قال محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إنه يفكر فى العزوف عن العمل السياسى فى ظل أجواء لا تعترف بثقافة الاختلاف، وإنما تؤمن بأن لها قانون يقول (من ليس معنا فهو ضد)، وأصبح فيها الاختلاف طريق إلى الحصار والعزل والتخوين، على حد وصفه.
وتابع السادات؛ كل هذا وغيره كثير جعلنى الآن وبكل آسف أفكر جديا فى الابتعاد عن العمل السياسى وعدم الترشح كبرلمانى مستقبلا، فقد أصبح من المؤكد أنه لا أمل فى إصلاح ولا فى ممارسة عمل سياسى وحزبى حقيقى طالما أصبح اتخاذ المواقف النابعة من القناعة والضمير وبدافع من الوطنية أمر يضيق به صدر من يريدون السيطرة والتحكم ويساعدهم من إعتادوا النفاق والتملق على حساب المبادىء والقيم والحقوق والحريات.
وتساءل السادات، لماذا ندفع كثيرا من الوطنيين المخلصين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة إلى مغادرة مصر أو أن يبقوا فيها منغلقين على أنفسهم منعزلين عن قضايا المجتمع رغم أنه من الممكن أن نستفيد من خبراتهم إذا ما استمعنا لهم وتقبلنا آراؤهم وإنتقاداتهم لكننا فشلنا فى أن نشعرهم بالآمان أو المشاركة، وأصبح لدينا وللأسف كثيرون يشعرون بالغربة فى وطنهم وشباب يشعر بالإحباط واليأس لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، فهل حان الوقت كى نتعلم من دروس وأخطاء الماضى من التهميش والإقصاء خاصة ونحن نواجه الآن ما يحدث من دعاوى التعصب الدينى والفتن الطائفية التى تتطلب وقفة جادة وحازمة.
واستطرد السادات، ولقد سمعت ورأيت عجب العجاب فيما يخص الاستعدادات ونوايا الترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة (2018) سواء على مستوى معسكر الرئيس السيسى أو من القوى السياسية التى تحاول أن تقدم بديلا حقيقيا يستطيع المنافسة وللآسف كلها غير مشجعة ومحبطة وليس آمامنا سوى الأمرالواقع وعلينا أن نصبر ونتحمل، إننى من دعاة التفاؤل ولست ممن يفقدون الأمل أو الاستسلام للواقع لكن المشهد الحالى لا يبشر بخير ولقد كان من السهل أن أكتب عكس ما كتبت وأبيع وهما وأصفق مع كثيرين وأزعم أننا نسير بمصر فى طريق الديمقراطية والرخاء لكننى لا أجيد التصفيق وأفضل الإنسحاب بهدوء احتراما لنفسى ولكل المعانى والقيم النبيلة.