يجتمع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، ويناقش على مدار يومين أحدث البرامج والمشروعات والبرامج التي تنفذها المكتبة، ويأتي في مقدمة الموضوعات التي سيتناولها الاجتماع "برنامج مواجهة التطرف والإرهاب"، حيث تواصل مكتبة الإسكندرية الجهد في البرنامج.
وجرى تنظيم عدد من اللقاءات على الصعيد العربي في عدة دول عربية مع مؤسسات شريكة في الأردن والإمارات والمغرب والكويت، وعقد مؤتمر في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة، تبعه عقد المؤتمر السنوي الثالث لمواجهة التطرف في منتصف شهر يناير 2017، وتم التواصل مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لتنسيق الجهود خاصة مع مرصد الأزهر لمواجهة التطرف، وكذلك تفعيل حضور ومشاركة دار الإفتاء في برنامج المكتبة، كما أن دورات الثقافة الإسلامية التي تنظمها للشباب صححت عددًا كبيرًا من المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، وأكدت هويتهم الوطنية.
ويتطرق الاجتماع إلى عدة مشروعات أولها مشروع "مدينة العلوم"، فقد انتهت المكتبة من مسابقة مدينة العلوم المقرر إقامتها في مدينة 6 أكتوبر، وتم اختيار المشروع الفائز من قبل لجنة ضمت خبراء دوليين. أما بالنسبة لمشروع التعليم التفاعلي edX، فقد وقّعَت المكتبة اتفاقية خاصة به، وسافر فريق العمل التابع لها في سبتمبر الماضي للتدريب مع كبريات الجامعات العالمية "هارفارد"،MIT، وتم إتاحة البرامج من المكتبة في عام 2016م، ولاقت برامج التعليم التفاعلي إقبالا مصريًا وعربيًا.
وبدأت مكتبة الإسكندرية مشروعًا كبيرًا لتوثيق وأرشفة ذاكرة الوطن العربي بالتعاون مع عدد من المؤسسات العربية، ويضم المشروع: صور، أفلام، وثائق، موسيقى، عملات، طوابع بريد، وغيرها، مما سيجعله مرجعًا لكل العرب حال إطلاق المشروع على شبكة الانترنت، وبدأت مكتبة الإسكندرية خطة طموحة لزيادة قدراتها على تقديم خدمات أكبر للإنسانية عبر مواقعها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، حيث يجري حاليًا تجويد ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع رقمنة الرسائل العلمية ومشروع الدوريات الرقمية، وغيرها من المشروعات الرقمية التي تعد بمثابة نقلة نوعية في أداء مكتبة الإسكندرية، كما تمكن مركز اللغويات الحاسوبية العربية من إنجاز برنامج لتشكيل اللغة العربية واستكمال مدونة اللغة العربية التي تشمل مائة مليون كلمة كل منها له 16 توصيفًا لغويًا.
كما طورت مكتبة الإسكندرية خدماتها للزوار سواء عبر إدارة الإرشاد التي تُقدم خدمة الإرشاد بلغات متعددة أو عبر خدمات قطاع المكتبات، هدف هذا التطوير إلى رفع قدرات الجمهور على الاستفادة من إمكانيات المكتبة خاصة طلاب الدراسات العليا في الجامعات المصرية والعربية التي تُعد المكتبة بإمكانياتها مرجعًا أساسيًا بالنسبة لهم، كما قامت المكتبة باستكمال جهودها في إصدار سلسلة إحياء تراث جيل الرواد من المفكرين المسلمين المجددين.
وفيما يتعلق بالمراكز الأكاديمية، فقد استمرت كل المراكز البحثية بالمكتبة في تنفيذ برامجها وأنتجت أكثر من 65 كتاب، ويُعد مشروع توثيق النقوش والكتابات الأثرية في سورية أبرز ما قام به الباحثين المتعاونين مع مركز النقوش والخطوط والكتابات في مكتبة الاسكندرية، حيث إن العديد من هذه الثروة الأثرية في سورية إما دُمرت أو اختفت، لذا فقد سعت المكتبة إلى نشر هذه الدراسات التوثيقية حفاظًا على جانب مهم من التراث الانساني.
وتُصدِر مكتبة الاسكندرية أول موسوعتين من انتاج المكتبة، الأولى هي موسوعة المزارات الإسلامية في سبعة مجلدات، وقد ألفت في النصف الأول من القرن العشرين ونشرت حينئذ في طبعة محدودة وغير مكتملة، وستنشر لأول مرة كاملة ومحققة عبر مشروع بحثي لمركز الحضارة الإسلامية، والثانية هي موسوعة تكملة تاريخ الجبرتي، وتم التوسع في عمل سفارات المعرفة، حيث جرى خلال عام 2016 والشهور الأولي من العام الجاري التوسع في إنشاء سفارات المعرفة بما يزيد عن ضعف ما تم إنشاؤه خلال السنوات الماضية، وروعي أن تكون في مختلف أقاليم الجمهورية، تدعيمًا لجهود الانتشار العلمي والثقافي، وهناك خطة استكمال إنشاء عدد من السفارات خلال الشهور المتبقية من عام 2017م، والبدء في مد الخدمة إلى المراكز التابعة لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
ووضعت مكتبة الإسكندرية برنامجًا تفصيليًا لبناء شبكات إفريقية للتواصل والانفتاح على إفريقيا في مجالات الزراعة والبيئة والمكتبات وتكنولوجيا المعلومات، يُكمل هذه الشبكة تفاعل مراكز مكتبة الإسكندرية مع الجامعات الإفريقية والمثقفين الأفارقة، وهذا ما ساعد على بناء مرتكز لمكتبة الإسكندرية تستطيع من خلاله النفاذ لإفريقيا بقوة خلال السنوات القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن كل هذا تم بالإضافة للنشاطات المتعددة والمتميزة التي تقوم بها المكتبة، حيث مازالت تنظم أكثر من 1400 حدث ثقافي، ويطرق العالم مواقعها الإلكترونية فيما يزيد عن مليار نقرة سنويًا، أكثر من نصفها من خارج مصر، وزادت قدرة مكتبة الإسكندرية على التواصل مع الجمهور خارج مصر وداخلها، حيث زاد عدد زوار المكتبة إلى مليون زائر، وعزز هذا التواصل تعددية أنشطة المكتبة من حفلات ومعارض ودورات تدريبية، مما يجعلها في مقدمة المؤسسات الثقافية عربيًا ودوليًا.
وشهدت مكتبة الإسكندرية تطورًا كبيرًا في مبادرات تكنولوجيا المعلومات، ويعد أهمها التحول إلى مؤسسة رقمية كاملة، بهدف زيادة معدلات الكفاءة وسرعة الانجاز، حيث تم الانتهاء الفترة الماضية من تحويل معظم تعاملات القطاعات المالي والإداري والهندسي، وما يرافقها من المراسلات الورقية الداخلية إلى الكترونية، وبدأ العمل على رقمنة المعاملات القانونية وسجلاتها، وهو ما انعكس على أداء المؤسسة بالإيجاب وزاد من فاعليتها.
وتقدمت مكتبة الإسكندرية للحصول على براءة اختراع ثانية حول حائط المعرفة (Info Wall)، كما قامت بتجديد السوبر كمبيوتر ليواكب الجديد في العمليات الحسابية المعقدة، ليتماشى مع أحدث التقنيات مما يجعلها على تواصل مع البحث العلمي في أكبر المؤسسات العلمية.