها بوهابية المملكة التي تلقفتهم لسنوات طويلة، فحادوا بدعوة الإمام المؤسس عن طبيعتها".

وأضاف في مقاله قائلا: لست هنا بصدد تقييم فكري للإخوان في مصر، لكنني فقط أربط بين هذا الجمود وبين عشرات الآلاف الذين قتلت داخلهم معاني الحياة وعمارتها والحرية وقيمتها، بل كادوا يألفون الجدران الصامتة، والأبواب الحديدية، وطابور الحمَّام والنوم على "نمرة" صغيرة، والقرع على الأبواب كل ليلة من أجل مريض لا يجد من يسعفه، وإهانة الأهل أمام أطفالهم وتفتيشهم بطريقة مهينة وتركهم على أبواب السجن بالساعات من أجل زيارة قصيرة.. "والله إن الأمر موجع ومؤلم.. ولكنكم لا تشعرون".

وتابع قائلا: رحم الله الإمام البنا، لو كان حيًا لفعلها، لأخذ خطوة إلى الوراء وحافظ على الجماعة والوطن في آن واحد، ما كان ليفصل أحدهما عن الأخر، وقد فعلها في عهد الملك فاروق، وكان من أدبياته: "لسنا حزبًا سياسيًا وإن كانت السياسة جزءًا من فكرتنا"، فما كان للجزء أن يطغى على الكل كما فعلتم وتفعلون، ومازلتم تصرون على أن المعركة السياسية معركة صفرية، ففقدتم فيها الغالي والنفيس.. في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن تكون معركتكم الأولى تربوية.. فهل فكرتم في هذا الشباب الذي يسقط كل يوم على صخرة الواقع المرير إذا فقد الثقة وانفرط عقده وضلت بوصلته وانهار أين ياتُرى يقف وماذا عساه أن يفعل؟، رحم الله الإمام البنا، لو كان حيًا لما رضي أن يكون عشرات الآلاف من أبناء دعوته ومن ناصروهم قابعين في السجون وهو لايملك رؤية لإخراجهم، ولما عرف طعم النوم حتى يجوب الدنيا كلها من أجلهم، ولاستنكر على إخوانه مكابرتهم وادعاءهم بأن هذا الجرح لا يؤلمهم.. ولاستنكر على من يطالبون بعودة الدكتور مرسي، التي أصبحت مستحيلة، ولتعامل مع الأمر الواقع بمسؤولية أكبر بعيدًا عن الشعارات الحنجورية التي أوردتنا هذا المآل، لو كان حسن البنا حيًا لما استعلى على المبادرات التي تُطرح من أول يوم، ولما سارع برفضها واستنكارها، ولقرأها بعين الوطن الذي يتآكل والشباب الذي ينهار ولأمسك بطرف أحدها دون مكابرة أو استعلاء، وجعلها خيطًا لحل.. أو ومضة لطريق بدلًا من هذا السديم الذي لا يعلم مداه إلا الله".

واختتم مقاله موجها رسالة لقادة الإخوان قال فيها: "أيها الإخوان المسلمون، استقيموا يرحمكم الله، عودوا خطوات للوراء إن لم يكن من أجل الوطن فمن أجل آلاف المعتقلين وأنا واحد منهم، وإن لم يكن من أجل المعتقلين جميعًا فمن أجل آلاف الشباب الذين وثقوا فيكم وهم ليسوا من الإخوان.. وقد اجتهدتم فأخطأتم، وهم يدفعون ثمن أخطائكم سنوات عمرهم التي تضيع".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً