اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي لموقع "جبل الجلالة" لإنشاء مدينة عالمية متكاملة ومنتجع سياحي، وتشديده على سرعة الانتهاء من المشروع وزياراته المتكررة للمكان، لم تنبع من فراغ، وإنما كانت تحمل مغزى واضح، خاصة من حيث سرعة التنفيذ، للحصول على العائد في أسرع وقت.
"جبل الجلالة" عبارة عن سلسلة جبلية من جبال البحر الأحمر، وتقع شرق مصر، وتبدأ عند العين السخنة في أقصى شمالها وتمتد جنوبا، وتنقسم إلى الجلالة البحرية شمالا والجلالة القبلية جنوبا، يفصلهما وادي عربة.
يرتفع "جبل الجلالة" البحرية 1200 مترا، ويعتقد أنه المكان الذي عبر موسى منه باليهود البحر الأحمر هربا من فرعون.
ويزور الجبل السياح العرب والأجانب الباحثين في تاريخ مصر، فقرب جبل الجلالة البحرية يوجد جبل التقى ذو الأهمية الدينية، يرتفع 800 مترا ويوجد بالقرب منه وادي الشويبة ووادي هوغولاند. بالمكان توجد ينابيع الكبريت التي سميت عليها العين السخنة.
يتكون "جبل الجلالة" من صخور أركية قديمة نارية ومتحولة، وتكثر بها العروق المعدنية والسدود النارية، ولا يشذ عن هذا غير هضبة الجلالة الشمالية (1223 مترا)، وهضبة الجلالة الجنوبية (1472 مترا)، وبينهما "وادي غربة"الذي يتكون من صخور جيرية أيوسينية، وكذلك جبل عتاقة (371 مترا) المطل على مدينة السويس يبلغ متوسط ارتفاع جبال البحر الأحمر ما بين 300 - 1000 متر.
وعثرت البعثة الفرنسية للآثار بالعين السخنة في 8 فبراير 2006 م على كنز أثري يرجع لفترة الدولتين الحديثة والوسطي في مصر يرجع عمره لأكثر من أربعة آلاف عام خلت، وذلك بمنطقة جبل الجلالة كما اكتشفت بعثة ألمانية مشابهة تمثالا ضخما للملك أمنحتب الثالث.
«جبل التقى»
بالقرب من جبل الجلالة البحرية يوجد "جبل التقى" والذي له أهمية دينية، وهو جبل يصل ارتفاعه إلى 800 متر ويوجد بالقرب منه وادي الشويبة حيث ينابيع الكبريت التي سميت عليها العين السخنة.
ويعد مشروع مدينة "الجلالة" التي من أكثر المشروعات القومية أهمية التى تشرف عليها القوات المسلحة، ممثلة فى «الهيئة الهندسية»، والتى لها عدد من الانعكاسات الإيجابية فى حركة الاستثمار والسياحة، وخفض نسبة البطالة، وتوفير فرص عمل مناسبة لأهالى سيناء ولمن يرغب فى العمل من المصريين.
المدينة مقامة على مساحة 17 ألف فدان أعلى هضبة جبل الجلالة، وتضم العديد من المشروعات السياحية والخدمية، فضلًا عن إقامة جامعة الملك عبدالله، وما تحتويه من تخصصات غير نمطية فى مجالات الهندسة والطب والزراعة، كما تضم العديد من أوجه أنشطة الحياة الاجتماعية، والصحية، فضلًا عن إقامة أول قرية أولمبية لإقامة الفعاليات الرياضية للدولة.
وتتضمن المدينة عددًا من المدن السكنية الفاخرة، والمتميزة، والاقتصادية حتى تتلاءم مع جميع المستويات الاجتماعية، كما تطل المدينة على منتجع «الجلالة السياحى»، الذى يقع على مساحة ألف فدان، ليضم أكبر مدينة ألعاب مائية، ومارينا لليخوت، وفندقًا ساحليًا وآخر يقع فى «حضن» الجبل على الجانب الأيسر من الطريق.
وما بين المدينة والمنتجع، ينطلق الطريق الممتد عبر 17 كيلومترًا، وخط تليفريك مميز بطول 6 كيلومترات، ليعد المشروع الأضخم، الذى يعمل يوميًا بطاقة 750 ألف لتر سولار يوميًا لتنفيذ هذا المشروع العملاق فى سباق مع الزمن، و«تحدى التحدى».
وأكد اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية،في تصريحات صحفية، أن مشروع طريق العين السخنة - الزعفرانة، الذي يشق جبل الجلالة جزء من مشروع طريق مصر- أفريقيا، ويبدأ من بورسعيد ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول، ويتجه جنوبًا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 فى محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف الزعفرانة، ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلو متر، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلى، مثل وصلة منطقة "رأس أبو الدرج"، بطول 17 كيلو مترًا، التى يقام فيها منتجع سياحى عالمى على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداي ملحة بطول 13 كيلو مترًا، للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسى، لافتًا إلى أنه سيتم إغلاق الطريق الساحلى خلال الفترة المقبلة، وتحويله إلى طريق داخلى بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه.
وأوضح اللواء كامل الوزير على هامش زيارة لمنطقة "جبل الجلالة" على خليج السويس أن طريق العين السخنة الزعفرانة سيكون اتجاهين، بعدد 3 حارات مرورية فى كل اتجاه، وسوف يتفادى كل سلبيات طريق التحرك من السخنة إلى الزعفرانة على الطريق الساحلى، وسيكون له دور كبير جدا فى خدمة التنمية والمنشآت السياحية والتجارية.
وقال اللواء الوزير، إن 53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة فى مشروع هضبة الجلالة، منهم 40 شركة مصرية فى مجال الطرق و5 فى مجال الانشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل فى منطقة رأس ابوالدرج فى المنتجع السياحى المطل على خليج السويس، بإجمالى عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفنى ومهندس، تحت إشراف ومتابعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وذكر رئيس أركان الهيئة الهندسية أنه تم الانتهاء من حوالى 20 كيلومترًا من الطريق أعلى هضبة الجلالة، بالإضافة إلى 65 كيلو متر تم الانتهاء منها مابين قطع ونسف فى الصخور شديدة الصلابة، إلى جانب أعمال الحماية والتدبش، ومتبقى نحو 17 كم، فى مناطق جبلية متضرسة يتم العمل خلالها بسواعد رجال المهندسين العسكريين الذين ينفذون أعمال نسف حذر وتدمير للطبقات الصخرية لاستكمال الطريق.
وأوضح اللواء الوزير أن المشروع تم بدء العمل فيه منذ شهر يونيو 2014، وقد تم نقل المعدات الثقيلة التى تتولى تفتيت الصخور فوق جبل الجلالة، من أجل شق الطريق، الذى سيكون بوابة للتنمية الحقيقية فى خليج السويس، وشريان أمل جديد للأجيال المقبلة.
وأكد الوزير انه يتم توفير 750 ألف لتر وقود يوميا لخدمة المعدات الثقيلة التى تعمل فى منطقة جبل الجلالة، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، حتى يتم تسيير العمل بشكل مرن دون توقف على مدار 24 ساعة، وكذلك نعمل على إدخال الخامات المصرية فى المشروعات حتى نقلل التكلفة، ونوفر " كسارات " لتفتيت الصخور ومعاونة الشركات المدنية، بالإضافة إلى دعم تلك الشركات بتوفير المعدات الهندسية لها لدعم قدرتها على العمل.
وأكد اللواء الوزير أن السرعة فى تنفيذ المشروعات التنموية الجديدة لا تعنى تراجع مستويات الجودة، فهى الأساس فى كل المشروعات التى يتم تنفيذها، موضحا أن المثلث الذهبى الذى تعمل وفقه القوات المسلحة هو الوقت والتكلفة والجودة، بحيث يتم إنجاز العمل فى أسرع وقت وبأقل تكلفة وأعلى معدلات الجودة والمعايير القياسية العالمية.