اهتزت منطقة المطرية منذ أيام على واقعة بشعة عندما أقدم عاطل على ذبح والدته المسنة بطريقة بشعة لسرقة 200 جنيه لشراء مواد مخدرة ".
"أهل مصر "، انتقلت إلى مكان الواقعة لنرصد عن قرب تفاصيل تلك الجريمة المأساوية، ففى شقة متواضعة بالطابق الأول من عقار متهالك بعزبة عرب الحصن بمنطقة المطرية عاشت الحاجة حمدية بين الفقر والحرمان لتوفر لأولادها قوت يومهم فبالرغم من عمرها الذى تجاوز السبعين، فإنها تعمل فى تنظيف المنازل مقابل حفنة من الجنيهات لا تكفى فمها الجائع، ولكنها كانت تدبر ما تستطيع للإنفاق على أولادها ولم تكن تعلم أنه سيخرج من رحمها شيطان ستكون نهايتها على يده، لتكون نهاية مأساوية.
فى البداية، قالت إحدى جارات المجنى عليها: "مش مصدقة أن الحاجة حمدية اتقتلت وعلى إيد مين ابنها اللى المفروض يحميها ويريحها فى آخر أيامها، منك لله يا وائل تقتل أمك لية عملتلك ايه دى كانت بتشتغل وتصرف عليك" بهذة الكلمات بدأت احدى جارات المجنى عليها حديثها معنا".
وقالت الجارة إن الحاجة حربية تقطن بالعقار منذ سنوات ولديها 3 أبناء وبنت وجميعهم متزوجون ومنهم وائل اللى قتلها وهى أم لبنت، وعايشين معاها وهى اللى بتشتغل وتصرف عليهم لأنه وائل كان بيشرب مخدرات وكل فلوسه بيصرفها على المخدرات .
وأضافت الجارة، ودموعها تسبق كلماتها أن الحاجة حربية كانت على علاقة جيدة بجميع بجيرانها، وكانت الناس بتعطف عليها لما بنشوفها بتنضف السلالم فى البيوت، والكل فى المنطقة يعرفها، ولكن ابنها وائل تعبها، فكان دائم المشاجرات مع الجيران، وكان بيبقى شارب طول الوقت وهى تعبت معاه، وكنا بنسمع صوتها وهو بيضربها ودائما ما كنا ننقذها من يدة .
وفى يوم الواقعة، جلست معها وتبادلنا أطراف الحديث، وشكت لى من ابنها ولكننى تركتها، وذهبت لشراء طلبات المنزل، وعندما رجعت وجدت الناس ملمومة فى شقتها وعندما دخلت وجدتها ممدة على الأرض وأخبرونى الجيران، أنهم لقوا المجنى عليها على الأرض جثة هامدة، وكان ابنها وائل بيعيط لم أستطيع تحمل المنظر وخرجت من الشقة منهارة .
وقال شخص يدعى محمود وهو أحد جيران المجنى عليها : "أعرف الحاجة حمدية من سنين هى وأولادها، ومنهم وائل المتهم بقتلها، وكانت ست فى حالها ولم تؤذى أحد ولكن ابنها وائل كان معروف فى المنطقة بسمعته السيئة فى المنطقة، وكان دائم اقتراض الأموال من الناس لشراء المخدرات، وكان الأشخاص يشكون لأمة الحاجة حمدية، ولكنها كانت تخبرهم أنها لا تقدر عليها.
وأضاف، :"كانت الحاجة حمدية تعيش على المساعدات بجوار معاش التضامن بتاعها وشغلها فى النظافة حيث أنها تصرف على ابنها المتهم بقتلها ونجلتة بعد طلاقه لزوجته لعدم قدرتها على تحمل العيش معه بسبب إدمانه للمواد المخدرة .
وعن يوم الواقعة، قال أثناء تواجدى فى الشارع فؤجئنا بابنها وائل يصرخ، وكان فى يده جبيرة ملفوفة، حولها ويقول أمى اتقتلت، وعندها هرعنا إلى الداخل لنجد الحاجة حمدية ممدة على الأرض، بينما الدماء تسيل منها على البلاط، وكان الدم من رقبتها وودنها وكان واضح آثار تكسير بالشقة، وبعدها بنصف ساعة حضر رجال المباحث وقاموا باستجوابنا واخدوا اقوالنا .
وأوضح جار المجنى عليها أن أحد ضباط المباحث لاحظ تواجد جبيرة على يد ابنها، وائل أثناء شربة لسيجارة خارج الشقة فقام بمناداته، وطلب منه إطفاء السيجارة وحاول وائل حينها صرف نظر الضابط من خلال الهذيان بكلمات غير مفهومة، ولكن الظابط مسكوة وخلاة شال الجبيرة، ووجد فيها آثار حدوش باليد وليس كسر فقام باصطحابه معه إلى قسم الشرطة وبعدها علمنا أنه القاتل .
وفجر الجار، مفاجئة من العيار الثقيل عندما قال اأ وائل القاتل سبق حبسه فى قضية اغتصاب ابن شقيقته، قبل ذلك وخرج من السجن بعد قضاء 3 سنوات ولكنه عاد أسوء من السابق، وفى الفترة الأخيرة كان يغيب عن المنطقة لفترات طويلة وكان لا يعمل .
تعود الواقعة، بتلقى قسم شرطة المطرية بلاغًا من وائل فراج عامل؛ باكتشافه مقتل والدته "حمدية أ ح" عاملة نظافة داخل الشقة سكنها.
بالانتقال والفحص، عثر على جثة مسجاة على ظهرها بأرضية غرفة النوم ترتدي ملابسها كاملة، وبها إصابات عبارة عن جرح ذبحي بالرقبة من الأمام وجرح قطعي باليد اليسرى و2 طعنة بالبطن.
وتبين بمحتويات الشقة ووجود كسر بشباك غرفة النوم من الداخل وسرقة قرطها الذهبي ومبلغ مالي 200 جنيه.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن المبلغ نجل المجنى عليها مشهور عنه تعاطى المواد المخدرة ودائم التشاجر معها وأنه وراء ارتكاب الواقعة.
بمواجهته بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات وظروف وملابسات حدوث إصابته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد التخلص من المجنى عليها وسرقتها، وأقر أنه نظرًا لمروره بضائقة مالية اختمرت في ذهنه فكرة التخلص من والدته وسرقتها والاستيلاء على الشقة سكنها عن طريق الميراث.
وفى سبيل ذلك انتظر لحين استغراقها في النوم وقام بكتم أنفاسها وحال مقاومتها له قام بالتعدي عليها بسكين محدثا إصابتها التي أدت إلى وفاتها وأحدث بنفسه بدون قصد إصابته المشار إليها، واستولى على مبلغ مالي 200 جنية وقرط ذهبي كانت تتحلى به.
ولدرء الشبهات عن نفسه ولتضليل فريق البحث قام ببعثرة محتويات الشقة وكسر شباك غرفة النوم لإظهار الواقعة على أنها واقعة تسلق من مجهول، وقام بوضع جبيرة على يده اليسرى لإخفاء إصابته.
وأضاف بأنه تخلص من السلاح الأبيض المستخدم في الحادث وملابسة المدممة بالقائهم بمقلب قمامةـ دائرة القسم، وتم بإرشاده ضبط القرط الذهبي ومبلغ مالي 50 جنيها المستولى عليهما بمسكنه والسلاح الأبيض المستخدم في الحادث وملابسة المدممه بمكان إلقائهم وأقر بإنفاقه باقي المبلغ المستولى عليه على متطلباته الشخصية.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.