"اردوغان" يتعاون مع ماليزيا لتعذيب شعبه

كتب : سها صلاح

عقب ترحيل ثلاثة أتراك مرتبطين بحركة الخدمة إلى تركيا بتهمة "الانتماء لتنظيم داعش"، بعد اعتقالهم بطريقة أقرب إلى الاختطاف والاختفاء القسري في ماليزيا، وسط احتجاجات دولية، ظهرت تفاصيل جديدة لعمليتي اختطاف شهدتها الأراضي الماليزية أيضًا في وقت سابق.

ففي 13 أكتوبر 2016، تعرض علاء الدين دومان (49 عامًا) وتامر تيبيك (43 عامًا) لعملية خطفٍ في قلب العاصمة الماليزية كوالالمبور في وضح النهار، ليتم فيما تسليمهم إلى تركيا بشكل غير قانوني.

وقام مركز ستوكهولم للحرية (SCF) المدافع عن قضايا حقوق الإنسان في السويد بكشف الستار عن تلك الوقائع في تقريره الأخير بعنوان "الذراع الطولى لأردوغان: واقعة ماليزيا"، موضحًا أن الشخصين تم اختطافهما من أماكن مختلفة عن طريق حافلات سوداء، نقلوا بعدها إلى مكانين مختلفين تعرضوا فيهما للتعذيب لمدة يوم كامل، وفي اليوم التالي تم تسليمهم إلى مسؤول تركي على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، منوّهًا بأن أعمال التعذيب داخل مكان اعتقالهم في أنقرة حتى الآن.

وبحسب رواية أسرة علاء الدين دومان، فإنهم رأوه للمرة الأخيرة يوم 13 أكتوبر 2016 عند الساعة 16:00، أمَّا التقرير فيسرد تفاصيل الواقعة على النحو التالي:

خرج دومان من منزله في شارع جالان سانتول إنداه بالعاصمة كوالالمبور لأداء صلاة العصر في أحد المساجد التابعة للجالية الباكستانية على بعد 500 متر. وبعد الصلاة التقى بصديقه مخلص أمير نور الدين (ماليزي – 29 عامًا) أحد أعضاء مجلس إدارة المدرسة التي يعمل بها.

وأخبر زوجته أنه سيكون في المنزل وقت العشاء، إلى جاءت الساعة 19:30 ولم يعد إلى المنزل، الأمر الذي تسبب في حالة من الرعب والفزع وسط عائلته التي حاولت الاتصال به أكثر من مرة، إلا أن هاتفه كان مغلقًا، وفي ساعات متأخرة من الليل وصلت لهم الأخبار السيئة.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن ثلاثة مواطنين أتراك تم ترحيلهم من ماليزيا إلى تركيا وصدرت في حقهم مذكرات اعتقال، بسبب انتمائهم لحركة الخدمة.

كيفتم إخراجهم من ماليزيا بدون جواز سفر؟

في اليوم التالي تلقت الزوجة صالحة دومان اتصالًا هاتفيًا من شقيقتها “ه. ش” المقيمة في إسطنبول. وأخبرتها أنها تلقت اتصالًا هاتفيًا من مديرية أمن إسطنبول مفاده أن علاء الدين قيد الاحتجاز لدى الجهات الأمنية، مما أصاب عائلته بالدهشة والصدمة؛ لأن علاء الدين دومان لم يكن يحمل جواز سفره أو حتى بطاقة الهوية الخاصة به. ولكن كيف تم نقله إلى تركيا من ماليزيا بدون بطاقة هوية أو جواز سفر؟

وبحسب التقرير السويدي، فقد سرد السيد علاء الدين دومان عملية الاختطاف، قائلًا: "خرجت من الجامع، وكنت في طريقي إلى المنزل، وفي لحظة عبوري الطريق إلى الجهة الأخرى، توقفت حافلة أمامي، وخرج منها شخص ماليزي يرتدي ملابس مدنية.

أمسكني من ذراعي وحاول أن يدفعني إلى داخل الحافلة، قاومته وبدأت بدفعه، فإذا بشخصين آخرين ماليزيين يخرجان من الحافلة، وكلهم ماليزيون يرتدون ملابس مدنية أيضًا. ظننت أنهم مهربو البشر.

وفجأة ظهر شخص رابع من داخل الحافلة، ووجه السلاح إلي، حاولت الهرب، ولكنهم ضربوني على رأسي حتى فقدت الوعي، وعندما عدت إلى الوعي وجدت نفسي داخل بناء مهجور وسط غابة شجرية، لم أستطع الصراخ بسبب الشريط اللاصق الموجود على فمي، وكانت يدي ورجلي مقيدة، وكانت عيناي مغماة، وكأنني مخطوف من قبل عصابات المافيا. وتعرضت للتعذيب من قبل أربعة أشخاص.

واعتقدت أنهم سيطلبون فدية أو قتلي كالمعتاد. وهددوني بالسلاح أو بإلقائي من الطابق العلوي، ومنعوا عني الماء والطعام، ولم يبلغوني بأي معلوماتٍ عن أنفسهم أو سبب خطفهم لي، وتعرضت للتعذيب طوال اليوم، وبعد 29 ساعة أرسلوني إلى المطار، وعندها أدركت ما يحدث، فقد سلموني إلى مسؤولين أتراك لهم يد في اللعبة، وبعدها وجدت نفسي في تركيا وتعرضت للتعذيب لمدة 23 يومًا داخل سجون بلدي أيضا.

وكشفت التفاصيل الجديدة أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عندما قال: “لقد تسلمناهم بالأمس، لم يكن قد تسلم علاء الدين دومان، بل كان في قبضة الماليزيين مقيدًا داخل البناء المهجور في وسط الغابات، وهذه التصريحات تكشف المستويات التي وصل إليها التعاون بين البلدين ولو كان في إجراءت تشكل اختراقا للقوانين.

استمرار التعذيب في تركيا

قال علاء الدين دومان لشقيقه صباح الدين إنه تعرض للتعذيب خاصة في أوقات متأخرة من الليل عقب تسليمه إلى تركيا.

وبحسب التقرير فقد كان المسؤولون الأمنيون يقومون بإخراج علاء الدين إلى أرض فضاء في ساعات متأخرة من الليل، ويصوبون السلاح إلى رأسه قائلين: "اعترف بكل شيء”، مهددين إياه بالموت، بالرغم من إصرار دومان على أنه لم يرتكب أي شيء ليعترف به.

رفض علاء الدين الحديث عن كل ما تعرض له لشقيقه خلال تواجدهما معًا في ممر الانتظار بمديرية الأمن، إلا أن صباح الدين شهد بنفسه التهديد الذي يتعرض له شقيقه من خلال قول أحد رجال الشرطة له: "إن لم تعترف، ستكون زوجتك وأبناؤك في خطرٍ كبير".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً