أئمة الأوقاف ببرج العرب: طاعة الله ورسوله أهم دروس تحويل القبلة

وزارة الأوقاف

أكد علماء الأوقاف بالأسكندرية على أن الطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هى من أهم الدروس المستفادة من ذكرى تحويل القبلة وأنه ينبغى على الجميع العمل على وحدة الصف والتحلى بالصبر.

جاء ذلك خلال مشاركة أئمة ودعاة الأوقاف بالأسكندرية فى القافلة الدعوية التى نظمتها مديرية أوقاف الأسكندرية بمساجد إدارة أوقاف برج العرب تحت إشراف الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية والتى تضمنت أداءخطبة الجمعة تحت عنوان ( تحويل القبلة دروس وعبر ).

حيث أكد علماء الأسكندرية على أن الله تبارك وتعالى وعد نبيه بتحقيق مايتمنى فقال سبحانه وتعالى ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 1444].

وقال الله تعالى: ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 149 - 152].

عن البَراء بن عازب قال: "صلَّيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، حتَّى نزلت الآية التي في البقرة: ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾، فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق رجل من القوم فمرَّ بناس من الأنصار وهم يُصلُّون، فحدَّثهم، فولَّوا وجوههم قِبَلَ البيت"؛ رواه البخاري ومسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "بينا الناسُ يُصلُّون الصبح في مسجد قباء؛ إذ جاء رجل فقال: قد أُنزِلَ على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنٌ، وقد أُمرَ أن يَستقبلَ الكعبة فاستقبِلوها، فتوجهوا إلى الكعبة"؛ الترمذي.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما وجِّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزَلَ الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143]؛ يعني: صلاتكم".

وهذا يدل على أن الثقة بالله والصبر عند المحن ينتج عنه الفوز برضا الله وقوة الإيمان وإن من أبرز الدروس المستفادة من تحويل القبلة:-

11-الطاعة الدائمة للمؤمنين، والتَّكذيب الدائم من المشركين والمنافقين واليهود وغيرهم.

2- دلالة على نبوَّة النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبر الله تعالى بما سيقوله اليهود عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؛ من إثارة الشكوك والتساؤلات قبل وقوع الأمر، ولهذا دلالتُه؛ فهو يدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو أمر غيبي، فأخبر به قبل وقوعه، ثم وقع، فدل ذلك على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول يخبره الوحي بما سبق، وهو يدل أيضًا على علاج المشكلات قبل وقوعها؛ حتى يستعد المسلمون ويُهيئوا أنفسهم لهذه المشاكل للتغلب عليها والرد عليها ودفْعها؛ فإن مفاجأة المكروه على النفس أشق وأشد، والجواب العتيد لشغب الخصم الألد.

3- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند ربه سبحانه وتعالى:

قال تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144].

فقد كان صلى الله عليه وسلم يقلِّب وجهه في السماء، يحبُّ أن يصرفه الله عز وجل إلى الكعبة، حتى صرَفه الله إليها.

4- أن الأمة هي خير الأمم وأنها أمة وسط:

قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]. وقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 1433].

وعن أبي سعيد الخدري، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]، قال: عدلًا"؛ صحيح.

والوسطية تعني الأفضلية والخيرية والرِّفعة؛ فالأمة وسط في كل شيء؛ في العقيدة والشريعة والأخلاق والمعاملات، وهذا واضح جدًّا لكل مَن درس تعاليم الدين الإسلامي بالتفصيل؛ فالله عز وجل اختارَ لهذه الأمة الخير في كل شيء، والأفضل في كلِّ حكم وأمْر، ومِن ذلك القِبلة، فاختار لهم قبلةَ إبراهيم عليه السلام.

وقد روى الإمام أحمد في مسنده (6 134 - 135) مِن حديث عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في أهل الكتاب: ((إنهم لا يحسُدوننا على شيء كما يَحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها وضلُّوا عنها، وعلى القِبلة التي هدانا الله لها وضلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين))؛ صحيح.

5- تحديد وظيفة الأمة المحمَّدية وأنها خير الأمم:

قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، وقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].

في الدنيا: عن أنس رضي الله عنه قال: مُرَّ بجنازة، فأُثني عليها خيرًا، فقال نبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((وجبَتْ، وجَبتْ، وجَبتْ))، ومُرَّ بجنازة، فأُثْنِي عليها شرًّا، فقال نبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((وجَبَت، وجَبَت، وجَبَت))، فقال عمر: فداك أبي وأمِّي، مُرَّ بجنازة، فأُثني عليها خيرًا، فقلتَ: ((وجبَتْ، وجَبتْ، وجَبتْ))، ومُرَّ بجنازة، فأُثنيَ عليها شرًّا، فقلتَ: ((وجَبَت، وجَبَت، وجَبَت))؟ فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن أثنيتُم عليه خيرًا وجَبَتْ له الجنة، ومَن أثنيتم عليه شرًّا وجَبَتْ له النار؛ أنتم شهداءُ الله في الأرْض))؛ رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

في الآخرة: ((يَجيء النبيُّ يومَ القيامة ومعه الرجل، والنبيُّ ومعه الرجلان، والنبيُّ ومعه الثلاثة، وأكثر مِن ذلك، فيُقال له: هل بلَّغتَ قومك؟ فيقول: نعم، فيُدْعَى قومُه، فيقال لهم: هل بلَّغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيُقال له: مَن يشهد لك؟ فيقول: محمَّد وأمَّته، فيُدْعى محمَّد وأمَّته، فيقال لهم: هل بلَّغ هذا قومَه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما عِلمُكم بذلك؟ فيقولون: جاءنا نبيُّنا فأخبَرَنا أنَّ الرسل قد بلَّغوا فصدقْناه، فذلك قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]؛ صحيح الجامع.

﴿ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ كيف؟

عن عبدِالله بن مسعود قال: "قال لي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو على المِنْبَر: ((اقرأ عليَّ))، قلتُ: أقرأُ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((إنِّي أُحبُّ أن أسمعَه من غيري))، فقرأتُ سورةَ النِّساء، حتى أتيتُ إلى هذه الآية: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال: ((حسْبُك الآن))، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرِفان".

6- التَّسليم المطلق والانقياد الكامل لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم:

فالمسلم عبدٌ لله تعالى؛ يسلِّم بأحكامه، وينقاد لأوامره بكل حبٍّ ورضا، ويستجيب لذلك، ويسارع للامتثال بكل ما أوتي من قوة وجهد، فأصْلُ الإسلام التسليم، وخلاصة الإيمان الانقياد، وأساس المحبَّة الطاعة؛ لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والامتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفةُ الحكمة واقتناعه بها؛ لأنه يعلم علم اليقين أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء إلا كان في مصلحتِه، سواء عَلِمَ ذلك أو لم يعلمْه.

قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]، هذه الطاعة وذلك التسليم هو الذي أقسم الله تعالى بنفسه على نفي الإيمان عمَّن لا يملكه في قوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

والصحابة الكرام رضي الله عنهم في أمر تحويل القِبلة: أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوجه في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى فتوجَّهوا وانقادوا، ولَبِثوا على ذلك مدةَ سنةٍ وبضعة شهور، فلما أُمِروا بالتوجُّه ناحية المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا، بل إنَّ بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم، تحولوا وتوجهوا إلى القِبلة الجديدة؛ فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "بينا الناس يصلُّون الصبح في مسجد قباء، إذ جاء رجل فقال: قد أُنزِلَ على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن، وقد أُمر أن يستقبل الكعبة فاستقبِلوها، فتوجَّهوا إلى الكعبة"؛ البخاري ومسلم.

فهذه هى أهم الدروس المستفادة من تحويل القبلة حتى نستمد منها القوة على تحمل المشقات والصعاب فى سبيل بناء وطننا وحمايته من المخربين فكلناء فداء لأرض مصر الغالية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
قطعته بمنشار.. أسرة ضحية زوجته بـ أستراليا في أول ظهور: قتلته لنيته الزواج وانتحلت صفته لتخفي جريمتها |خاص