صلاح الدين في عيون أعدائه "الحقيقيين": سحر المسيحيين بأخلاقه.. وفاق أعظم الفرسان الإنجليز شهامة

صورة تعبيرية

قال الكاتب "يوسف زيدان" - خلال برنامج "كل يوم" مع الإعلامي "عمرو أديب" يوم الأربعاء الماضي- إن القائد المسلم "صلاح الدين الأيوبي" من أحقر الشخصيات في التاريخ، مضيفًا أن "صلاح الدين" لم يحرر القدس، بل عقد صلحًا مع الصليبيين بعد حروب، انتقاما لشقيقته فقط.

وفي التقرير التالي يرصد "أهل مصر" من هو صلاح الدين الأيوبي في أعين أعدائه الغربيين.

أظهر "توماس أرنولد" في كتابه " الدعوة إلى الإسلام" أن أخلاق صلاح الدين الأيوبي وحياته التي انطوت على البطولة أحدثت في أذهان المسيحيين في عصره تأثيرا سحريا حتى إن الكثير من الفرسان المسيحيين هجروا ديانتهم المسيحية بسبب انجذابهم إلى شخصيته، وانضموا إلى المسلمين.

وقال "جوستاف لوبون" في كتابه المهم "حضارة العرب": لم يشأ السلطان صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، حيث يبيد النصارى عن بكرة أبيهم؛ فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم مانعا سلب شيء منهم.

وكان صلاح الدين معروفا بشجاعته وتسامحه وهذا ما أكد عليه الكثير من المؤرخين الغربيين، خاصة من حيث قضية الأسرى، ومن ذلك ما ذكره المؤرخ الغربي أرنولد توينبي عن صلاح الدين، إذ قال:«اجتمع كثير من النساء اللواتي دفعن الجزية وذهبن للسلطان يتوسلن قائلات إنهن إما زوجات أو أمهات أو بنات لبعض من أسر أو قتل من الفرسان والجنود، ولا عائل ولا سند لهن الآن ولا مأوى، ورآهن يبكين فبكى معهن تأثرًا وشفقة، وأمر بالبحث عن الأسرى من رجالهن وأطلق الذين وجدهم منهم وردهم لنسائهم، أما اللواتي مات أولياؤهن، فقد منحهن مالًا كثيرًا جعلهن يلهجن بالثناء عليه أينما سرن، ثم سمح السلطان لهؤلاء الذين منحهم الحياة والحرية وأغدق عليهم نعمه، بأن يتوجهوا مع نسائهم وأولادهم إلى سائر إخوانهم اللاجئين في مدينة صور».

وأيضا اشتهر صلاح الدين بتواضعه حيث يقول المؤرخ "إدوارد جيبون" إن صلاح الدين كان متواضعًا لا يعرف البذخ ولا يرتدي إلا العباءة المصنوعة من الصوف الخشن، ولم يعرف إلا الماء شربًا، وكان متدينًا قولًا وفعلًا، يشعر بالحزن لعدم تمكنه من أداء فريضة الحج، لأنه كان منهمكًا في الدفاع عن دين الإسلام.

وعن مكانته في أوروبا يقول المؤرخ الروسي "ميخائيل زابوروف" إن «الرقة النسبية التي أبداها القائد العسكري صلاح الدين الأيوبي بعد الاستيلاء على القدس كانت، في ما كانت، سببًا لتزيين تاريخ صلاح الدين في الغرب في ما بعد بشتى الأساطير التي تطري شهامته غير العادية، أما في الواقع، فإن اعتدال صلاح أملته الاعتبارات السياسية، ذلك أنه كان عليه أن يضم أراضي دول الصليبيين إلى قوام الدولة المصرية، ولم يكن من شأن شراسة الظافر إلا أن تسيء إلى هذه القضية».

ويروي القصصي والمسرحي "روبرت كرين " في قصته "نسيج بلوي" إن فتوحات صلاح الدين وانتصاراته جعلت منه بطلا يشار إليه بالبنان ومعشوقا تتمناه كل العذارى.

والروائي "ولتر سكوت" يظهر صلاح الدين في روايته ( الطلسم ) العدو الشهم الذي يقدم يد العون والمساعدة حتى لخصمه الذي قطع آلاف الأميال لمقاتلته ويقول عنه:"أنه فاق أعظم الفرسان الإنجليز شهامة ونبلا ونكران للذات، فهو الذي ينقذ عدوه من الموت وبذلك رسم سكوت الصورة الحقيقية لصلاح الدين والجديدة بالنسبة للإنكليز. وتعد هذه الرواية ( الطلسم أو التعويذة ) تجسيدا ليقظة الضمير الإنساني لدى الأديب الإنجليزي وانتصار للحقيقة التي ظلت محجوبة قرون عديدة.

وكتب "دانتي اليغييري" صاحب ملحمة (الكوميديا الإلهية) -التي تعتبر من أفضل الأعمال الأدبية العالمية- عن صلاح الدين بعد وفاته بمائة عام وحده من بين كل عظماء الشرق والعرب والمسلمين حيث وضع اسمه مع عظماء حقبة القرون الوسطى مثل: هوميروس الشاعر اليوناني وأفلاطون الفيلسوف ووصفه كأعظم أبطال العرب والإسلام ومؤسس الدولة الأيوبية.

واعتبرت المؤلفة "ماري إدي" أن صلاح الدين الأيوبي قد صنع التاريخ حيث أنه قضى على الدولة الفاطمية في القاهرة ووسع نفوذه ليشمل دمشق وحلب ولعب دور الموحد للمسلمين. فقد حرر القدس من الغزاة الصليبيين وألحق هزيمة نكراء بالدول اللاتينية في الشرق.

تعتبر المؤلفة أيضا أن القائد صلاح الدين الأيوبي الذي عاش ما بين 1138 و1193 قد فرض نفسه في حياته كواحد من أعظم قادة ما أسمته "إسلام الانتصارات". وأضافت "ماري" قائلة في وصفها عن شخصية صلاح الدين الأيوبي: "لقد مارس صلاح الدين الأيوبي فن الحرب والتزم بأخلاق الفارس كأحسن ما يكون".

ولد صلاح الدين في تكريت وهي مدينة عراقية عام 5322 هجريًا، وأورد ابن الأثير في تاريخه أن يوم ولادته صادف إجبار أبيه على الخروج من تَكريت، فتشاءم أبوه منه. فقال له أحدُ الحضور: "فما يُدريك أن يكون لهذا المولود مُلكًا عظيمًا له صيتٌ؟.

كانت موقعة حطين أول حرب يخوضها صلاح الدين وانتصر فيها على القوات الصليبية ومن ثم حاصر صلاح الدين مدينة القدس بعد استيلائه على المدن الساحلية كلها مثل عكا ويافا وعسقلان، وبعد أسبوع استسلمت المدينة وفي يوم 27 من رجب الموافق 583 هـجريًا دخل صلاح الدين المدينة.

وبعد سقوط القدس في أيد صلاح الدين، أثار الذعر روما والتي قامت بتجهيز حملة صليبية ضخمة تضم أكبر ملوك أوروبا لاسترداد القدس.

وقد قاد الحملة ثلاث ملوك هم ريتشَارد قلب الأسد ملك إنجلترا، وملك ألمانيا فريدريك بربروسا، وفيليب أغسطس ملك فرنسا، واشتبكت جيوش صلاح الدين مع جيوش الصليبيين بقيادة ريتشارد في معركة أرسوف التي انهزم فيها صلاح الدين، وبعد عدة محاولات فاشلة لغزو القدس قام ريتشارد في عام 587 هجريًا بتوقيع معاهدة الرملة مع صلاح الدين.

وكانت المواجهة مع الملك ريتشارد ومعاهدة الرملة آخر أعمال صلاح الدين وبعدها بوقت قصير تمكن الموت منه.

شاهد أيضا:  ثورة غضب عالمية على يوسف زيدان بسبب هجومه على صلاح الدين.. مصرية: "ده شغل رخيص".. وعراقي: "أنت أهلا للحقارة".. وماليزي: "ربنا يهديك

شاهد أيضا: أسرار هجوم يوسف زيدان على صلاح الدين الأيوبي ووصفه بالحقير 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً