باسم يوسف من "يوتيوب" للهجرة إلى أمريكا.. 10 معلومات عن فيلم "دغدغة العمالقة"

كتب : صلاح حسن

اختلفت الأمور كليًا منذ توقيت ثورة يناير وحتى الآن، إذ أصبح المناخ العام لا يتحمل الزخم السياسي والثوري، الذي شهدته مصر منذ ما يربو عن 6 سنوات، وأصبح الميل إلى الاستقرار هو المسيطر على الساحة حاليًا، فأكتفى شباب يناير، بنشر "الكوميكس"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عكس الفترة السابقة التي كان الجميع فيها يتكلم وله صوت عالي.

في تلك الأثناء، ظهر باسم يوسف، وأصبح هو المسئول الأول عن هذا الشعور، فبدأ بالظهور عبر "يوتيوب" فوصل لقمة الشهرة، وفجأة اختفى نهائيًا وهاجر إلى أمريكا، وظهر بعيون المخرجة الأمريكية سارة تاكسلر، حيث قدمت بالإنجليزية وفي إطار موجه بالأساس للمواطن الأمريكي فيلم "دغدغة العمالقة"، الذي يُعرض حاليًا في السينمات الأمريكية وفي بعض المدن الأوربية ولم يتح للمصريين مشاهدته إلا مؤخرًا على موقع Netflix.

وفي هذا التقرير نرصد أبرز 10 معلومات عن هذا الفيلم:

1- الفيلم يدور حول حكاية باسم يوسف، الساخر السياسي الأنجح في تاريخ مصر، حول "البرنامج"، الثورة والثورة المضادة، مصر التي كنا نحلم بها ومصر التي أصبحنا نتمنى الهرب منها، وحول باسم يوسف، الطبيب الذي ترك مهنته ليصبح مقدم برنامج ساخر، الساخر الذي استطاع في لحظة ما أن يصبح بين أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم، والرجل الذي ترك وطنه مهاجرًا مدفوعًا بتظاهرات مواطنين شرفاء.

2- يسرد الفيلم الحكاية بترتيبها الزمني، من البداية، من يناير، منذ التظاهرات ضد مبارك والتغطية الإعلامية التليفزيونية لها، التغطية التي حاولت اتهام المتظاهرين بالعمالة أحيانًا، ومحاولة إرهابهم في أحيان أخرى، وحينها يقرر باسم يوسف، بالاشتراك مع صديقه طارق القزاز، مالك شركة "Qsoft" للمحتوى الفني، أن يقدما مقاطع على يوتيوب لفضح هذه التغطية والسخرية منها.

3- ينجح المحتوى بشكل يفوق التوقعات، وبعد أقل من عام ينتقل باسم يوسف، لتقديم الموسم الأول من برنامجه "البرنامج" على قناة أون تي في، يشكل هذا الموسم الفترة التي كان باسم فيها أقرب للمحتوى الذي قدمه على يوتيوب، حينما كان يسجل مقاطع الفيديو من غرفة الغسيل في منزله.

وكانت حلقات البرنامج ذات مدة زمنية قصيرة، كما كان محتواها أقرب للحديث باسم ثوار يناير، وفي أحد أفضل مشاهد الفيلم يعاد عرض جزء من حلقة البرنامج التي صورها باسم من شارع محمد محمود أثناء الاشتباكات التي حدثت في نهاية عام الثورة الأول، باسم يتنقل برفقة الكاميرا ليحاول نقل الصورة الحقيقية لما يحدث، يسخر من اتهام المتظاهرين بالعمالة، يقاطعه أحد الأطباء الميدانيين وتتوقف الضحكات حينما يخبره بأن أحد المصابين قد توفي بين يديه.

البداية لم تحمل جديدًا إذًا، حملت فقط حنينًا قديمًا، اقتبست المخرجة سارة تاكسلر، من مقاطع البرنامج في موسمه الأول، وجعلت من مقطع محمد محمود، محورًا للثلث الأول من الفيلم، وأضافت له قصة ترك باسم لعمله كجراح قلب والتي تم تصويرها بالطبع في زمن لاحق لحدوثها.

4- قررت تاكسلر، أن تصنع هذا الفيلم حينما قابلت باسم أثناء زيارته لأستوديو "the daily show"، البرنامج الخاص بالساخر الأمريكي "جون ستيورات"، في ذلك الوقت، والذي أثر كثيرًا في رؤية باسم للسخرية السياسية لدرجة جعلته يُعرف في الأوساط الأمريكية باسم "جون ستيوارت المصري".

هذا اللقاء جعل تاكسلر، التي تعمل كمنتجة فنية في "the daily show" ترغب بصناعة هذا الفيلم، وعليه جعلت تاكسلر، من هذه اللحظة لحظة تنتقل فيها الحكاية لطريق آخر.

5- ينتقل الفيلم بعد هذا لسرد قصة صعود "البرنامج"، لمسرح كبير يشغله جمهور حي، وتحوله للبرنامج التليفزيوني الأنجح في تاريخ الإعلام المصري، أكثر من 30 مليون مصري تابعوا كل حلقة من حلقات البرنامج بشكله الجديد، هذه المعلومة تتكرر أكثر من مرة في أحداث الفيلم.

