لا يعد أمر تجنيد الفتيات، ومن ثم انخراطهن في الحياة العسكرية العنيفة، أمرًا غريبًا في اكثر من دولة على مستوى العالم.
ففي 2016 كانت دولة النرويج أول دولة من الشمال الأوروبي، أو دولة تطبق التجنيد الإجباري على الفتيات.
ليس هذا فحسب، بل هي تعد الدولة الاولى أيضًا في الأمة الأوروبية وفي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، التي تطبق هذا النوع من التجنيد.
واليوم، يبدو أن السيدات النرويجيات يزدهرن في القوات المسلحة ويتمتعن بها أكثر من إخوتهن في السلاح.
وقد أسفرت دراسة استقصائية أجريت مؤخرًا، واستهدفت لأول مرة النساء، عن نسب عالية بين مؤيدي الجيش المحايد جنسيًا.
والمثير للدهشة أن الفتيات النرويجيات وجدن يشعرن أكثر بالراحة في الجيش وكأنهن في البيت من نظرائهن من الذكور.
وجاءت نسبة من سيضطلعن بواجباتهن العسكرية، مذهلة بـ90 في المئة من الإناث في عام 2016، شريطة أن تكون الخدمة طوعية، مقابل 84 بالمئة من الشبان.
وعلاوة على ذلك، فان الغالبية الساحقة من الجنديات سيوصين الفتيات الأخريات بالتجنيد، وفقًا لما ذكرته صحيفة "افتنبوستين" اليومية النرويجية.
كما ثبت أن السكن المشترك للذكور والإناث، ناجح ويجري تطبيقه في بلدان الشمال الأوروبي الأخرى مثل فنلندا.
وفقًا لآنا أوليفيا موهوجين من البحرية النرويجية، فإن غرف الثكنات المختلطة تساهم في رفع معنويات الجنود وتبني علاقة أفضل بين الجنسين.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2014 أن توفير مهاجع للجنسين ساعدت في مكافحة التحرش الجنسي بسبب ما يسمى بـ"إزالة التمييز بين الجنسين"، وساعد الجنود على إيجاد صداقة حميمة تشبه الأخوة.
والخلل الوحيد الذي يشوه ذلك الوضع هو القلق المتمثل في التحرش الجنسي، الذي يبدو أنه يكاد يكون من المستحيل التخلص منه.
وأفاد ما مجموعه 15 بالمئة من المجندات بأنهن تعرضن للمضايقات، وهي النسبة التي تحسنت بالمقارنة مع 23 بالمئة في عام 2012.
وجاء أن 2 بالمئة من المجندين الذكور أبلغوا أيضا عن تعرضهم للمضايقات بالإساءة اللفظية.
وقال القائد الأعلى هاكون برون هانسن "إن القوات المسلحة لا تتسامح مطلقا مع المضايقات والبلطجة".
ويبلغ عدد أفراد القوات المسلحة النرويجية حوالي 000 23 فرد، بمن فيهم موظفون مدنيون، ويبلغ قوامهم القتالي الكامل نحو 000 83 فرد.
وقد تمكنت النساء النرويجيات من التطوع للخدمة العسكرية لعدة عقود، مما ساعد على إضافة لمسة نسائية إلى القوات المسلحة.
تم توسيع نطاق التجنيد الإلزامي ليشمل النساء النرويجيات في العام الماضي فقط، حيث شكلن حوالي 25 بالمئة من الشباب البالغ عددهم 000 8 شاب.
وفي الوقت الراهن، تشكل نسبة النساء نحو 17 بالمئة، ولكنها تزداد بشكل تدريجي.
يش الأسترالي
وسمح الجيش الأسترالي للنساء بالانضمام لقواته في عام 1899، وظل دورهن يقتصر على التمريض حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، فانضمت النساء إلى سلاح البحرية والجيش الملكي ووصلن إلى مراتب عليا.
ميلات في الجيش العربي السوري
دفعت الأزمة في سوريا عدداً من الشابات السوريات إلى حمل السلاح دفاعا عن أرضهن، ضمن صفوف الجيش السوري، الذي كان يتيح تاريخيا تطوع النساء ضمن الكلية الحربية والقطع العسكرية المختلفة.
وأنشئت كتيبة المغاوير الأولى في الحرس الجمهوري قبل حوالي أربع سنوات، ولا تزال أبرز كتيبة نسائية عاملة في الجيش السوري وتعد 800 عنصر، ويقول قائد الكتيبة علي إنها شكلت "بقرار من الرئيس بشار الأسد الذي أراد أن يعطي دفعا لدور المرأة السورية ويثبت أنها قادرة على النجاح في كل الميادين".
تعتبر باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تجند النساء إجباريًا وذلك منذ تأسيسها عام 1947، وفي عام 2006 انضمت الدفعة الأولى من الطيارات للقوات الجوية، كما أن هناك فتيات من القناصة، والعمليات الخاصة، ما يشير إلى تمدد هذا النوع من التجنيد في البلاد.