ذكر الكاتب الألماني الشهير فولفجانج مونشاو، أن الاتحاد الأوروبي، في حالة إنكار من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويخاطر بالتقليل من شأن القوة السياسية لبريطانيا على نحو خطير.
ويعتقد مونشاو - وفق ما نقلته صحيفة "إكسبريس" البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن الاتحاد الأوروبي أخطأ في تقدير مزاج الشعب البريطاني عندما تعامل مع ديفيد كاميرون على نحو غير عادل قبل أن تبدأ حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل جدي ويجب أن تتعلم من هذا الخطأ وعدم تكراره.
وقال مونشاو أنه يجب على بريطانيا أن تظهر قوتها من خلال إظهار أن هناك "خطة بديلة" إذا كان رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي في خروج بريطانيا من الاتحاد، ميشيل بارنييه، وشركاه يعملون على حل غير عملي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف مونشاو "أن أكبر فئة من المخاطر في المفاوضات القادمة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي سوء التقدير السياسي".
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأمثلة على حدوث هذا بالفعل "فقد لاقى ديفيد كاميرون معاملة غير عادلة العام الماضي عندما تجاهل المجلس الأوروبي تحذيرات رئيس الوزراء السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تغطية وسائل الإعلام الأوروبية بعد استفتاء العام الماضي التي كانت مليئة بتقارير عن المظاهرات المناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والالتماسات في المملكة المتحدة، والإجراءات القانونية التي قامت بها جينا ميلر، وهي مناهضة للخروج من الاتحاد الأوروبي، ومؤخرا مبادرة بريطانيا المفتوحة عبر الأحزاب السياسية من قبل رئيس الوزراء السابق توني بلير وغيرهم من المدافعين المؤيدين للبقاء".
وحذر مونشاو من أن تصريحات تيريزا ماي مثل "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا رجعة فيه" و"عدم وجود صفقة أفضل من صفقة سيئة" لا يتردد صداه في بروكسل.
ويعتقد مونشاو أن الحكومة البريطانية يجب أن تأتي على وجه السرعة بخطة بديلة تركز فيها على العلاقات التجارية المتعلقة بمنظمة التجارة العالمية أو التجارة الحرة من جانب واحد، بل وتطرح فكرة أن على بريطانيا ألا تقدم أي تعرفات على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي حتى لو لم يتم تبادلها من قبل بروكسل.
وتابع مونشاو أنه يتعين على مسئولي الاتحاد الأوروبي سحب رؤوسهم من الرمال والبدء بجدية في التخطيط للحياة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأنه ينطوي على خطر عدم القدرة على التعامل مع "خروج بريطانيا المفاجئ".
وخلص بالقول إن الاتحاد الأوروبي يدرك، على سبيل المثال، أن شركات التصنيع لديه ستكون من بين أكبر الخاسرين، وإن سلاسل الإمداد المعقدة للغاية التي استثمر فيها ستصبح صناعة عديمة القيمة بين عشية وضحاها وأن الصناعة الأوروبية بإمكانها التصدي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ليس لخروج مفاجئ.