استضاف الإعلامي محمد الغيطي، الشيخ مصطفي رشدي، مفتي استراليا ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام، في البرنامج الخاص به" صح النوم"، بالأمس، على فضائية " ltc"، وأثار مفتي استراليا الجدل في عدة تصريحات نارية تخللت حديثه على مدار البرنامج، وعلى الوجه الآخر، كان للشيخ الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر، نصيبًا من هذه الحلقة، بالإضافة إلى أحتواء الحلقة على عدد من المداخلات التليفونية.
واستهل الغيطي حديثه بقول أن البرلمان يعد قانون لحظر الفتوي، وقصرها على خريجي الأزهر الشريف، عقب المرور على امتحان الفتوي، موضحًا أن هذا المشروع يقع الآن على طاولة المناقشة.
وأوضح الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر وخريج كلية أصول الدين، أن التفكير في وضع قانون يمنع الفتوي لغير خريجي الأزهر، صاحب الكلمة فيه هو ولي الأمر المتمثل في الأزهر الشريف، موضحًا إنه في حالة ملاحظة بداية لانتشار الخراب من جانب المغرضين، فعليه أن يسن قوانين تبطل حدوث ذلك، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعتبر خطوة جيدة، نظرًا لأن كل من في العالم يتفق على فكرة أن التخصص يكسب الأمر المصداقية والمزيد من الفهم، وضرب مثال على ذلك من خلال قوله: "مش معقول واحد عايز ميكانيكي، فيروح يجيب سباك"، فالدنيا جميعها تقوم على التخصص، وأهم ما في الدنيا هو اعتقاد الانسان وتفكيره، لأنه في حالة الاعتقاد الخطأ، سينتشر الفساد.
وأشار إلى أن التدمير الاقتصادي والتفجيرات التي تتم في العالم، والقتل الذي تشهده سيناء، يرجع كل ذلك إلى فتاوي غير المختصصين، موضحًا إلى أن الخليج أمن تمامًا من مثل الفتاوي، على عكس ما يحدث في مصر من أصدار الفتاوي، نتيجة إلى أن كل من قرأ كتب يطلق على نفسه زعيمًا.
وأوضح أن الأزهر الشريف هو أشهر من شرح البخاري بن حجر العسكراني، وانتقل بحديثه إلى أن الملك عبد الله أصدر قرارًا بتدريس كل المذاهب في القضاء السعودي، قبل موته بعامين.
وكشف الدكتور حمودة خلال حديثه في البرنامج، أن الأخوان وراء خروج الشيخ عبد الجليل من وزارة الأوقاف، موضحًا أن عبد الجليل استرسل في تفسيره لاية في سورة " آل عمران"، مشيرًا إلى أنه عالم في أمة وليس عالم الأمة.
وقال الشيخ رشدي، مفتي استراليا وخريج كلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر، أنه أطلع على قانون الفتوي الجديد قبل عرضه على المجلس، موضحًا أن مشروع القانون يحصر الفتوي على موظفي الأزهر برئاسة الدكتور الطيب، ودار الأفتاء برئاسة الدكتور شوقي علام، ووزارة الأوقاف برئاسة الدكتور محمد جمعة، لكن الموظفين في هذه الجهات، يحمل غالبيتهم فكرًا أخوانيًا سلفيًا، مشيرًا إلى أن المشكلة تخرج من الأزهر الشريف.
وأوضح أن العديد من الأخوة المشايخ لا يفقهون ما يقرأوه في القرآن الكريم، ويعتبر الشيخ سالم عبد الجليل واحدًا منهم، حيث أنه خرج يكفر الأقباط، في حين أن القرآن يخاطب النصارة والمسيحيين، وهناك فرق بين الأثنين، والشيوخ الذين يكفرون الأقباط لا يعلمون الفرق الذي وضحه القرآن في الإثنين.
وأشار في حديثة إلى أن الرسول "صل الله عليه وسلم"، استقبل 60 فردًا من نصاري نجران، في المسجد النبوي، ووقف الكاهن الخاص بهم حينها على منبر النبي، بالإضافة إلى أطعامهم داخل المسجد، وفي اليوم التالي، أصطحبهم النبي إلى أطراف المدينة، وهذا يدل على أن تكفيرهم أمر خطئ، لأن الله وصفهم في القرآن من خلال 32 آية، بانهم أهل الكتاب، موضحًا أن من يقرأ في يجد أن هناك 12 اية في الانجيل تقول أن هناك آله واحد أمين.
وأكد على أن الدكتور خالد الجندي، يحضر فيديوهات منصفة للقنوات الأخوانية، ويستخدمها ضده، وفي الحقيقة الأمر هذه الفيديوهات "مفبركة"، موضحًا أن الشيخ الجندي أطلق عليه لقب نصاب، في حين أنه لم يفتعل شئ حتي يصفه بهذه الصفة، مشيرًا إلى أن الجندي دائمًا ما يهرب من المناظرة فيما بينهم.
وفجر الدكتور مصطفي، مفاجأة أثناء حديثه، حيث قال أن القرآن يقول في الآية الـ 183 في سورة البقرة، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، ويعد تفسير جزء من هذه الآية أن غير القادر على الصيام، مثل الذي لا يقدر على العمل في الصيام، يمكن أن يطعم المسكين بدلًا من الصوم، بالأضافة إلى أن من لا يرغب في الصيام من المساكين ليس عليهم أطعام بدلًا من الصيام، لأنهم في الأصل فقراء، موضحًا أن رمضان كان موجود قبل الأسلام، وتم تشريعه في السنة الخامسة عشرة من البعثة، والهدف من الصيام هو الاحساس بالفقير.
وأشار إلى أن النصارة واليهود لا يوجد لديهم صيام، على عكس ما يعتقده البعض، وانتقل بحديثه إلى أن المكان الوحيد المقدس على وجه الأرض هو جبل الطور، موضحًا أن الحج للجبل أعلى درجة من الكعبة.
وأستطرد حديثه قائلًا: " سيدنا النبي ذهب للحج في جبل الطور قبل مكة، في رحلة الأسراء والمعراج"، موضحًا أن سيدنا محمد حتي عامه الـ 40 كان مسيحيًا.
فيما أوضح أنه يجوز شرب الخمر، طالما لا يصل لمرحلة السكر، موضحًا أن النبي قال اشربوا ولا تسكروا، فيما رد عليه الشيخ حمودة، بإن الخمر غير حلال ويبطل الصلاة، ولا يجوز تحليله.
واستكمالًا لفتاوي الشيخ رشدي المثيرة للجدل، قال أنه يجوز زواج المسلمة من المسيحي واليهودي، موضحًا أن ذلك لا يوجد به نص يحرمه، مشيرًا إلى أن بنت النبي، السيدة زينب كانت متزوجة من أبو العاص، وظلت على ذمته وهو غير مسلم، فيما أوضح الشيخ حمودة، أن عملية زواج المسلمة من المسيحي أو اليهودي ممنوعة في الإسلامي، وذلك لحفظ المرأة والحفاظ على حقوقها، لأن الأخوة الأقباط لا يعترفون بانبياء المسلمين، في حين أن المسلمين يؤمنون بكل الانبياء.
ومن حانبه، قال محمد حامد سالم، المحامي والمفكر السياسي، خلال مداخلة تليفونية، أن المرحلة الحالية تشهد على الكثير من حالات الانفلات الإعلامي، والبرامج الدينية يجب أن تكون مسجلة وليست مباشرة، حتي تفحصها لجنة من الأزهر ودار الأفتاء قبل عرضها على المشاهد، موضحًا أن سالم عبد الجليل الذي صرح أن المسيحيين يتبعون عقيدة مضللة، وزيدان الذي سب وإهان صلاح الدين، كانوا الشرارة التي أنهت على الصبر.
وأشار إلى أن الدعوة التي قام برفعها، تختص في إلغاء عرض البرامج الدينية على الهواء، وعرضها بشكل مسجل بعد مرورها على المختصين، وأكمل قائلًا: "هو كل شيخ قبض قرشين هيجي يتكلم علينا".