اعلان

أزمة ترويج السياحة الدينية.. الوزارة تفشل في استثمار زيارة بابا الفاتيكان.. وخبراء يطالبون بإحياء مسار "العائلة المقدسة"

بابا الفاتيكان فرانسيس

زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس، وعدد من نجوم السينما والكرة العالمية، إلى مصر، كانت كفيلة بإنعاش قطاع السياحة، إلا أن ذلك لم يحدث نتيجة فشل المسؤولين في الترويج لهذه الزيارات، بحسب خبراء.

- أكثر الملفات فشلا:

وقال عادل شعبان، الخبير السياحي، إن ملف تنشيط السياحة، من أكثر الملفات فشلا في القطاع، مؤكدا أن إهمال الوزير في الإعداد لهذا الملف قبل وصول بابا الفاتيكان بشهرين على الأقل، من أهم الأسباب، لافتا أنه كان من المفروض أن يركز كل الدعاية العالمية فقط لتلك الزيارة ويربطها مع برنامج زيارة العائلة المقدسة.

وأضاف أنهم طالبوا بذلك، ولكن قلة الخبرة وسوء التخطيط فاق هذا الوزير، وحاول أن يحصل على مزايا من تلك الزيارة وسافر الخميس الماضى إلى الفاتيكان، لإصلاح ما كان فشل فيه فى وقته.

وطالب الخبير السياحي بإقالة الوزير وكل قيادات الوزارة، بدءًا من هيئة تنشيط السياحة لأنهم فشلة بمعنى الكلمة، كما طالب بالإسراع بإجراء انتخابات الغرف السياحية واتحادها لأن بعض مسئوليها من لجان تسيير أعمال لا يفقهون شيئا فى العمل العام وليس لديهم أى معرفة بمتطلبات المرحلة وكذلك كلهم "شلة الوزير" وأصحابه، ويخربون القطاع وعلى رأسهم رئيس لجنة تسيير أعمال الاتحاد.

- نسبة السياحة الدينية ضئية:

وقال عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن إطلاق برنامج مسار العائلة المقدسة، سيكون أحد أهم البرامج السياحية في خريطة مصر السياحية خلال السنوات المقبلة.

وأضاف، أن البرنامج سيساهم في جذب السائحين المسيحيين الذين يفضلون هذه النوعية من السياحة الدينية، مشيرا إلي أن نسبة السياحة الدينية في مصر ضئيلة جدا خلال الفترة الحالية، وتحتاج لحملة ترويجية مكثفة، لجذب أكبر عدد ممكن من السائحين المسيحيين.

وتوقع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن يساهم البرنامج السياحي لمسار العائلة المقدسة في زيادة معدلات السياحة الثقافية في مصر بنسبة قد تصل إلي نحو 1% خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلي أن هذه النسبة ستكون جيدة في ظل الأوضاع الحالية.

وقال: "قد تواجه الدولة صعوبات في إطلاق البرنامج في كافة المناطق التي يشملها مسار العائلة المقدسة، مثل منطقة دير سانت كاترين جنوب سيناء (شمال شرق مصر)، والمنيا وأسيوط بصعيد مصر، في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية بها.

وأضاف "من الممكن أن يقتصر البرنامج علي المناطق التي زارتها العائلة المقدسة في القاهرة فقط خلال الوقت الراهن، لحين تحسن الأوضاع الأمنية في باقي المدن المصرية التي زارتها العائلة المقدسة".

وتراجعت معدلات السياحة الثقافية في مصر من 20% إلي 5% في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، في حين تمثل السياحة الشاطئية نحو 95% من حجم السياحة الوافدة إلي مصر، وفقا لتصريحات صحفية سابقة لوزير السياحة المصري

- تحديد مسار رحلة العائلة المقدسة:

من جهته دعا مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة وعضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستثمرين، وزير السياحة إلى العمل بجدية واستغلال زيارة بابا الفاتيكان الأخيرة لمصر بشكل صحيح وفعال.

أضاف "صادق" أن "البابا فرانسيس" قدم لمصر مشروعا استثماريا من العيار الثقيل على طبق من ذهب وعوائده مضمونة ولا تحتاج إلى بنية تحتية ولا منشآت ولا فنادق 5 نجوم مكلفة ولا مليارات، بل تحتاج إلى قرار سريع من رأس الدولة بسرعة التحرك والطرق على الحديد الساخن، والبدء في العمل وترك الحديث عن عودة السياح الروس، ووجوب التركيز على مئات الملايين من "العواجيز والمسنين" في العالم كله الذين يتمنون زيارة مصر قبل وداع الحياة.

أوضح، أن المشروع يحتاج إلى تحديد مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، واستراحات على شكل قرى صغيرة للمبيت والراحة على الطراز البدوي من طابق واحد وعمل قرى من الخيام، وإضاءة من "الشمع أو لمبات الجاز" ليعيشوا أجواء الحج الطبيعية.

وتابع: إن المشروع يحتاج أيضا إلى نخيل وشجر زيتون في كل قرية أو استراحة ليعيشوا في جو وبيئة أيام ميلاد السيد المسيح بكل تفاصيله وروحانياته، بالإضافة إلى دعوة كل بابا مسيحي لكل دولة وعمل رحلة الحج لهم على حساب الدولة المصرية ونكتب جملة واحدة "مصر الأرض التي تجلي فيها الله سبحانه وتعالي" وهي أول أرض للحجاج المسيحيين.

وأوضح " ثروت العجمي" مستثمر سياحي، أن جغرافيا مصر مليئة بالأماكن المقدسة التي يمكن الاستفادة بها في انعاش السياحة المصرية، سواء قبطية أو إسلامية، وبما أننا نتحدث عن مناسبة الاحتفال بمسار العائلة المقدسة فنجد أن العائلة المقدسة إلى مصر من ركنها الشمالي الشرقي قادمة من أرض فلسطين وكان عمر السيد المسيح آنذاك عامين وقد مرت العائلة المقدسة بالعديد من القرى والمدن فجاءت من بين لحم ومرت بالفرما بالقرب من بورسعيد نم انتقلت إلى دلتا مصر ثم إلى تل بسطة حتى مسطرد، ويستكمل المسار ليصل إلى سخا ثم وادى النطرون، ويتجه المسار بعد ذلك إلى من جبل الطير إلى دير المحروق بأسيوط وبه أول كنيسة شيدت في مصر.

وأضاف "العجمى" أن الاستفادة من مسارة العائلة المقدسة يستوجب استكمال إحياء المسار القديم وتخطيط رحلات دينية ونشرها في الدول الأوربية والأمريكية مع اظهار الأهمية الدينية للرحلة وأهمية السير على خطى العائلة المقدسة والسيد المسيح بالطبع.

وتابع المستثمر السياحى قائلا إنه من الأفضل أن يكون هناك تكامل بين السياحة الدينية وانماط أخرى فيمكن عمل الرحلة الدينية على هامش الرحلة الرئيسية لمن يكون الهدف الرئيسي للرحلة ليس زيارة أماكن دينية، بمعنى أن السياحة الدينية قد لا تغري السائح منفردة أو تقصد لذاتها لكن تكون ضمن برامج الرحلات السياحية العادية، منوها إلى أن إضافة مسار الرحلة المقدسة إلى رحلات أخرى تزيد من متوسط مدة الإقامة وتزيد الإنفاق السياحة ومن ثم زيادة المردود والدخل الاقتصادي والعملة الصعبة بما يوازي مليارات الدولارات.

وعن دور وزارة السياحة انتقد "العجمى" تقاعس الوزارة عن تنفيذ أو الاستفادة من تلك المعالم وعدم الاهتمام بها وذلك يرجع إلى أن الوزارة يتولى إدارتها غير المتخصصين وكذلك أداء قطاع التخطيط والبحوث والتسويق، مشيرا إلى أنه إذا تولى فريق من الأكاديميين المتخصصين تلك القطاعات سيحدثون طفرة في أداء الوزارة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: ندعم وحدة واستقرار سوريا وكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة