شهد مطلع عام 2017 الإعلان عن اكتشافات أثرية مهمة بمحافظة أسوان حيث أعلن دكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بأنه تم الكشف عن 12 مقبرة جديدة بمنطقة جبل السلسلة بأسوان، يرجع تاريخها لعصر الدولة الحديثة وخاصة الملك "تحتمس الثالث" و"أمنحتب الثاني"، جاء هذا الكشف خلال أعمال الحفائر التي تجريها بعثة جامعة ليند السويدية برئاسة دكتور "ماريا نلسون" ودكتور"جون ورد" بالتعاون مع وزارة الآثار.
وأشار دكتور عفيفي إلى أنه عُثر داخل هذه المقابر على بقايا هياكل عظمية ورفات حيوانية نستطيع من خلال دراستها الكشف عن مدي التقدم الطبي والرعاية الصحية خلال تلك الفترة المبكرة من تاريخ مصر، الأمر الذي سوف يقودنا إلى فهم طبيعة المنطقة وأهمية الموقع بشكل كبير.
ومن جانبه قال نصر سلامة مدير عام آثار أسوان والنوبة أن المقابر المكتشفة استخدم بعضها كمدافن للحيوانات، وهي تتكون من غرفة أو غرفتين مع وجود نيش أحيانا، مشيرًا إلى أنه تم الكشف داخل بعضها عن أجزاء من توابيت حجرية وفخارية وأخرى من الكارتوناج، بالإضافة إلى عدد من التمائم والجعارين.
وأضافت دكتور "ماريا نلسون" أنه من خلال الدراسات الأولية للكم الهائل من الرفات والعظام البشرية التي عثر عليها داخل هذه المقابر تبين وجود عدد من الأفراد الأصحاء، بالإضافة إلى وجود أدلة تشير إلى سوء التغذية أحيانا وبعض الإصابات المتعلقة بكسور العظام بسبب زيادة المجهود العضلي، كما ترجح بقايا الهياكل العظمية وجود بعض السلوكيات المتعلقة بالمخاطر المهنية وطبيعة العمل.
فيما أفاد دكتور"جون ورد" أن البعثة نجحت أثناء فترة عملها بالموقع خلال السنوات السابقة في الكشف عن لوحة صخرية ترجع إلي العصر المتأخر تصور مشهد نادر يجمع الإلهين "تحوت" و"آمون رع" في حضور أحد الملوك يقدم القرابين إليهما سويا، وتمثال في هيئة أبو الهول يتشابه مع تماثيل طريق الكباش، بالإضافة إلي الكشف عن بعض عن بعض المأوي المنحوتة في الصخر وعدد من الأماكن التي كانت مخصصة لتربية الحيوانات.
وفي شهر مارس الماضي تم الإعلان أيضا عن اكتشاف غرفة دفن سليمة لشقيق أحد أهم حكام جزيرة ألفنتين من عصر الأسرة الثانية عشر، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة الأسبانية التابعة لجامعة خايين في منطقة قبة الهوي الأثرية" مقابر النبلاء " غرب مدينة أسوان واصفا هذا الكشف بالهام ليس فقط لثراء الدفن، ولكن لأنه يلقي الضوء علي الأفراد الذين كانوا تحت ظل السلطة والذي لاتتوافر عنهم الكثير من المعلومات.
ومن جانبه أوضح نصر سلامة مدير عام منطقه آثار أسوان أن القطع التي عثر عليها داخل حجرة الدفن فريدة لأنها تحتوي علي جميع الأثاث الجنائزي للمتوفي والتي تتكون من أواني من الفخار، وتابوتين داخلي وخارجي من خشب الآرز بالإضافة إلي مجموعة من النماذج الخشبية والتي تمثل القوارب الجنائزية، ومشاهد من الحياة اليومية.
وقال دكتور اليخاندرو خيمنيز سيرانو رئيس البعثة الإسبانية أن البعثة عثرت علي مومياء تدخل غرفة الدفن ولكنها مازلت قيد الدراسة وهي في حالة جيدة من الحفظ ومغطاة بكارتوناج ملون مع قناع جميل وقلادة، مشيرا إلي أن النقوش الموجودة علي التوابيت تحمل اسم المتوفي "شماي" متبع باسم والدته وأبيه علي التوالي "ساتت حتب وخيما وقد كان هذا الأخير حاكم جزيرة إلفنتين في عهد الملك أمنمحات الثاني مؤكدا علي أنه مع هذا الكشف تضيف بعثة جامعة خايين المزيد من المعلومات الهامة عن الاكتشافات السابقة في منطقة قبة الهوي لأربعة عشر عضوا من الأسرة الحاكمة لجزيرة إلفنتين خلال عهد الأسرة الثانية عشر، حيث يوفر هذا العدد الكبير من الأفراد فرصة فريدة لدراسة الأوضاع الحية للطبقة الراقية في مصر منذ أكثر من ٣٨٠٠ سن.