ربما يتواجد جسد الملياردير الأغنى في العالم، بيل جيتس، في الحاضر، ولكن عقله يعيش في المستقبل، إذ كان للملياردير تنبؤات ناجحة سابقة بما سيحدث في مسائل الحوسبة، والصحة العامة، والبيئة.
تقرير نشره موقع «sciencealert» قال إن جيتس كان قد توقع بشكل صحيح صعود نجم الهواتف الذكية ووسائل الإعلام الاجتماعية، وثمة ثروة من الأدلة تشير إلى أن أحدث توقعاته يمكن أن تكون على الطريق الصحيح أيضًا.
التقرير رصد 7 تنبؤات لمؤسس شركة مايكروسوفت قد تحظى بما حظيت به تنبؤات سابقة له:
1 – القضاء على 33 مليون شخص في أقل من عام
في فبراير، قال بيل جيتس في مؤتمر في ميونيخ بألمانيا، إن واحدًا من أكبر التهديدات التي تواجه الصحة العالمية هو فيروس قد يطلقه الإرهابيون البيولوجيون. يمكن أن يكون فيروس الجدري الاصطناعي أو الإنفلونزا الفائقة، التي هي أكثر فتكًا بكثير من السلالات العادية.
وقال جيتس إن علماء الأوبئة «يقولون إن هناك احتمالًا معقولًا بأن يواجه العالم مثل هذا التفشي خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة». في عام واحد فقط، يمكن لفيروس واحد أن يقضي على 33 مليون شخص. لهذا السبب، جعل جيتس ومؤسسته التطعيم واحدًا من أولوياتهما العليا في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: كيف كان تصور ستيف جوبز وبيل جيتس لمستقبل الكمبيوتر في تسعينات القرن الماضي
2 – ستصبح إفريقيا مكتفية ذاتيًّا تمامًا
في رسالته السنوية لعام 2015، تنبأ جيتس بأن الزراعة في إفريقيا ستزيد إنتاجها بنسبة 50% بحلول عام 2030، مما يجعل القارة بأكملها مكتفية ذاتيًّا. وتستورد القارة حاليًا ما يقرب من 50 مليار دولار من الأغذية سنويًّا، على الرغم من أن 70% من سكان إفريقيا هم مزارعون.
وقال جيتس: «في السنوات الـ 15 المقبلة، سوف تمحو الابتكارات في الزراعة هذه المفارقة الساخرة». وأضاف: «إن العالم قد طور بالفعل سمادًا أفضل، ومحاصيل أكثر إنتاجية، ومقاومة للجفاف، والأمراض، مع الوصول اإى هذه التكنولوجيات وغيرها من التكنولوجيات القائمة، يمكن للمزارعين الأفارقة مضاعفة إنتاجهم نظريًّا».
اقرأ أيضًا: هل كانت إفريقيا غنية وديمقراطية قبل مجيء الاستعمار؟
3. الخدمات المصرفية عبر الهاتف ستغير حياة الفقراء
في البلدان الإفريقية التي يصعب فيها السحب النقدي الفوري، يواجه الناس في كثير من الأحيان خيارًا صعبًا يتمثل في دفع تكاليف الرعاية الصحية، أو الغذاء، أو التعليم، أو الإصلاحات.
يقول جيتس إن هذه النتائج ناجمة عن ضعف البنية التحتية المصرفية. الخدمات المالية مثل M-PESA توفر الوصول إلى الحسابات المصرفية الرقمية في بلدان مثل كينيا وأوغندا. ويمكن للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات المصرفية من قبل أن يستخدموا تلك الحسابات للاحتفاظ بالأموال بسهولة أكبر.
ويقول في رسالته السنوية لعام 2015: «بحلول عام 2030، سيحتفظ مليارا شخص ممن ليس لديهم حساب مصرفي اليوم بالأموال، ويستخدمون هواتفهم المحمولة في عمليات دفع الأموال». وأضاف: «وبحلول ذلك الوقت، سيعرض مقدمو نقود الهواتف المحمولة مجموعة كاملة من الخدمات المالية، من حسابات الادخار بفائدة إلى الائتمان للتأمين».
اقرأ أيضًا: من المسيح إلى القرون الوسطى.. نظرة في التاريخ المصرفي
4 – اختفاء البلدان الفقيرة
في رسالته السنوية لعام 2014، تنبأ جيتس بأن استمرار مستويات المعونة الخارجية قد يعني أنه لن يكون هناك تقريبًا عدد من البلدان الفقيرة بحلول عام 2035. وقد أعربت مؤسسته منذ ذلك الحين عن قلقها بشأن ميزانية إدارة المساعدات الخارجية لترامب.
وفي الرسالة، حدد جيتس «الفقر» كما يفعل البنك الدولي، وهو ميزانية يومية تبلغ 1.90 دولار أمريكي فقط. وهناك أشخاص في 35 بلدًا يتلاءمون مع هذا الوضع.
وقال جيتس: «إن جميع الدول تقريبًا سيكون لديها ما نسميه الآن الدخل المتوسط أو الأكثر ثراءً. سوف تتعلم البلدان من جيرانها الأكثر إنتاجية، وتستفيد من الابتكارات مثل اللقاحات الجديدة، والبذور الأفضل، والثورة الرقمية».
اقرأ أيضًا: «ذي أتلانتك»: علميًّا.. كيف يغير الفقر الحالة الطبيعية للمخ؟
5 – الطاقة النظيفة ستسيطر على عالمنا
في عام 2016، تنبأ جيتس أن الرياح، والطاقة الشمسية، أو بعض الموارد المتجددة الأخرى سوف تنتشر في معظم دول العالم خلال السنوات الـ 15 المقبلة.
يقول في رسالته السنوية: «إن التحدي الذي نواجهه كبير، وربما أكبر مما يتخيله الكثيرون». وأضاف بقوله: «لكن الفرصة لا تزال موجودة». لم يكن لدى العديد من البلدان الفقيرة التي زارها مياه نظيفة أو كهرباء.
في الليل كان هذا يعني أنهم لا يستطيعون أن يضيئوا منازلهم، أو تفتح الشركات والمحال حتى وقت متأخر، أو استمرار عمل مراكز طبية حيوية بشكل متواصل. وقال: «إذا تمكن العالم من إيجاد مصدر للطاقة الرخيصة والنظيفة، فإنه سوف يفعل أكثر من وقف تغير المناخ. ستتغير حياة الملايين من الأسر الفقيرة».
اقرأ أيضًا: 10 مصادر نظيفة للطاقة قد تسقط البترول من فوق عرشه
6. ستضيع ملايين الوظائف لصالح الروبوتات
على مدى العشرين عامًا القادمة، تستعد المخازن والمصانع في جميع أنحاء البلاد لاستبدال العمال البشريين بالروبوتات الآلية، كما يقول جيتس. ويمكن أن تكون الخسارة الناتجة من القوى العاملة بالآلاف، إن لم يكن بالملايين، تبعًا للصناعات التي تقوم بأتمتة الوظائف (مصطلح مستحدث يطلق على كل شيء يعمل ذاتيًّا بدون تدخل بشري).
رؤيته لهذا المستقبل تنطوي أساسًا على فرض ضرائب على الروبوتات التي تؤدي هذا العمل، من أجل الحفاظ على ضريبة الدخل التي كنت لتحصل عليها من البشر.
اقرأ أيضًا: هل ستحصل الروبوتات على وظائفنا في المستقبل؟
7 – القضاء على شلل الأطفال
بحسب آخر إحصاء في عام 2016، شهد العالم 37 حالة جديدة فقط من شلل الأطفال، مقارنة بـ400 حالة كل عام في الثمانينات. وليست هناك سوى بضع مئات من الحالات في جميع أنحاء العالم، ويأمل جيتس أن يختفي هذا المرض، كما هو الحال مع مرض الجدري.
وقال في رسالته السنوية لعام 2013: «إن المجتمع العالمي لشلل الأطفال يضع الآن الصيغة النهائية لخطة مفصلة أعتقد أنها ينبغي أن تسمح لنا بإنهاء مهمة القضاء على شلل الأطفال خلال السنوات الست المقبلة»، مضيفًا أن المبادرات يجب أن تزيد من الوعي بالتلقيح بشكل عام.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».