6- تحاول تاكسلر، هنا بناء القصة على ثلاثة عناصر، أولًا مقاطع من حلقات البرنامج نرى فيها سخرية متكررة من رئيس الجمهورية في ذلك التوقيت محمد مرسي، ومقاطع مصاحبة لذلك توضح كم التطرف الذي كانت تبثه القنوات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي في ذلك التوقيت.

7- ردود أفعال المشاهدين في المسرح والمنازل وحتى المقاهي، الجميع كان في انتظار حلقة البرنامج الجديدة، وصولًا للتحقيق مع باسم يوسف في الاتهام الموجه إليه بإهانة رئيس الجمهورية، وأخيرًا الأجواء الخاصة بفريق عمل البرنامج.

والأكيد أن هذا العنصر هو أهم ما أضافه الفيلم للمشاهد المصري.

نحن نعلم كل شيء عن الحكاية ولكننا لم نكن نعرف ما وراء الحكاية، وينقلنا الفيلم لنصبح وسط مجموعة الشباب الذين أنتجوا المحتوى الذي أخرجه لنا باسم علي، الشاشة، مجموعة من الشباب والفتيات المصريين الذين امتكلوا قوة غير مسبوقة للتأثير على مجريات الأحداث في مجتمع غير مستقر، مجتمع كان في أشد حالات الاستقطاب.

وبين لحظة وأخرى تنتقل أحداث الفيلم لرسوم كاريكاتيرية متحركة تشرح الأجواء المصرية المعقدة للمشاهد الغربي، قام بهذه الرسوم ساخر مصري آخرى هو محمد قنديل، الذي ألهم مخرجة الفيلم بتسميته بهذا الاسم "دغدغة العمالقة"، حينما رسم باسم وهو يحمل ريشة طائر بين يديه ويحاول دغدغة قدم عملاقة تعبر عن المستبدين العمالقة الذين يتصارعون على حكم مصر.

8- تنتقل الأحداث بشكل متسارع لتعرض الإطاحة بمحمد مرسي من الحكم من خلال تدخل عسكرى سبقته تظاهرات 30 يونيو، ليعود البرنامج مرة أخرى بعد فترة توقف نتابع فيها جوًا من التوتر بين فريق العمل وسؤالًا متكررًا حول صلاحية السخرية للتعامل مع أحداث حزينة ودامية تعرض لها معارضو التدخل العسكري للإطاحة برئيس منتخب.

9- يعود "البرنامج"، في النهاية ليتم وقفه على فضائية "CBC" بعد عرض حلقته الأولى، ولمجرد التعرض لذكر الاحتفاء المبالغ فيه بوزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، وشهدت هذه الحلقة -التي تم عرضها بعد مرور عدة أشهر على الإطاحة بمرسي وفض اعتصام رابعة- استعراضًا ساخرًا انتهى بتكرار شادي ألفونس، أحد مقدمي البرنامج برفقة باسم لجملة "وعشان كدة حصل انقلاب"، وحينها يكمم باسم وبقية مقدمي البرنامج فمه ويتهمونه بالانتماء للإخوان، وحينها يرد ألفونس "أنا مسيحي"، في إشارة لأجواء التخوين التي سادت مصر في هذا التوقيت واتهام أي معارض بالانتماء للإخوان، والغريب أن هذه الحلقة قد تسببت بموجة غضب عارمة من كلا الجانبين.

فعلى جانب غضب الكثير من المنتمين لتيار الإسلام السياسي من باسم، وفريق عمل البرنامج حيث اتهموه بالسخرية من الدماء التي سالت عقب التدخل العسكري، ومن جانب آخر حاصر متظاهرون آخرون، مسرح البرنامج ليتهموا باسم يوسف، بالإساءة لرموز الدولة والسخرية من قائد الجيش، ليطالبوا في النهاية بإعدام باسم.

انتهت حكاية الموسم الثاني ببيان "CBC" الذي أذاعه الإعلامي خيري رمضان، وأعلن فيه وقف عرض البرنامج.

10-يعود البرنامج مرة أخرى في موسمه الثالث على "MBC MASR" ليحاول السخرية في عصر جديد، نتابع محاصرة المواطنين الشرفاء، لمسرح البرنامج، تخوف باسم وفريق عمله من المغادرة، اعتقال والد المنتج الفني للبرنامج طارق القزاز.

وأخيرًا قرار باسم، بإنهاء البرنامج والرحيل مهاجرًا لأمريكا، خاصة بعد حكم المحكمة لصالح "CBC" بتعويض تجاوز المائة مليون جنيه، لم يذكر الفيلم أن هذا التعويض أتى بتدخل السلطة ولكن الأجواء المخيفة كانت تكفي، تكفي حتى لتبرر خوف باسم، بعد ذلك من العودة حينما توفي والده فلم يستطع حضور عزائه في مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
دفاع سعد الصغير يطالب ببراءته: موكلي يتعاطي الترمادول لإصابته برباط صليبي